مطالب إسرائيلية وخطوات مصرية.. أين وصلت التحقيقات في حادث الحدود؟

القناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيلي، قالت -في تقرير- إن تل أبيب أعادت جثمان المجند المصري منفذ حادث الحدود إلى مصر، في إطار تعامل البلدين المشترك مع الحادث.

مطالب إسرائيلية وخطوات مصرية.. أين وصلت التحقيقات في حادث الحدود؟

السياق

حادث نادر شق طريقه إلى الحدود المصرية الإسرائيلية، وأثار كثيرًا من الأسئلة للمسؤولين الإسرائيليين، تنتظر إجابات شعبية ورسمية.

جزء من تلك الأسئلة يتعلق بإسرائيل، بينها: كيف تمكن جندي الأمن المصري من عبور الحدود؟ وكيف فاجأ الجنود؟ ولماذا استغرق الجيش الإسرائيلي أكثر من ساعة، ليدرك أن هناك حادثًا مع ضحايا؟ وما إذا كانت هناك تحذيرات كافية لتحييد خطر المهاجم.

إلا أن جزءًا آخر يتعلق بمصر، خاصة بعد أن طالبت تل أبيب بتحقيق شامل ومفصل، بينما قالت القاهرة إنها تعمل بالتعاون مع إسرائيل للتحقيق في الواقعة.

 

ماذا عن الواقعة؟

قتل جندي أمن مصري -السبت- ثلاثة جنود إسرائيليين بالرصاص قبل أن يُقتل، بينما أعلنت السلطات الإسرائيلية والمصرية تعاونهما في الملف.

وأعلن الجيش الإسرائيلي –السبت- عثوره على جثتي جنديين إسرائيليين قُتلا بالرصاص، عند نقطة حراسة قرب قاعدة حاريف العسكرية، على مسافة 100 كيلومتر من جنوبي قطاع غزة قرب الحدود مع مصر.

ثم أطلق الجيش الإسرائيلي عملية مطاردة، بحثًا عن المنفذ الذي عُثر عليه ظهرًا في المنطقة ذاتها، قبل عملية لتبادل إطلاق النار قُتل خلالها جندي إسرائيلي ثالث، يدعى أوهاد دهان (20 عامًا) بينما أصيب جندي رابع بجروح وُصفت بالطفيفة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الأول أودى بالجندية ليا بن نون (19 عامًا) والجندي أوري إسحق إيلوز (20 عامًا) وكلاهما يخدم في الوحدة المختلطة المسؤولة عن تسيير دوريات على الحدود الإسرائيلية المصرية.

وعن الحادث، قال الجيش المصري -في بيان مقتضب- إن جندي أمن كان يطارد مهربي مخدرات اخترق الحدود بين البلدين، ما تسبب في تبادل لإطلاق النار قُتل إثره.

وأوضح المتحدث العسكري المصري في بيان: فجر السبت، قام أحد جنود الأمن المكلفين بتأمين خط الحدود الدولية بمطاردة مهربي المخدرات، مضيفًا: أثناء المطاردة اخترق فرد الأمن حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، ما أدى إلى وفاة 3 أفراد من قوات التأمين الإسرائيلية وإصابة اثنين، إضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران.

وأكد الجيش المصري، أنه جار اتخاذ إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، وكذا اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.

وفي بيان لاحق، قال الجيش المصري، إن الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع أجرى اتصالًا هاتفيًا بوزير الدفاع الإسرائيلى يواف جالانت، لبحث ملابسات الحادث وتقديم واجب العزاء في ضحايا الحادث من الجانبين والتنسيق المشترك، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار هذه الحوادث.

 

ماذا بعد؟

الأحد، شارك آلاف الإسرائيليين في تشييع الجنود الإسرائيليين الثلاثة الذين قُتلوا السبت على الحدود مع مصر، في مراسم بعديد المدن في إسرائيل، مع تعهد المسؤولين بكشف ملابسات الحادث، والتحقيق بدقة في حيثيات الحادثة النادرة والخطيرة.

الأحد، بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعازيه لعائلات الجنود، مؤكدًا في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء التحقيق في الحادثة بدقة، مجددًا وصفه إياها بأنها «خطيرة وغير عادية».

