تفاصيل جديدة حول تفجير خط نورد ستريم.. ما علاقة أوكرانيا؟

معلومات استخباراتية، اطلع عليها مسؤولون أميركيون، تشير إلى أن جماعة مؤيدة لكييف من أوكرانيين أو روس، نفذوا الهجوم.

تفاصيل جديدة حول تفجير خط نورد ستريم.. ما علاقة أوكرانيا؟

السياق

بعد مرور أكثر من شهر على الحادثة، عادت قضية الهجوم على خط أنابيب نورد ستريم إلى الواجهة، إذ كشفت وسائل إعلام ألمانية تفاصيل جديدة، أشارت فيها إلى أن جماعة مؤيدة لأوكرانيا، نفذت الهجوم على "نورد ستريم".

فتفجيرات خط أنابيب غاز نورد ستريم، التي أشعلت بحر البلطيق، كانت روسيا المتهم الرئيس والوحيد، التي لم تردد القوى الغربية ومن ورائها أمريكا في اتهاماها، لكن موسكو نفتها وتحدت متهميها بإيجاد أي دليل يؤكد تورطها.

الآن وبعد أشهر على الحادث، الذي وصفه الطرفان المتحاربان ومن وراءهما بالإرهابي، فإن الحديث يدور حول تبرئة روسيا واتهام "جماعات موالية لأوكرانيا" بالوقوف خلفه، بحسب تقارير استخباراتية غربية وتحقيقات صحفية.

ونقلت الصحافة الغربية عن مسؤول أمني غربي كبير قوله إن الحكومات التي تحقق في التفجير، توصلت إلى أدلة تفيد بأن أفرادًا أو كيانات موالية لأوكرانيا، ناقشوا -قبل الانفجار- إمكانية تنفيذ هجوم على خطوط أنابيب نورد ستريم.

وأكد المسؤول -الذي فضل عدم كشف هويته- أن الاتصالات التي رصدتها أجهزة المخابرات الغربية، لم تكتشف إلا بعد تنفيذ الهجمات، التي جرت في عمق البحر.

 

5 رجال وسيدة

بدورها، كشفت صحيفة دي تزايت الألمانية، في تحقيق استقصائي بالتعاون مع القناة الألمانية الأولى، أن محققين ألمانًا عثروا على القارب الذي استخدم لتفخيخ خط أنابيب نورد ستريم أسفل بحر البلطيق، مؤكدة أن القارب استأجره أوكرانيان من شركة في بولندا، غير أن المحققين لم يعثروا على الجهة التي أمرت بتنفيذ عملية التفخيخ.

وأشار التحقيق إلى أن منفذي التفجير فريق من 5 رجال وسيدة، قُسموا إلى قائد السفينة وغطاسين ومساعدي غطاسين وطبيب.

وذكر التحقيق أن السفينة المستخدمة في العملية أبحرت من ميناء روستوك الألماني، في السادس من سبتمبر الماضي، ونقلت الأسلحة إلى المرفأ بشاحنة قبل ذلك، مشيرة إلى أنه بعد تنفيذ العملية، أعيدت السفينة لكن من دون تنظيفها بالشكل الكافي، ما ساعد المحققين في العثور على آثار المتفجرات فيها.

 

توريط أوكرانيا

التحقيق الصحفي الألماني، ذكر أيضًا أن أجهزة مخابرات غربية كشفت ضلوع فريق كوماندوس أوكراني في عملية التفجير، وبينت أن محققين من الولايات المتحدة وهولندا والدنمارك والسويد وألمانيا، يشاركون في التحقيقات.

بينما نقلت الصحيفة عن المحققين، فرضية أنهم لا يستبعدون زرع أدلة بعينها، من شانها أن تورط أوكرانيا.

المعلومات التي كشفها التحقيق الألماني، اتفقت معه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، التي أفادت بأن معلومات استخباراتية، اطلع عليها مسؤولون أميركيون، تشير إلى أن "جماعة مؤيدة لكييف" من أوكرانيين أو روس، نفذوا الهجوم، لكن في الوقت ذاته-وفق "رويترز"- فإن التحقيقات برأت الرئيس الأوكراني وكبار مسؤوليه مرجحة -على حد ما ذكرت- أن المنفذين قد يكونون تصرفوا بتوجيه من أي مسؤول حكومي أوكراني.

"نيويورك تايمز" عدت المنفذين معارضين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من دون تحديد الجهات المسؤولة عن عمليات التخطيط والدعم والتمويل، وأكدت -في الوقت ذاته- رفض المسؤولين الأمريكيين كشف طبيعة التقارير الاستخباراتية، أو كيفية الحصول عليها.

 

دول لا أفراد

في السياق ذاته، رأى مسؤولون غربيون أن طبيعة هذه العمليات الخطرة والحساسة، لا يمكن لأفراد أن ينفذوها، مشيرية إلى أنها تتطلب خبرات وتجهيزات دولة، وأن الأفراد المجردين، لن يتمكنوا بمفردهم من امتلاك الأدوات المطلوبة لتنفيذ تلك التفجيرات.

هذ الفيض من المعلومات الذي كشفته القوي الغربية، سواء على المستوى الإستخباراتي أم الإعلامي، لم يرق لموسكو رغم أنه يبرئها ويوجه أصابع الاتهام إلى كييف، إذ دعا الكرملين إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف في الحادث، مشككاً في النيات والتصريحات الأمريكية بالقضية، ما عبَّر عنه المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، الذي تساءل: "كيف يمكن للمسؤولين الأمريكيين أن يفترضوا أي شيء بلا تحقيق؟".

 

الفاعل الحقيقي

كذلك رأى أن التقارير الغربية بقضية تفجيرات نورد ستريم، تهدف إلى صرف الأنظار والانتباه عن الفاعل الحقيقي -الذي لم يسمه-

ورأى بيسكوف أن ما يحدث حملة منسقة، داعيًا الدول المساهمة في خطوط الغاز "نورد ستريم" إلى التمسك بإجراء تحقيق عاجل وشفاف.

وأردف: "ما زلنا ممنوعين من التحقيق. أليس الأمر غريبًا... ليس غريباً فحسب بل تفوح منه رائحة جريمة وحشية".

كييف من ناحيتها نفت أي دور لها في تفجير خط أنابيب نورد ستريم، وقال ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري زيلينسكي، إن الحكومة الأوكرانية "غير متورطة على الإطلاق" في التخريب.