البنتاغون يحقق.. تسريب مخابراتي يكشف خطط أمريكا وأوكرانيا لمهاجمة روسيا
الوثائق تظهر صورًا وخرائط ومخططات وجداول زمنية، لتسليم الأسلحة المتوقعة لأوكرانيا، وكذلك قوة الجيش بشكل عام، وحالة الكتائب وأعداد المقاتلين، وجملة من التفاصيل العسكرية الخطيرة، والجهود الأمريكية في مساعدة أوكرانيا.

السياق
من دون إنذار، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بوثائق حربية سرية لا يعرف مصدرها ولا منبع تسريبها، لكنها عُدت نصرًا استخباراتيًا لموسكو، وصفعة على جبين الولايات المتحدة وحلفائها العسكريين.
الوثائق المصنفة سرية، تكشف -بشكل معمق- خطط واستراتيجيات، عدتها واشنطن وحلف شمال الأطلسي، تقضي بإعداد الجيش الأوكراني وتهيئته من كل الأصعدة لشن هجوم مضاد على روسيا.
انتهاك كبير
التسريبات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي -هذا الأسبوع- يحقق "البنتاغون" في من قد يكون وراء نشرها، ما عدته صحيفة نيويورك تايمز انتهاكـًا كبيرًا للمخابرات الأمريكية.
وذكرت صحف غربية أن مسرب الوثائق، يبدو أنه تعمد تعديل فقرات معينة فيها، ونشرها على غير نسختها الأصلية.
وقال محللون عسكريون إن الوثائق يبدو أنه تم تعديلها في أجزاء معينة من نسختها الأصلية، مما أظهر مبالغة في التقديرات الأميركية لقتلى الحرب الأوكرانية ويقلل من تقديرات القتلى الروس.
وأضاف المحللون أن التعديلات قد تشير إلى جهود تضليل من موسكو، لكن المعلومات في الوثائق الأصلية، التي تظهر كصور مخططات لتسليم الأسلحة المتوقعة وقوة الجيش والكتائب، وخطط أخرى تمثل انتهاكًا كبيرًا للمخابرات الأمريكية، في الجهود المبذولة لمساعدة أوكرانيا.
وعمل مسؤولو بايدن على حذفها، لكنهم لم ينجحوا حتى مساء الخميس.
ورصدت أجهزة الاستخبارات الغربية، أن نشر هذه الوثائق كان عبر قنوات تابعة لموسكو.
ماهية الوثائق
وعلى غير الدارج في هذا النوع من التسريبات الحساسة، جرى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة، لا وسائل الإعلام التقليدية، وتحديدًا منصة تليغرام الأكثر شهرة والأوسع نطاقا في روسيا، وتضم أكثر من نِصف مليار مشترك، فضلًا عن "تويتر".
ولا تكشف الوثائق السرية المسربة، معلومات مفصلة لخطط وزمان ومكان وكيفية الهجوم الأوكراني -المحتمل- على روسيا، لكنها تقف عند الترتيبات الأمريكية الأوكرانية، ووجهات نظر كل منهما ورؤيته لما قد تحتاجه كييف في هجومها.
في حين قال مسؤولون أمريكيون إنه على الأغلب سيطلق الهجوم الأوكراني المضاد، الشهر المقبل أو نحو ذلك، من دون موعد محدد ولا تفاصيل أعمق.
وعن التأثير المحتمل لكشف تلك الوثائق في أرض المعركة، أكد محللون عسكريون أن من الصعب تقييم هذا الأثر في القتال بالخطوط الأمامية، في الوقت الحالي أو حتى في الأشهر المقبلة.
محتوى التسريبات
وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن جهود أجهزة الأمن السيبرانية عجزت -حتى الآن- عن التخلص من هذه الوثائق من مواقع التواصل الاجتماعي المنشورة فيه.
وأكدت الصحيفة أن الأوراق المنشورة لُعب فيها من الكرملين للتضليل، لكن ذلك يعد نصرًا استخباراتيًا روسيًا في مرمي القوى الغربية.
وكشفت "نيويورك تايمز" عن محتوى الوثائق الأصلية، التي تظهر صورًا وخرائط ومخططات وجداول زمنية، لتسليم الأسلحة المتوقعة لأوكرانيا، وكذلك قوة الجيش بشكل عام، وحالة الكتائب وأعداد المقاتلين، وجملة من التفاصيل العسكرية الخطيرة، والجهود الأمريكية في مساعدة أوكرانيا.
أمريكا تعلق
هول التسريبات دفع واشنطن إلى الاعتراف بما عدته وسائل إعلام روسية فضيحة مدوية، وقالت سابرينا سينغ، نائبة السكرتير الصحفي في وزارة الدفاع الأمريكية: "نحن على عِلم بالتقارير الواردة عن منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، و(البنتاغون) يراجع الأمر".
ويعد التسريب اختراقًا روسيًا نادرًا في أجهزة الاستخبارات الأمريكية منذ بداية الحرب، لأنه مفصلي في "حرب الجواسيس" بين القوتين العظميين، خاصة أن موسكو بدت مخترقة بشكل واضح من واشنطن، وتبين ذلك حتى قبل اندلاع القتال، والإعلان المتكرر من البيت الأبيض عن تفاصيل خطيرة لموعد الحرب ونية بوتين وكثير من الخفايا.
كانت موسكو في قتال عنيف على جبهات شرقي أوكرانيا، وفقد الطرفان آلاف الجنود والأسلحة، وتكبدا خسارة فادحة، في ظل هجوم روسي شرس واستماتة أوكرانية في صد الهجوم.