بقيادة الصين وروسيا... هل يشهد العالم نظامًا نفطيًا جديدًا؟

ثلاث اتفاقيات جديدة بين الصين وروسيا وإيران والعراق، تشير إلى رغبة الصين في تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى محطة نفط وغاز كبيرة، يمكن من خلالها تعزيز نموها الاقتصادي.

بقيادة الصين وروسيا... هل يشهد العالم نظامًا نفطيًا جديدًا؟

ترجمات – السياق

ثلاث اتفاقيات جديدة بين الصين وروسيا وإيران والعراق، تشير إلى رغبة الصين في تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى محطة نفط وغاز كبيرة، يمكن من خلالها تعزيز نموها الاقتصادي، لتتفوق على الولايات المتحدة، كقوة عظمى أولى بحلول 2030، بحسب سايمون واتكينز، الباحث الاقتصادي في موقع أويل برايس الأمريكي.

وقال واتكينز إن موجة من اتفاقيات التعاون الرئيسية -بما في ذلك مجالات الطاقة والأمن والخدمات اللوجستية- بين إيران والعراق وروسيا والصين، التي وقعت مؤخرًا، ستكون لها تأثير على تدفقات النفط والغاز في العالم و أسعارها.

 وأشار الكاتب إلى احتواء منطقة الشرق الأوسط على ثلاثة احتياطات كبيرة من النفط والغاز، في إيران والعراق والسعودية، ما يدفع بكين إلى الاهتمام بالمنطقة وعقد اتفاقيات طويلة الأمد معها ودول أخرى، ضمن مشروعها العابر للقارات الضخم "الحزام والطريق".

وعن روسيا يقول الكاتب في مقاله، إن لموسكو أهدافًا مهمة من تشكيل منظمات نفطية غير تقليدية، ما يتيح لها التحرك بحرية وتدعيم نفوذها في مناطق تأثيرها التقليدية، في دول الاتحاد السوفييتي السابقة.

 

مواجهة الغرب

ويشير الكاتب -في مقاله- إلى أن إيران والعراق يجدان في هذه التحالفات فرصة للاحتماء بالوزن الاقتصادي والسياسي الصيني، وكذلك الروسي بدرجة أقل.

ويؤكد أن ذلك يمكنهما من مواجهة ضغط الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة.

وكذلك سيجد البلدان فرصة مهمة لتحقيق المكاسب المالية والاقتصادية، من خلال الاتفاقيات الاستراتيجية طويلة الأمد.

 

تبادل عسكري

وذكر الكاتب أن هذه الاتفاقيات تعزز متانة العلاقة التي توطدت أكثر منذ الحرب في أوكرانيا بين الصين وروسيا، خصوصًا العسكري، إذ يسمح بتبادل الضباط العسكريين لأمور التدريب بين البلدين، وكذلك ضمن بروتوكولات التعاون الحربي، فإن لروسيا صلاحيات للوصول إلى المطارات والموانئ الإيرانية، إضافة إلى ذلك، فإنه يسمح باستمرار التعاون في الأمور الأمنية، بما في ذلك الاستخبارات والمعدات وتبادل التكنولوجيا.

وعن ثقل الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، أشار الكاتب إلى ما صرح به نائب رئيس الوزراء، الرئيس المشارك للجنة الروسية الإيرانية الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي ألكسندر نوفاك، بأن البلدين يعملان على التعاملات المصرفية واستخدام عملتيهما الوطنيتين في المعاملات الثنائية.

وتأكيده إحراز مزيد من التقدم في ممر النقل بين الشمال والجنوب، حيث التوصل إلى عديد من الاتفاقيات في قطاعات السكك الحديدية والطرق البحرية والجوية.

 

تعليق واشنطن

وبيَّـن أن موسكو مهتمة بتعزيز التجارة مع طهران، عبر مناطق بحر قزوين والخليج، لأن هذه الطرق ستوفر أيضًا عديد الفرص للاستخدام "المزدوج" -المدني والعسكري- للمطارات والموانئ.

وسرعت طهران وموسكو وتيرة تقاربهما، في المجالات الاقتصادية والطاقة والعسكرية، منذ بدء الحرب بأوكرانيا في فبراير 2022 وفرض دول غربية عقوبات على روسيا.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إن إيران وروسيا "تزيدان تعاونهما العسكري بشكل غير مسبوق".

وأشار جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي -بشكل خاص- إلى رغبة موسكو في الحصول على مسيرات إيرانية أكثر تطورًا، بعد أن تسلمت أكثر من 400 طائرة من دون طيار منذ أغسطس، معظمها من نوع شاهد.

وعدَّت طهران الاتهامات المتعلقة بإمداد روسيا بالسلاح "لا أساس لها"، مؤكدة أنها ليست طرفًا في هذا النزاع.

 

طريق شمال جنوب

وقبل ايام أشرف الرئيسان، الإيراني إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين، على توقيع اتفاقية لتسريع بناء طريق تجاري بين الشمال والجنوب، لزيادة المبادلات التجارية، من خلال الالتفاف على قناة السويس والعقوبات الدولية.

كانت هذه الاتفاقية الثنائية قيد النقاش منذ سنوات، وتتعلق بإنشاء خط سكة حديدية بطول 164 كلم شمالي شرق إيران، بين مدينتي أستارا على الحدود مع أذربيجان، على بحر قزوين ورشت.

هدف البلدين -الخاضعين لعقوبات كبيرة تفرضها الدول الغربية لاسيما الولايات المتحدة- الانتهاء من مشروع الممر بين الشمال والجنوب، وهو شبكة من الطرق البحرية والسكك الحديدية والطرق البرية، للسماح للبضائع الروسية بالوصول إلى المحيط الهندي، من دون المرور عبر الممرات البحرية الغربية وقناة السويس.

وقال فلاديمير بوتين، الذي شارك عن طريق مؤتمر عبر الفيديو في توقيع الاتفاقية، بين وزيري نقل البلدين في طهران: "سيساعد ممر النقل الفريد بين الشمال والجنوب، الذي سيكون خط السكة الحديد رشت - أستارا جزءًا منه، على تنويع تدفقات النقل الدولي بشكل كبير".

وأضاف: "سيكون لنقل البضائع عبر الممر الجديد ميزة تنافسية كبيرة، فتسليم البضائع من سانت بطرسبرغ (روسيا) إلى بومباي (الهند) سيستغرق قرابة 10 أيام، وللمقارنة تستغرق الرحلة عبر الطرق التجارية التقليدية من 30 إلى 45 يومًا".

وشدد الرئيس الإيراني، الذي حضر الحفل، على أن الاتفاق "مرحلة استراتيجية مهمة في التعاون بين طهران وموسكو"، مؤكدًا أن "الإمكانات بين البلدين هائلة".