سيناريوهات خطيرة تحسمها الأشهر المقبلة... هل النظام الإيراني على وشك الانهيار؟
رأى وكيل وزارة الخارجية الأمريكي السابق للحد من التسلح والأمن الدولي روبرت جوزيف، أن نهاية النظام الإيراني قريبة.

ترجمات - السياق
في خضم احتجاجات لم تهدأ وتيرتها منذ قرابة خمسة أشهر، باتت التظاهرات في إيران العقبة الكأداء أمام النظام، الذي ترنحت خطواته في التعامل معها، كاشفة عن خلل داخلي في بنيته، بدا واضحًا بتخبطه الواضح في التعامل مع أكبر تحدٍ يواجهه منذ 1989.
فبينما حاولت أطياف من داخل النظام اتخاذ خط التهدئة مع المحتجين، بعد أن فشل التصعيد في إخماد الاحتجاجات، كانت هناك أصوات معارضة من داخل النظام لاتباع أساليب من شأنها تهدئة الأوضاع، ما دفع السلطات الإيرانية إلى التراجع عن مراجعتها لقانون الحجاب، وبعض الإجراءات الأخرى، التي اتخذتها.
ذلك التخبط، طرح سيناريوهات إمكانية انهيار النظام الإيراني، أماط اللثام عنها، وكيل وزارة الخارجية الأمريكي السابق للحد من التسلح والأمن الدولي روبرت جوزيف، الذي قال: «الأحداث في إيران جزء من ثورة»، مشيرًا إلى أن نهاية النظام الإيراني قريبة.
وفي ما يتعلق بـ«تظاهرات الحجاب» التي اندلعت في البلاد، احتجاجًا على وفاة مهسا أميني، قال المسؤول الأمريكي، إن الاحتجاجات المستمرة منذ أشهر، أدت إلى قتل عديد المتظاهرين، وإعدام ثلاثة أشخاص على الأقل.
ورغم ذلك، فإن جوزيف قال إنه متفائل بمستقبل إيران، مضيفًا: «قرأت في الجامعة عن رغبة الإيرانيين في ثورة 1905 (ثورة دستورية) وخلال مسيرتي المهنية التي استمرت 40 عامًا، شاهدت صعود الإيرانيين ضد دكتاتورية الشاه والاستبداد الديني الذي كان يحكم إيران 40 عامًا».
ضجر إيراني
المسؤول الأمريكي أضاف: «أعتقد أنه خلال عقود من الحكومة العنيفة والقمعية في عهد شاه وماخوند، سادت رغبة الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية. أعتقد أن صبر الناس نفد، وهذا واضح في انتفاضة إيران. لنسمها ثورة. ثورة تظهر أن حياة الناس وصلت إلى أقصى حد واستنفاد فساد النظام المستشري».
وأشار إلى أن «الشعب الايراني سئم عجز النظام، سواء في الميدان أو محاربة جائحة كورونا أو تعثر الاقتصاد. انظروا إلى العنف ضد النساء والأقليات! لقد سئموا العنف. تعبوا».
وتابع: لقد سئموا كيف تبدو إيران في عيون العالم، وكيف أصبحت دولة معزولة ومرفوضة. لكن الأهم أن الناس يريدون الحرية والكرامة الإنسانية، وأعتقد أنهم سينتصرون بهذه الطريقة. قد لا يكون ذلك اليوم، قد يكون غدًا أو هذا الشهر، لكن هذا النظام انتهى. الأمور لن تعود. الناس سيقاتلون من أجل الديمقراطية».
لماذا استمرت الاحتجاجات؟
وأوضح جوزيف أن سبب نجاح الاحتجاجات ودخوله شهرها الخامس أن «الإيرانيين تعرضوا للعنف والقمع والتعب في الواقع. لقد سئم الناس هذا النظام لأسباب كثيرة»، مضيفًا: رغم القمع في الشوارع، وقتل مئات وسجن آلاف، لا يزال الإيرانيون يريدون الحرية. وهذا انعكاس لظروفهم المعيشية ورغبتهم في بناء إيران حرة وديمقراطية. أعتقد أن سبب استمرار الانتفاضة في إيران أن الناس يريدون العدالة».
وتابع: «إيران ليست ليبيا ولا سوريا. إنها دولة مستعدة للديمقراطية ومستعدة لها منذ فترة طويلة. الثورة الإيرانية تحتاج فقط إلى تنظيم».
خيارات النظام الإيراني
تقول صحيفة ذا ناشيونال، إن هناك آراء متضاربة لكيفية سيطرة النظام الإيراني على الأزمة الداخلية، والحفاظ على موطئ قدم له في المنطقة، وتعزيز تحالفه الاستراتيجي مع روسيا في حربه مع أوكرانيا والغرب.
إلا أنها قالت إن هناك شيئًا واحدًا مشتركـًا يمكن أن تحدد مصير النظام، يتمثل في التطورات العسكرية خلال الأشهر الستة المقبلة، فإما أن تشن إسرائيل هجمات عسكرية لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية، وإما أن تشن إيران هجمات استباقية ضد إسرائيل وفي مضيق هرمز لحماية النظام من التهديدات الداخلية والخارجية.
وأكدت الصحيفة، أن المقربين من النظام يستبعدون بشكل مطلق إمكانية سقوطه، ويعتقدون أنه سينجو من العاصفة بفضل نفوذه، مشيرين إلى أنهم يتوقعون أن يتحرك النظام قريباً لإحداث أزمة في المنطقة، للهروب من الضغوط الداخلية.
ومع ذلك، يقول معارضون إن النظام يقترب من الانهيار، لا سيما في أعقاب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المحتملة، التي من شأنها شل برنامجها النووي، وبذلك تغيير المعادلة الداخلية، بينما يشير التقييم الدقيق للوضع في إيران إلى أن النظام يحتاج إلى حماية نفسه وضمان بقائه، بكل الوسائل وبأي ثمن.
وأكدت الصحيفة، أن إيران منشغلة بتحييد من لا تثق بهم في صفوفها، واتخاذ الإجراءات لحماية أجهزتها، مشيرة إلى أن حملة طهران ستستمر على الاحتجاجات، لأن النظام غاضب.
ويعتقد خبير مخضرم، تحدثت إليه الصحيفة، أن النظام لن يسقط إلا إذا كانت القضية مرتبطة بالتسلح النووي، مشيرًا إلى أن على إيران أن تختار بين السلاح النووي الذي تصنعه والسلاح النووي الذي يمكن أن يدمرها.
وبحسب الصحيفة، فإن أولوية النظام ستكون الحفاظ على المكاسب التي حققها الحرس الثوري الإيراني، ولعب خلاله بجميع أوراقه لضمان بقائه، ما يعني تعزيز مواقعها في المنطقة ذات الأهمية الحيوية، إذا كانت تنوي القيام بعمليات عسكرية وقائية ضد إسرائيل.
وبحسب وكالة نوفا الإيطالية، فإن احتمال انهيار النظام الديني وعودة إيران إلى الاصطفاف الجيوسياسي الغربي واقعيان، مشيرة إلى أن عودة إيران إلى الاصطفاف الغربي، ستمثل زلزالًا من الدرجة الأولى في الجغرافيا السياسية العالمية.