مصيدة حزب الله للرئاسة... ما فقده بالتهديد يطلبه بالحوار

موقف حزب الله عده كثيرون مناورة من الحزب، لضرب توافق المعارضة والعودة إلى نقطة الصفر من جديد.

مصيدة حزب الله للرئاسة... ما فقده بالتهديد يطلبه بالحوار

السياق

بين التهديد بالفوضى تارة، والتحدث بلطف بالدعوة إلى حوار غير مشروط تارة أخرى، يظهر مدى ارتباك قادة حزب الله وحركة أمل "الثنائي الشيعي" في الأزمة التي يوجهونها ويحدثونها، بخصوص تسمية رئيس للجمهورية في لبنان، الذي لم يجرب الاستقرار السياسي أو الأمني منذ سنين.

فنبرة الثنائي الشيعي تغيرت، بعد اتفاق وُصف بالهش، بين "المعارضة" بتوافقها على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.

 

مناورة

ظهر ذلك بدعوة عضو المجلس المركزي في حزب الله اللبناني، نبيل قاووق، إلى الحوار غير المشروط، لحل مسألة الشغور الرئاسي في لبنان، مشيراً إلى أن حزب الله لم يفرض رئيساً على أحد، ومن لا يرى مصلحة للبنان بالتوافق الوطني يقامر بمصير البلد.

موقف حزب الله عده كثيرون مناورة من الحزب، لضرب توافق المعارضة والعودة إلى نقطة الصفر من جديد.

وهو ما لفت إليه أيضًا نائب أمين عام الحزب، نعيم قاسم، بعدما سبق لرئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، أن قال صراحة: «إذا لم يسارع بعض اللبنانيين إلى ما يُعرض عليهم الآن، سيأتي الوقت الذي يكونون فيه غير قادرين على أن يحصلوا على ما يعرض عليهم اليوم، وعلى هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام هذه الفرصة، فالتأخير ليس لمصلحتهم على الإطلاق".

وقال قاووق، بكلمة في احتفال ببلدة جدرا في جبل لبنان: "إن حزب الله لم يفرض رئيساً على أحد ولا يرضى بأن يفرض عليه أحد"، مضيفاً "من لا يرى مصلحة لبنان بالتوافق الوطني يقامر بمصير البلد في أصعب مرحلة من تاريخه". ‏

 

تعميق الأزمة

ورأى قاسم  أن "الحل بالحوار غير المشروط"، مشيراً إلى أن "حزب الله لا يبحث عن حصص في الوزارات والإدارات، ‏وإنما يريد رئيساً يكون عنواناً للتوافق الوطني، يقود سفينة الخلاص بمؤازرة الجميع".‏

وأضاف: "لبنان يمر بمرحلة استثنائية تستلزم توافقات واسعة وغير مجتزأة، لأن أي ‏توافقات بخلفية التحدي، لا تنتج حلولاً وإنما تعمق الأزمة وتؤججها". ‏

يذكر أن ولاية رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، كانت قد انتهت في 31 أكتوبر الماضي، ودخل لبنان مرحلة الشغور الرئاسي، ولم يتمكن المجلس النيابي من انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد 11 جلسة لهذا الشأن، ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الجلسة 12 في 14 يونيو الحالي.

 

تناقضات حزب الله

ما يدعو إليه حزب الله، وصفه مسؤول الإعلام والتواصل في حزب "القوات اللبنانية" شارل جبور بالتناقضات، وقال إنها عملية توزيع أدوار بين مسؤولي الحزب.

مؤكدًا أنها:"تصب كلها في خانة التناقضات واللعب على الألفاظ، وتهدف إلى محاولة الضغط لإيصال مرشحهم، وهو ما بات مستحيلاً".

ونوه إلى ما سماه "إرباك الحزب نتيجة اتفاق المعارضة على مرشح واحد".

وأعلنت أبرز الأحزاب المسيحية، القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والكتائب، التوافق على ترشيح جهاد أزعور في بلد تتوزع فيه الرئاسات الثلاث الأولى على قاعدة مذهبية: رئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة المجلس النيابي للشيعة، ورئاسة مجلس الوزراء للسُّنة.

يأتي إعلان ترشيح أزعور، إثر اتصالات مكثفة بين كتل معارضة والتيار الوطني الحر، حليف حزب الله المسيحي الأبرز، الذي عارضه في مسألة رئاسة الجمهورية.

ويقول مراقبون، إن ترشيح أزعور جاء ثمرة توافق جمع بين تأييد حزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع، والتيار الوطني الحر بقيادة جبران باسيل، وهما أكبر قوتين مسيحيتين في البرلمان، إلى جانب حزب الكتائب بقيادة سامي الجميل.

ويدعم حزب الله وحركة أمل، الوزير السابق فرنجية لرئاسة الجمهوري، الذي لا يحظى بدعم الكتل النيابية المسيحية الأساسية في البرلمان.