تصريحات لأوباما عن حقوق المسلمين تثير أزمة بين أمريكا والهند.. ما القصة؟

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما انضم إلى القائمة المتزايدة من السياسيين الأمريكيين وأعضاء المجتمع المدني، الذين يطالبون الرئيس جو بايدن بإثارة مخاوف من تآكل الحريات الدينية والإعلامية والسياسية في الهند.

تصريحات لأوباما عن حقوق المسلمين تثير أزمة بين أمريكا والهند.. ما القصة؟

السياق

رغم الترحيب الرسمي به في البيت الأبيض، والحفاوة غير المسبوقة التي استُقبل بها، التي تضمنت عشاءً رسميًا فخمًا، إضافة إلى توقيع عديد من الصفقات المهمة، فإن جدلًا كبيرًا، أثارته زيارة رئيس الحكومة الهندية قبل أيام.

فخلال زيارة الدولة، التي أجراها بها رئيس الوزراء الهندي إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما لشبكة سي إن إن الأمريكية، إن مسألة «حماية الأقلية المسلمة في الهند ذات الأغلبية الهندوسية» تستحق التطرق إليها في اجتماع مودي مع الرئيس جو بايدن.

وقال أوباما إنه «من دون هذه الحماية فإن هناك احتمالًا قويًا أن تبدأ الهند مرحلة ما في التفكك».

 

هل غرد أوباما منفردًا؟

تقول صحيفة التلغراف أون لاين، إن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما انضم إلى القائمة المتزايدة من السياسيين الأمريكيين وأعضاء المجتمع المدني، الذين يطالبون الرئيس جو بايدن بإثارة مخاوف من تآكل الحريات الدينية والإعلامية والسياسية في الهند.

وفي إشارة إلى أنه تعامل مع الرئيس الصيني ومودي لإنجاز اتفاقات باريس، أضاف أوباما: «إذا أجريت محادثة مع رئيس الوزراء مودي -الذي أعرفه جيدًا- سيكون جزءًا من حجتي أنه إذا لم تحمِ حقوق الأقليات العرقية في الهند، هناك احتمال قوي أن الهند، في مرحلة ما، تبدأ التفكك، وقد رأينا ما يحدث عندما تبدأ هذه الأنواع من الصراعات الداخلية الكبيرة».

«سيكون هذا مخالفًا ليس لمصالح الهند المسلمة فقط ولكن الهندوسية أيضًا، أعتقد أن من المهم أن تكون قادرًا على التحدث عن هذه الأشياء بصدق»، يقول الرئيس الأمريكي الأسبق، وشغل بايدن منصب نائب الرئيس خلال سنوات حكم أوباما في البيت الأبيض.

وبحسب الصحيفة، فإن قرار إدارة بايدن بدعوة مودي لزيارة دولة مع حفل عشاء في البيت الأبيض، وضع التزام الرئيس الأمريكي الانتخابي بالدفاع عن الديمقراطية تحت المجهر.

وقد حثه منتقدو بايدن، بمن فيهم من داخل حزبه الديمقراطي، على إثارة قضايا حقوق الأقليات والتراجع الديمقراطي في الهند مع مودي.

الأربعاء، سعى السيناتور بيرني ساندرز، المرشح للرئاسة الأمريكية مرتين، لممارسة الضغط على بايدن، لإثارة الحملة على وسائل الإعلام والمجتمع المدني في الهند، خلال اجتماعه مع مودي.

كان ساندرز من 75 مشرعًا أمريكيًا وقَّعوا رسالة إلى بايدن، يطلبون منه إثارة مخاوف مودي بشأن الحرية الدينية والإعلامية في الهند.

وأكد السياسي التقدمي في وقت لاحق الرسالة بتغريدة، قال فيها: «قمعت حكومة رئيس الوزراء مودي الصحافة والمجتمع المدني، وسجنت المعارضين السياسيين، ودفعت إلى القومية الهندوسية العدوانية التي لا تترك مساحة للأقليات الدينية في الهند».

كان ساندرز قد تحدث عن الأحداث في الهند، خلال ترشحه للتذكرة الديمقراطية ضد بايدن عام 2020، مثيرًا قضية انتهاكات حقوق الإنسان في جامو وكشمير.

وانتقد ساندرز الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، لفشله في إثارة قضايا حقوق الإنسان مع الحكومة الهندية، رغم «عنف العصابات ضد المسلمين» في دلهي خلال زيارته للهند في فبراير 2020.

وقالت عضو الكونغرس الأمريكي كوري بوش عبر "تويتر": «لرئيس الوزراء مودي تاريخ مخجل في ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان وتقويض الديمقراطية واستهداف الصحفيين».

