حرب المُسيَّــرات... هل تكشف أوكرانيا سماء روسيا؟

استُهدفت مصفاة إلسكي بطائرة مسيّرة مجهولة، وفق السلطات المحلية، ما تسبّب بانفجار وحريق أخمده العاملون في المصفاة على الفور.

حرب المُسيَّــرات... هل تكشف أوكرانيا سماء روسيا؟

السياق

عمليات نوعية تهز قلب روسيا، وتثير مخاوف مواطنيها الآمنين بعيدًا عن مقاتليها في الجبهات، فبعد ساعات من محاولة اغتيال لبوتين، بمسيرتين مفخختين استهدفتا منزله في قصر الكرملين، اندلع حريق -الجمعة- في مصفاة نفط جنوبي غرب روسيا قرب الحدود الأوكرانية، استهدفتها طائرة بلا طيار، حسبما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن أجهزة الإغاثة المحلية.

الحريق الذي انتشر على مساحة 60 مترًا مربعًا بمصفاة النفط في إلسكي بمنطقة كراسنودار، جرت السيطرة عليه "قبل وصول فرق الإطفاء"، بحسب ما أفاد الفرع المحلي لوزارة الأوضاع الطارئة الروسية وكالة إنترفاكس.

وتحدث المكتب عن "إجلاء موظفي المصفاة بسرعة وعدم تسجيل أي إصابة".

 

طائرة مجهولة

وأوردت وكالة تاس الرسمية، نقلاً عن مصدر في أجهزة الإغاثة، أنّ الحريق نجم عن هجوم جديد بطائرة مسيّرة.

من جهتها، ذكرت وكالة ريا نوفوستي، بحسب مصدر آخر في أجهزة الإغاثة، أنّ الحريق نجم عن اشتعال منتجات نفطية غداة تسربها إثر هجوم بطائرة مسيّرة.

ولم ترد أي معلومات رسمية عن مصدر الحريق في الوقت الحاضر.

واستُهدفت مصفاة إلسكي بطائرة مسيّرة مجهولة، وفق السلطات المحلية، ما تسبّب بانفجار وحريق أخمده العاملون في المصفاة "على الفور".

وتستهدف هجمات بطائرات مسيّرة مفخّخة -منذ نحو أسبوع- مواقع في روسيا، أو في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا.

وأبرز هذه الهجمات وقع بطائرتين مسيّرتين استهدفتا –الأربعاء- وفقاً لموسكو، مبنى الكرملين وأسقطتهما الدفاعات الروسية.

 

واشنطن متهمة

تكرّر في الأيام الأخيرة توغّل المسيّرات، وكذلك أعمال التخريب بقنابل على الأراضي الروسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية -الخميس- إنّ "العمليات الإرهابية والتخريبية للقوات المسلحة الأوكرانية تتخذ بُعدًا غير مسبوق".

تأتي الهجمات في وقت تقول كييف إنها أكملت استعداداتها لهجوم الربيع الكبير المُعلن عنه منذ أسابيع.

واتّهمت روسيا السلطات الأوكرانية بالوقوف خلف هذه المحاولة الفاشلة "لاغتيال" الرئيس فلاديمير بوتين، لكنّ كييف -على لسان زيلنسكي- نفت أيّ ضلوع لها في هذا الهجوم.

وقال المتحدثّ باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إنّ "جهود كييف وواشنطن لإنكار أيّ مسؤولية لهما (عن الهجوم المفترض) سخيفة، القرارات المتعلقة بهجمات كهذه لا تُتّخذ في كييف، بل في واشنطن، كييف تنفّذ فحسب ما يُطلب منها".

وأضاف للصحفيين: "على واشنطن أن تفهم أنّنا نعلم ذلك".

وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف –الجمعة- أنّ الهجوم الأوكراني المفترض الذي استهدف الكرملين هذا الأسبوع بمسيّرتين، ما كان ليحصل من دون أن تكون واشنطن على عِلم به، في وقت تنفي كييف وواشنطن أيّ ضلوع لهما فيه.

وقال لافروف، خلال زيارة للهند: "هذا عمل عدائي... من الواضح أنّه ما كان ممكناً لإرهابيي كييف أن يرتكبوه من دون عِلم رؤسائهم"، مشدّداً على أنّ موسكو ستتّخذ "إجراءات ملموسة" للردّ على هذا الهجوم المفترض، الذي أكّد الكرملين أنّ هدفه كان اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين.

وتؤكّد موسكو أنّ دفاعاتها الجوّية أسقطت فوق الكرملين طائرتين أوكرانيتين من دون طيّار، كانتا تحاولان اغتيال الرئيس بوتين.

 

كذبة

هذه ليست المرة الأولى، التي تتّهم فيها روسيا الولايات المتّحدة بالضلوع في هذا الهجوم المفترض.

فالخميس، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنّ الولايات المتّحدة هي التي أصدرت الأمر بشنّ الهجوم، في حين أنّ دور كييف اقتصر على التنفيذ.

وسارعت واشنطن إلى الردّ على هذا الاتّهام، واصفة إيّاه بـ"الكذبة" ونفت أيّ ضلوع لها في الأمر.

لكّن وزير الخارجية الروسي ردّ على النفي الأمريكي، الجمعة، قائلًا: "إذا كنتم تعتقدون أنّه بمجرّد أن تنفي الولايات المتحدة وأوكرانيا التهم، يجب أن نتوقف عن التفكير في ما نعرفه عن ذلك، فالأمر ليس كذلك".

وأضاف الوزير الروسي: "قدرة أصدقائنا الأوكرانيين والغربيين على الكذب معروفة".