العراق على صفيح ساخن.. خلافات الحلبوسي والسوداني تضرب الإطار التنسيقي
تواترت أنباء عن اتجاه الحلبوسي، لتشكيل إطار تنسيقي سُني، على غرار الإطار التنسيقي الذي يضم قوى سياسية شيعية رئيسة في البلاد.

السياق
«حلفاء الأمس أعداء اليوم»، كلمات تجسدت على الساحة السياسية في العراق، كشفت انتهاء شهر العسل بين رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وقوى الإطار الشيعية.
ورغم أن شهر العسل كان طويلًا بعض الشيء، إذ امتد إلى قرابة 6 أشهر، فإن الخلافات شقت طريقها إلى الجانبين، على عدد من القضايا، بينها إقرار الموازنة الاتحادية، التي يعترض على معظم بنودها الحلبوسي ويطالب بتغييرها، بينما تتمسك قوى الإطار والحكومة بها.
تلك الخلافات صدعت الجدار الذي كان يبدو متماسكًا بين قوى الإطار، ودفعت كثيرًا من التكهنات بمساعي الحلبوسي، لتشكيل إطار تنسيقي سُني، على غرار الإطار التنسيقي الذي يضم قوى سياسية شيعية رئيسة في البلاد.
يضم الإطار التنسيقي ائتلاف النصر، وائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح وتيار الحكمة، وأحزابًا شيعية، وقفت صفًا واحدًا في وجه التيار الصدري.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن السوداني حوَّل أموالا من «صندوق إعمار المحافظات المتضررة»، الذي يهيمن عليه رئيس البرلمان الحلبوسي، من دون إشارة الأخير.
بينما كشفت تقارير محلية أن تحرك هيئة النزاهة الاتحادية باتجاه ملف العقارات والأراضي، المتجاوز عليها في محافظة الأنبار، من مساعي الضغط على الحلبوسي.
ورغم ذلك فإن هيئة النزاهة استدعت –الاثنين- محافظ الأنبار علي فرحان الدليمي، المقرب من الحلبوسي، بتهمة «الإضرار عمداً بأموال ومصالح محافظة الأنبار، بتوزيع قطع أراضٍ سكنيَة في المناطق المحيطة بمطار الأنبار المزمع إنشاؤه، بالاتفاق مع عددٍ من المتنفذين في المحافظة».
محاولة من الحلبوسي، يأمل من خلالها مصالحة خصومه من القوى السُّنية الأخرى، والفكاك من محاولات تحريض بعض القوى والشخصيات الشيعية على فك ارتباطها بالحلبوسي، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.
تلك التطورات والخلافات تأتي في ظل إعلان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، دخوله قبل أيام في إجازة رسمية لمدة أسبوعين، تبعتها أنباء عن اجتماعين بين رئيسي البرلمان والحكومة، إضافة إلى ثلاثة اجتماعات لحلحلة الأمور لم تؤتِ أكلها.
ملامح الإطار
حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي عن «الإطار التنسيقي السُّني»، باستثناء بعض الأخبار التي نشرتها وسائل إعلام محلية، وتغريدات لنواب برلمانيين حاليين وسابقين، أشارت إلى ذلك الإطار، والخلافات التي نشبت بين الحلبوسي ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني.
فعضو البرلمان العراقي السابق والسياسي السُّني مشعان الجبوري، قال عبر «تويتر»، إن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي يسعى لتشكيل إطار تنسيقي سُني، على غرار الإطار التنسيقي الشيعي.
وقال الجبوري: «بعد أن فشل في استغلال تحالف السيادة لأهدافه الشخصية، نجح الحلبوسي في توظيف أحد الشخصيات السُّنية الساعية لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية، لتسويق مشروعه الجديد بتشكيل إطار تنسيقي سُني».
وزعم السياسي العراقي أن الهدف الأول من محاولة الجبوري، عرقلة تحقيقات جارية عن شبكة فساده في بعض المؤسسات «التي من سرقاتها يشتري ذمم بعض صناع القرار».
وفي تغريدة ثانية، قال البرلماني السابق: يمكنني تأكيد أن الرئيس أسامة النجيفي والشيخ خميس الخنجر ومثنى السامرائي ود. رافع العيساوي ومن معهم وبما يمثلونه من عناوين، لن يكونوا جزءاً من الإطار التنسيقي السُّني، الذي يسعى محمد الحلبوسي لتشكيله، مضيفًا الإشاعات تقول إن محمود المشهداني وسليم الجبوري وصالح المطلك سينضمون إليه؟
خطوات فعلية
بحسب تقارير محلية، فإن اجتماعًا سيعقده الحلبوسي، الثلاثاء، بقيادات سياسية سُنية في العاصمة بغداد، لمناقشة سبل تشكيل ذلك الإطار.
تلك التقارير، رئيس البرلمان الأسبق أسامة النجيفي، في تصريحات تلفزيونية تابعتها «السياق»، قال فيها، إن أسباب تشكيل ذلك الإطار تقوية وضع الحلبوسي بعد الملاحظات التي ظهرت عليه، مشيرًا إلى أن رئيس البرلمان الحالي يتوقع أن يصدر قرار ضده بعد فترة، في إشارة إلى مساعي إقالته من منصب رئيس البرلمان.
وبحسب البرلماني العراقي، فإن «الشيعة صنعوا إطارًا فعليهم ألا يلوموا الآخرين حين يفعلون الشيء ذاته»، مشيرًا إلى أن الدعوة إلى الإطار التنسيقي السُّني وصلت إلى بعض الشخصيات السياسية.
وأكد النجيفي أن خميس الخنجر الذي يعد شريك الحلبوسي، لديه رأي آخر في تشكيل الإطار التنسيقي، مشيرًا إلى «مشكلات داخل التحالف الذي يجمع الحلبوسي والخنجر».
السياسي العراقي، نفى المزاعم التي تتحدث عن أن الخلاف كان على الموازنة، مؤكدًا أنه كان على «التدخل بالأمور التنفيذية للدولة بين السوداني والحلبوسي»، مشيرًا إلى أن رئيس الحكومة يحاول الحد من تدخل البرلمان الذي له أدوار أكثر من اختصاصاته.
هل تطيح الخلافات الحلبوسي؟
الحديث عن إمكانية إقالة محمد الحلبوسي من منصبه، بدأ يشق طريقه إلى الأوساط السياسية في العراق، وهو ما أشار إليه النجيفي بقوله، إن القرار يتردد لدى الشيعة خاصة بين قيادات الإطار التنسيقي، وليس لدى السُّنة، إلا أنه قال إن هناك دولًا ما زالت تدعم الحلبوسي.
بدوره، قال رئيس حزب وطن يزن الجبوري (نجل النائب السابق مشعان الجبوري)، إن «أي خلاف بين السوداني والحلبوسي، معركة غير متكافئة»، مشيرًا إلى أن السوداني مدعوم من كل القوى الشيعية المشاركة في البرلمان على خلاف الأخير.
وأضاف السياسي العراقي، أنه إذا حدث خلاف مع الشيعة فإن رئيس البرلمان الحلبوسي لن يبقى في منصبه، بينما قال مسؤول في أحد المكاتب الحزبية المنضوية تحت لواء الإطار التنسيقي، إن الحلبوسي «يفتعل الأزمات ضد السوداني وينقل مشكلاته مع الأحزاب السُّنية وحتى حلفائه إلى ساحة الصراع الحكومي».