دعمه يرجح الكفة... هل يهدي سنان أوغان الفوز لأردوغان أم لكليغدار؟

بعد أن أظهرت النتائج عجز المرشحين عن حسم السباق من الجولة الأولى، قد يكون لمؤيدي المرشح سنان أوغان، دور حاسم في تحديد هوية رئيس تركيا خلال السنوات الخمس القادمة.

دعمه يرجح الكفة... هل يهدي سنان أوغان الفوز لأردوغان أم لكليغدار؟

السياق

بينما تستعد تركيا لجولة ثانية من الانتخابات، بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه الصعب كليغدار أوغلو، تتجه الأنظار صوب المرشح الخاسر سنان أوغان، الذي يصفه البعض بـ"صانع الملوك".

لماذا؟

لأن أصوات داعميه ستكون حاسمة في الجولة الثانية بعد أسبوعين، فووفق الأرقام النهائية التي أعلنتها هيئة الانتخابات التركية، حصل أردوغان على 49.42% بعد فرز أكثر من 99% من الأصوات مقابل 44.95% لكليغدار أوغلو بينما حصل سنان أوغان على 5.28% أي نحو 3 ملايين صوت، ما يجعله قوة انتخابية كبيرة، قد تحدد الفائز في جولة الإعادة، إذا وجهت لشخص بعينه.

وبعد أن أظهرت النتائج عجز المرشحين عن حسم السباق من الجولة الأولى، قد يكون لمؤيدي المرشح سنان أوغان، دور حاسم في تحديد هوية رئيس تركيا خلال السنوات الخمس القادمة.

ورغم إقصائه الشعبي من السباق الانتخابي، فإن سنان أوغان – الذي دخل الانتخابات كمرشح لتحالف "آتا" (الأجداد) المكون من أربعة أحزاب يمينية قومية متطرفة- يدرك قوة قاعدته الانتخابية في المرحلة المقبلة، وهو ما بدا في تصريحه إذ قال:"وصلنا إلى نقطة تؤثر بشكل مباشر في نتائج الانتخابات بتركيا، وأنا أرى ذلك نجاحًا لنا".

وأضاف: "تنتظرنا عملية صعبة من الآن فصاعدًا، وأنقل تهاني وشكري لكل مواطن صوت لنا وأوصلنا إلى هذه النقطة"، وهو ما كان يطمح إليه قبل انطلاق المارثون الانتخابي، إذ قال في أحد تصريحاته، إن هدفه أن تذهب الانتخابات الرئاسية إلى جولة ثانية، وحينها سيتفاوض مع المرشحين ويقدم لهما شروطه، ومن يستجب يطلب حينها من مؤيديه أن يصوتوا له.

محاربة الإرهاب

إلى ذلك، أكد سنان أوغان، المرشح القومي الذي حل في المركز الثالث في انتخابات الرئاسة التركية، أنه لا يمكن أن يدعم مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة، إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.

وقال أوغان في مقابلة مع وكالة رويترز، إن "محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين "خطوط حمراء" من أجل دعم إردوغان أو كليتشدار أوغلو".

وحقق المرشح الرئاسي القومي أوغان نسبة 5.2 في المئة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي أجريت الأحد.

من هو؟

يعرف سنان أوغان بأنه قومي يميني متطرف، والمهاجر الذي يكره الأجانب، خاصة السوريين.

وهو أكاديمي من أصول أذربيجانية، متزوج ولديه ابنان، تخرج في جامعة مرمرة، قسم إدارة الأعمال، ثم أكمل فيها حتى الماجستير بقسم البنوك، تبعها بدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة موسكو للعلاقات الدولية، ثم عمل مساعد باحث في معهد الدراسات التركية بجامعة مرمرة، ومحاضرًا ونائب عميد في جامعة أذربيجان الحكومية للاقتصاد.

وكان رئيسًا لمكتب الدراسات الأوكرانية الروسي، التابع لمركز ASAM الأوراسي للدراسات الاستراتيجية.

بدأت مسيرته السياسية عام 2011 من خلال حزب الحركة القومية، وأصبح نائبًا عن مسقط رأسه في ولاية إغدير الحدودية أذربيجان، وتضم عددًا كبيرًا من السكان الأذربيين.

وعلى الأغلب، توجهت الثلاثة ملايين صوت إلى سنان، من الغاضبين من الوجود السوري في بلادهم، وكذلك الرافضين لأي تفاهم مع الأحزاب الداعمة للأكراد.

هذان الملفان "الأجانب والأكراد" سيحددان أي اتجاه تميل فيه دفة سنان وقاعدته الانتخابية.

براغماتية

بينما يرفض أردوغان إبعاد اللاجئين السوريين ويؤكد خيار العودة الطوعية، فإن كليغدار أوغلو وتحالفه الانتخابي من المعارضة، لديه علاقات لا بأس بها ببعض الأحزاب الكردية، بينما تبقى الإجابة مفتوحة لمصير 3 ملايين صوت، حظي بها التحالف اليميني المتطرف الصغير، وإلى أي مدى تلعب البراغماتية السياسية دورها في تحديد رئيس تركيا القادم.

تعد هذه الانتخابات الأهم في حقبة ما بعد السلطنة العثمانية، إذ إن أردوغان الذي يُحكم قبضته على السلطة منذ عام 2003 ولم يهزم في أكثر من 10 انتخابات وطنية، أخفق بفارق طفيف في تحقيق نسبة 50% المطلوبة زائد صوت واحد.

ومن المقرر أن تُجرى جولة الانتخابات الرئاسية الثانية -للمرة الأولى في تاريخ الدولة ذات الأغلبية المسلمة والعلمانية رسميًا- في 28 مايو.

كان معسكر كليغدار  أوغلو قد اعترض -في البداية- على نتائج فرز الأصوات، وادعى أنه في الصدارة.

ورغم خيبة الأمل من النتائج، بعد تصدره الاستطلاعات قبل الانتخابات، تعهد بالفوز على أردوغان في الجولة الثانية.

وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري للصحفيين: "إرادة التغيير في المجتمع أعلى من 50%".