وقال نتنياهو إنه وجَّه «رسالة واضحة للحكومة المصرية: نتوقع أن يكون التحقيق المشترك شاملا».

وأضاف رئيس الوزراء: «هذا جزء من تعاون أمني مهم بيننا منذ سنوات لمصلحة البلدين»، متعهدًا بـ«استخلاص العبر الضرورية» في ما يتعلق بالعمليات العسكرية على طول السياج الحدودي.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية: «سنقوم بتحديث القواعد والأساليب العملياتية وكذلك وسائل الحد من التهريب وضمان عدم تكرار هذه الهجمات المأساوية».

 

كيف تسلل الشرطي المصري؟

عين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي –الأحد- جنرالًا لقيادة التحقيق في الظروف المحيطة بقتل ثلاثة جنود بنيران الشرطي المصري.

وسيرأس الميجر جنرال نيمرود ألوني، الذي من المقرر أن يدخل منصبه كقائد لفيلق العمق والكليات العسكرية في الأشهر المقبلة، الفريق الذي سيحقق في الإخفاقات المنهجية، التي أسهمت في الهجوم الدامي، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي، أكد فيه أن فريق ألوني سيبحث التصور العملياتي والمنهجي للدفاع عن الحدود.

وتقول «تايمز أوف إسرائيل»، إنه في غضون ذلك، سيحقق قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال إليعزر توليدانو، وقائد الشعبة 80، البريغادير جنرال إيتسك كوهين، في سلوك القوات خلال الهجوم، بينما من المقرر أن يقدم توليدانو وكوهين نتائج تحقيقهما لهليفي، في غضون أسبوع.

وبحسب التحقيق الأولي للجيش الإسرائيلي، فإن الشرطي المصري تسلل عبر الحدود، من خلال بوابة طوارئ فجر السبت، بينما تقول «تايمز أوف إسرائيل»، إن البوابة الصغيرة –التي كانت مغلقة بأربطة بلاستيكية فقط– تُستخدم من الجيش الإسرائيلي لعبور الحدود عند الضرورة، بالتنسيق مع الجيش المصري.

وسار المسلح نحو خمسة كيلومترات، من موقع حراسته في مصر وصعد منحدرًا للوصول إلى بوابة الطوارئ، ما يشير إلى معرفته بالمنطقة والحاجز الأمني، وقطع الأربطة البلاستيكية بسكين قتالية، وفتح المدخل الصغير لإسرائيل، وسار قرابة 150 مترًا إلى نقطة الحراسة حيث كان إيلوز وبن نون، بحسب رواية الصحيفة الإسرائيلية، التي لم يؤكدها الجيش المصري.

وتقول «فرانس 24»، إن وفدًا مصريًا من مسؤولين عسكريين وممثلين لوزارة الدفاع، وصل إلى إسرائيل الأحد، في إطار التحقيق المشترك.

 

مصير جثمان الشرطي المصري

القناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيلي، قالت -في تقرير- إن تل أبيب أعادت جثمان المجند المصري منفذ حادث الحدود إلى مصر، في إطار تعامل البلدين المشترك مع الحادث.

وبحسب القناة الـ12، فإن القرار الإسرائيلي، يعود إلى رغبة تل أبيب في الحفاظ على الثقة المصرية.

ورغم النتائج المأساوية للهجوم، على حد قول القناة الـ12، فإن القرار الإسرائيلي، يعود إلى رغبة تل أبيب في الحفاظ على الثقة المصرية، إضافة إلى عدم وجود سبب أمني لإسرائيل للاحتفاظ بالجثة.

 

هوية الشرطي المصري

تقول القناة العبرية، إنه جندي مصري (22 عامًا) تعود أصوله إلى منطقة عين شمس، بينما نقلت عن أحد أقاربه، قوله، إنه كان من المفترض أن ينهي خدمته قريبًا، مشيرة إلى أنه الابن الأوسط لعائلة من ثلاثة أشقاء وعاش مع أسرته وعمه، بعد أن توفي والده في حادث سيارة.

وبحسب أقارب المجند المصري، فإنه وأخاه الأكبر محمود يعولان الأسرة التي تواجه صعوبات مالية.