في مناطق عبور الأسلحة الغربية لأوكرانيا.. بولندا تعلن تفكيك خلية تجسس روسية
بولندا المحاذية لأوكرانيا، شكلت منذ انطلاق الحرب الروسية الأوكرنية في 24 فبراير الماضي، نقطة انطلاق لشحنات الأسلحة الكبيرة التي تقاطرت من قبل العديد من الدول الأوروبية ومن الولايات المتحدة أيضا.

السياق
حرب جاسوسية تشتعل هي الأخرى وسط أوروبا، بالتوازي مع القتال المستعر بين روسيا وأوكرانيا، ففي بولندا أعلنت السلطات تفكيكها شبكة تجسس تعمل دعمًا لـ "لغزو الروسي"، وفق ما أعلن وزير الدفاع، ماريوش بلاشتشاك لإذاعة "بي آر 1" البولندية الخميس.
وقال بلاشتشاك: "تمكنا من تفكيك الشبكة، التي كانت مجموعة من الذين يجمعون معلومات لحساب الذين هاجموا أوكرانيا" مضيفًا أن التهديد كان حقيقيًا، في تصريح مقتضب لم يكشف تفاصيل.
كانت إذاعة "آر إم إف إف إم" البولندية الخاصة نقلت –الأربعاء- عن مصادر لم تسمّها، أن وكالة الأمن الداخلي أوقفت ستة أجانب يعملون لحساب الاستخبارات الروسية، يعتقد أنهم كانوا يحضرون لأعمال تخريبية في بولندا.
وأُلقي القبض على المشتبه بهم، بعد اكتشاف كاميرات خفيّة مثبتة على طرق وتقاطعات سكك حديدية مهمة، تسجّل بيانات حركة المرور.
التأهب القصوى
وبحسب إذاعة "آر إم إف إف إم"، رُكبت "عشرات الأجهزة" من هذا النوع، وبصورة رئيسة على أجزاء من خطوط السكك الحديدية المؤدية إلى جنوبي شرق البلاد ولا سيما مطار جاشونكا قرب رزيشو، وهو إحدى النقاط الرئيسة لنقل الأسلحة الغربية والذخيرة لأوكرانيا.
وأعلنت حال التأهب القصوى، في صفوف الأجهزة الأمنية والشرطة بعد هذه العملية، وتعزيز أمن السكك الحديدية والبنى التحتية الاستراتيجية، بحسب الإذاعة.
جدير بالذكر أن بولندا من أولى الدول التي أعلنت تأييدها ودعمها لأوكرانيا في حرب روسيا ضدها.
جاسوس في ألمانيا
العمليات الاستخبارية الروسية تتوسع بشكل متزايد ضد القوى الغربية، ففي ديسمبر 2022 أصدر الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه أمرًا بالقبض على موظف في جهاز الاستخبارات الخارجية "بي إن دي" للاشتباه في ارتكابه جريمة الخيانة للوطن.
وقال المدعي العام الاتحادي إن "كارستن ل" اعتُقل على خلفية نقله معلومات إلى جهاز استخبارات روسي.
وذكرت النيابة العامة -وقتها- اشتباهها في أن "كارستن إل" نقل عام 2022 أسرارًا للدولة حصل عليها في سياق أنشطته المهنية إلى روسيا.
وكشف في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية عديد من قضايا التجسس لحساب الكرملين، وحسب دي دبليو فإن أجهزة الاستخبارات الغربية رفعت مستوى استنفارها الأمني.
وسبق أن حُكم بالحبس سنة وتسعة أشهر مع إيقاف التنفيذ على ظابط احتياط ألماني، أدين بالتجسس لصالح موسكو.
دعم أوكرانيا
من جانب آخر، في سياق الحرب الروسية على أوكرانيا، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس –الخميس- أنه من "المهم جدًا" تأمين ذخائر "بسرعة" لكييف للتصدي للغزو الروسي.
وقال شولتس، في خطاب أمام نواب البوندستاغ: "سنقرر مع شركائنا الأوروبيين تدابير جديدة، لضمان إمدادات أفضل ومتواصلة" من الذخائر لأوكرانيا، خلال قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.
وأضاف أن ألمانيا "مستعدة لفتح مشاريعها للإمداد للدول الأعضاء الأخرى" في الاتحاد الأوروبي.
باخموت
وأكد مجددًا أن القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا "ستواصل دعمها السياسي والمالي والإنساني والعسكري لأوكرانيا، طالما كان ذلك ضروريًا".
وتطالب كييف -منذ أسابيع- بمزيد من الذخيرة للدفاع عن نفسها بوجه الغزو الروسي، في وقت تشتد المعارك في باخموت (شرق).
ويحذر الجيش الأوكراني من نقص القذائف عيار 155 ملم للمدافع التي يستخدمها.
بينما أعلن المفوض الأوروبي للصناعة تييري بروتون أن أوروبا ستتحرك لزيادة إنتاجها من الذخائر الموجهة إلى أوكرانيا، بما يشمل "15 مصنعًا في 11 بلدًا من الاتحاد".
وصرح لإذاعة راديو مونتي كارلو: "علينا التحرك بسرعة كبيرة، فالحرب المأساوية في أوكرانيا التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بصدد التحول إلى حرب خنادق وجهًا لوجه، وثمة سباق بالطبع لإرسال أكبر قدر من الذخيرة في الجانبين"، مشيرًا إلى أن الأوكرانيين "يعتمدون" على أوروبا لإمدادهم بالذخائر.