هل يخطط الإخوان لإقامة إقليم في حضرموت والمهرة وسقطرى؟

في محاولة من حزب الإصلاح الإخواني، لتعويض خسائره والقفز على الانتكاسات الكبيرة التي مُني بها خلال الفترة الأخيرة، أجرى تغييرات على مستوى القيادات التنفيذية بمحافظات حضرموت والمهرة وسقطرى.

هل يخطط الإخوان لإقامة إقليم في حضرموت والمهرة وسقطرى؟

السياق

أهداف إخوانية قديمة، ما زالت حاضرة على مائدة اليمن، الذي تتنازعه أزمة سياسية وأمنية واقتصادية، بينما يحاول التنظيم الاقتتات على جروحه ومعاناته.

تلك الأهداف، تتمثل في مشاريع التنظيم لإقامة إقليم في محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى، ما يعزز حالة الانقسام في صفوف السلطة الشرعية، وقد يقود إلى حرب بين مكوناتها.

أهداف ونتائج يسعى تنظيم الإخوان إلى حصد ثمارها وتوسيع امبراطوريته في اليمن، ذلك البلد الذي يعده بديلًا لانهيار مشروعاته في بلدان إفريقية ومغاربية.

 

ماذا فعل الإخوان؟

في محاولة من حزب الإصلاح الإخواني، لتعويض خسائره والقفز على الانتكاسات الكبيرة التي مُني بها خلال الفترة الأخيرة، بعد أن استبعد من تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل الماضي، أجرى تغييرات على مستوى القيادات التنفيذية بمحافظات حضرموت والمهرة وسقطرى.

تغييرات قال مراقبون إنها تأتي في إطار مساعي حزب الإصلاح الإخواني للاستعداد لمرحلة فصل المحافظات الثلاث، تحت شعار إقامة إقليم، ضمن الدولة الاتحادية.

حلم ظل يراود التنظيم وذراعه السياسية، منذ اندلاع الأزمة اليمنية، قبل تسع سنوات، و لم يمنعه من مواصلة تحقيقه، بُعدها نسبيًا عن مسرح القتال.

إلا أن الخطوات الإخوانية على هذا الطريق الشائك، من شأنها أخذ اليمن إلى منعطف خطير، قد ينذر بحرب وانقسامات في صفوف الشرعية، خاصة أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يقف صامتًا أمام التحركات التي تهدد مشروعه باستعادة دولة الجنوب، التي تشكل حضرموت أحد أعمدتها.

وقبل أيام، انتخب حزب الإصلاح الإخواني، قيادات جديدة لمكاتبه في محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى، بينما بحثت هيئة شورى الإصلاح الأوضاع على الساحة المحلية، وفي مقدمتها مشاورات ونقاشات اأعضاء الوفد الحضرمي، الذي أرسلته إلى الرياض، بحسب بيان هيئة شورى الإصلاح.

 

موقف الانتقالي الجنوبي

ما أن عقدت المكونات الجنوبية لقاءً تشاوريًا لاستعادة دولة الجنوب، التي تشكل حضرموت عاصمتها الثانية بعد عدن، حتى أرسل المجلس الانتقالي مزيدًا من التعزيزات العسكرية إلى محافظة حضرموت.

تعزيزات يبدو أن حزب الإصلاح الإخواني فهم الرسالة منها جيدًا، فحذرت هيئة مجلس الشورى التابعة له، مما وصفتها بـ«تشكيلات ميليشياوية خارج النظام والقانون وبعيدًا عن مسؤولية الدولة في حضرموت».

تحذير كان رسالة تهديد إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، بأن حزب الإصلاح الإخواني لن يسمح بتكرار سيناريو شبوة، في ما يتعلق بقواته في حضرموت.

كان المجلس الانتقالي الجنوبي قال -في بيان- إن حضرموت لن تكون إلا إقليًما بشراكة كاملة في إطار دولة جنوبية، مؤكدًا أن هذه إرادة أبناء حضرموت وكل الجنوبيين، فـ«مشاريع إعادة إنتاج الاحتلال لا يمكن تمريرها».

أما رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، الدكتور محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر، فقال إن إرادة مواطني حضرموت المعلنة لا تقبل إعادتها إلى مربع التبعية بأي صيغة مسلوقة كانت، «فلا إقليم ضمن اليمننة السياسية، بل إقليم رائد وقائد وشريك فاعل في إطار الدولة الجنوبية الفيدرالية الديمقراطية التي نصنعها بإرادة شعبية حرة».

بدوره، قال نائب رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة المهرة، حسان مهدي بلحاف، في «تويتر»: إن «المهرة وسقطرى وشبوة لن تكون وطنًا بديلًا للإخوان ومرتزقة الشرعية»، مؤكدًا أنها «جزء من دولة الجنوب الفيدرالي وكل محافظة تتمتع بإقليمها المستقل وسيكون لها موقف موحد تجاه أي قرار».

 

ما سر تركيز الإخوان على حضر موت؟

يقول مراقبون إن حزب الإصلاح الإخواني يولي أنظاره شطر حضرموت، بسبب موقعها الجيواستراتيجي، مشيرين إلى أنها تعد أكبر محافظات اليمن، حيث تمثل أكثر من ثلث مساحة البلاد.

وتمتلك حضر موت شريطًا ساحليًا طوله 450 كم، إضافة إلى ثروة نفطية ومعدنية ضخمة، بحسب المراقبين الذين أكدوا أن السيطرة على حضر موت، ستبقي تنظيم الإخوان في المعادلة اليمنية، خاصة بعد خروجه من المشهد، وسحب البساط منه، إبان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي.

ومن حضرموت إلى المهرة، كرر حزب الإصلاح الإخواني المشهد نفسه، فعقدت هيئة شورى الإصلاح دورة استثنائية، انتخبت خلالها قيادة جديدة، مؤكدة ضرورة الحفاظ على مخرجات الحوار الوطني المتضمن معالجة القضية الجنوبية وفق مشروع اليمن الاتحادي.

ومن المهرة إلى محافظة سقطرى، سمت هيئة شورى حزب الإصلاح الإخواني قيادات جديدة، في إطار مشروعها لإعلان محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى إقليمًا خاضعًا لسيطرتها.

إلا أن ذلك المشروع، أكد مراقبون أنه سيفشل، لأن تنظيم الإخوان يفتقد الحاضنة الشعبية التي تؤهله للمضي قدمًا في خططه، إضافة إلى أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج المشتركة في الأزمة، لن تسمح بوجود إخواني، وبمشروعات من شأنها تغيير هوية اليمن، وتمكين المليشيات الحوثية من مفاصله، بالنظر إلى التخادم الحوثي الإخواني.

وقال الأكاديمي والمحلل السياسي، الدكتور حسين لقور بن عيدان، في «تويتر»: تثبت حضرموت أنها عصية على جحافل قوى صنعاء حوثة وإخوانجية و إن شذ بعض المتحزبين، لكن كلمة أبناء حضرموت هي الفصل.

وأضاف: ‏لا يستطيع أحد تقديم حل مقنع للصراع في اليمن والجنوب، مالم تتولد لدى الإقليم واليمنيين قناعة بأن قيام دولة جنوبية سيخدم مصالح الجميع، وهذا أمر ممكن.