وغرد عضو الكونغرس جمال بومان قائلاً: «لقد توقعنا كيف حرض رئيس الوزراء مودي على القومية الخطيرة والعنف في الهند، وكيف روج للإسلاموفوبيا، وأكثر من ذلك، دعوة شخص مثله للتحدث إلى الكونغرس غير مقبولة».

وأصدر نادي الصحافة الوطني بواشنطن بيانًا، عبَّر فيه عن آماله بأن تثير إدارة بايدن قضايا تتعلق بحرية الإعلام في الهند مع مودي.

تأتي زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للولايات المتحدة، في وقت هش بالنسبة للهند، التي تعد أكبر ديمقراطية في العالم، بينما قال البيان إن نادي الصحافة الوطني لديه مخاوف شديدة بشأن الحملة على وسائل الإعلام المستقلة والمجتمع المدني، في ظل حكومة مودي.

وأضاف نادي الصحافة: «في كثير من الأحيان، نتلقى تقارير عن تعرض صحفيين للاعتداء، سواء عبر الإنترنت أم شخصيًا. تشكل هذه الاعتداءات خطرًا كبيرًا ليس فقط على الصحفيين الهنود، لكن أيضًا على الديمقراطية الهندية، لا تفعل حكومة الهند ما يكفي لحماية الصحفيين من الاعتداءات الحزبية، ويمكنها أحيانًا التحريض على العنف من خلال خطابها».

وكتبت ثلاث عشرة منظمة لحقوق الإنسان، إلى عضو الكونغرس رو خانا، تحثه على الدفاع عن التعددية وحقوق الإنسان في أوتاراخاند ومانيبور، بينما يحتفى بـ«مودي» في الولايات المتحدة.

 

كيف ردت الهند؟

رأت وزيرة المالية في الهند نيرمالا سيترامان، في تصريحات لصحيفة هندوستان تايمز، أن تصريح الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن حقوق الأقليات بالهند، في ظل حكومة حزب بهاراتيا جاناتا، كان مفاجئًا، حيث واجهت ست دول ذات أغلبية مسلمة «قصفًا» أمريكيًا خلال ولايته.

وقالت سيترامان، في مؤتمر صحفي بمقر حزب بهاراتيا جاناتا في نيودلهي: «لقد فوجئت عندما كان رئيس الوزراء ناريندرا مودي يتحدث عن الهند أمام الجميع، وكان الرئيس الأمريكي السابق يدلي بتصريحات عن المسلمين الهنود في ذلك الوقت».

«ألم تحدث تفجيرات في ست دول -سوريا واليمن والسعودية والعراق ودول إسلامية- خلال ولايته رئيسًا للولايات المتحدة؟»... تساءلت الوزيرة الهندية، مضيفة: «عندما يدلي بهذه المزاعم، هل يثق به الناس؟».

وقالت إن مودي حصل على أعلى الجوائز المدنية من 13 دولة، بما في ذلك ست دول تقطنها أغلبية مسلمة، زاعمة أن «الحملات المنظمة كانت لتوجيه مزاعم لا أساس لها بشأن المعاملة التي تلقاها الأقليات بناءً على طلب المعارضة، لأنها لا تستطيع هزيمة حزب بهاراتيا جاناتا انتخابيًا تحت رئاسة مودي».

كما اعترضت سيترامان على مزاعم اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، قائلة إن الهند تريد الحفاظ على علاقة جيدة بالولايات المتحدة لكنها «مندهشة» لسماع هذه التصريحات.

وأضافت: «نريد صداقة جيدة بالولايات المتحدة، لكن من هناك أيضًا، تأتي تعليقات اللجنة الأمريكية عن التسامح الديني في الهند والرئيس السابق يقول شيئًا أيضًا»، مشيرة إلى أنه من الضروري أيضًا معرفة الذين يقفون وراءهم.

وزعمت وزير المالية أن الكونغرس «تعمد إثارة قضايا غير متعلقة، ووجه مزاعم من دون وقائع لإفساد أجواء البلاد (...) الكونغرس يدير هذه الحملات، وكان واضحًا في الانتخابات الأخيرة والانتخابات السابقة، حيث ذهبوا إلى باكستان طالبين مساعدتهم لتغيير الحكومة في الهند».

وأضافت وزيرة المالية: «أجد هذه المحاولة المتعمدة لإفساد الأجواء في البلاد، لأنهم يعتقدون أنهم لا يستطيعون الانتصار على سياسات التنمية لمودي، السفر إلى الخارج، معارضتنا لا تتحدث في مصلحة الهند، لأنها لا تستطيع هزيمة مودي».