نفتها القاهرة وكذبتها موسكو..وثيقة أمريكية مسربة تزعم تخطيط مصر لتزويد روسيا بالصواريخ

علق المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف على مزاعم وسائل الإعلام الأمريكية، بأن مصر خططت سرًا لإرسال ما يصل إلى 40 ألف صاروخ إلى روسيا.

نفتها القاهرة وكذبتها موسكو..وثيقة أمريكية مسربة تزعم تخطيط مصر لتزويد روسيا بالصواريخ

 ترجمات - السياق

زعمت وثيقة أمريكية سرية مسربة، أن مصر أنتجت ما يصل إلى 40 ألف صاروخ، لشحنها سرًا إلى روسيا، إلا أن القاهرة نفت الادعاءات التي وردت فيها، مؤكدة أنها تتخذ موقفًا حياديًا من الأزمة الأوكرانية.

الرواية التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست، اعتمدت فيها على وثيقة استخباراتية أمريكية مسربة، ضمن عشرات الوثائق العسكرية شديدة السرية، التي باتت بين ليلة وضحاها على موقع Discord، وهو تطبيق دردشة شائع بين اللاعبين.

ويلخص جزء من وثيقة سرية للغاية، في 17 فبراير الماضي، المحادثات المزعومة بين السيسي وكبار المسؤولين العسكريين المصريين، التي أشار فيها الرئيس المصري -على حد زعم الوثيقة- إلى خطط لتزويد روسيا بقذائف المدفعية والبارود.

وتقول الوثيقة المزعومة، إن السيسي أمر المسؤولين بالحفاظ على سرية إنتاج وشحن الصواريخ «لتجنُّب المشكلات مع الغرب»، بحسب «واشنطن بوست» التي حصلت على الوثيقة من صور الملفات السرية المنشورة في فبراير ومارس على موقع Discord.

وقال السناتور كريس مورفي (ديمقراطي من كونيتيكت)، يعمل في لجان العلاقات الخارجية والمخصصات بمجلس الشيوخ: «مصر من أقدم حلفائنا في الشرق الأوسط. إذا كان صحيحًا أن القاهرة تريد سرًا إرسال صواريخ إلى روسيا يمكن استخدامها في أوكرانيا، فنحن بحاجة إلى مراجعة علاقتنا»، بحسب واشنطن بوست.

فيما قالت سارة مارجون، مديرة السياسة الخارجية الأمريكية في مؤسسات المجتمع المفتوح، مرشحة إدارة بايدن لمنصب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية، إن ما كشفته الوثيقة يثير التساؤل -إذا كان صحيحًا- عما إذا كانت الولايات المتحدة «يجب أن تستمر في الدفاع عن مصر ودعمها».

من جانبه، قال مايكل حنا، مدير البرامج الأمريكية في مجموعة الأزمات الدولية، إن إدارة بايدن تقود الجهود الغربية لحرمان روسيا من التكنولوجيا والأسلحة اللازمة لحربها في أوكرانيا، ومعاقبة الخصوم الأمريكيين مثل إيران وكوريا الشمالية، مشيرًا إلى أن «فكرة أن تكون مصر في هذا الدور إحراج للولايات المتحدة».

 

كيف ردت مصر؟

ورداً على تساؤلات عن الوثيقة وصحة المحادثات التي تصفها، قال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية: «موقف مصر منذ البداية يقوم على عدم التدخل في هذه الأزمة، والوقوف على مسافة متساوية مع الطرفين».

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن موقف بلاده يؤكد دعم ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي في قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفًا: «نواصل حث الطرفين على وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل سياسي من خلال المفاوضات».

في السياق نفسه، نفى مصدر مصري مسؤول -في تصريحات لوسائل إعلام محلية- ما زعمته «واشنطن بوست»، مشيرًا إلى أن ما نشرته الصحيفة «عبث معلوماتي ليس له أساس من الصحة».

وأوضح المصدر الذي لم يكشف هويته، أن مصر تتبع سياسة متزنة مع جميع الأطراف الدولية، وأن محددات هذه السياسة هي السلام والاستقرار والتنمية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن مصر وشركاء أمريكيين في الشرق الأوسط، حاولت البقاء على هامش المواجهة بين الدول الغربية وروسيا بشأن أوكرانيا، سعيًا للتحوط المحتمل ضد الدور الأمريكي المتدهور في المنطقة ووسائل جديدة لضمان أمنها الاقتصادي والعسكري.

وأشارت إلى أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أدت إلى ارتفاع أسعار السلع عالميًا، وفرض ضغوطًا شديدة على مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، التي تلقت أكثر من 80% من قمحها من روسيا وأوكرانيا في السنوات الأخيرة.

 

روسيا تنفي

في السياق، علق المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف على مزاعم وسائل الإعلام الأمريكية، بأن مصر خططت سرًا لإرسال ما يصل إلى 40 ألف صاروخ إلى روسيا.

ونفى المتحدث باسم الكرملين هذه التقارير ووصفها بأنها "كاذبة".

ويرى بيسكوف أن هذه المزاعم تصب في سياق التقارير المضللة المعتادة.

 

مسؤول أمريكي يكذب الوثيقة

وقال مسؤول بالحكومة الأمريكية، بشرط عدم كشف هويته لمعالجة المعلومات الحساسة: «لسنا على علم بأي تنفيذ لتلك الخطة»، في إشارة إلى مبادرة تصدير الصواريخ، مضيفًا: «لم نر ذلك يحدث».

بينما قالت المتحدثة باسم "البنتاغون" سابرينا سينغ، إن وزارة العدل فتحت تحقيقًا في تسريب وثائق سرية.

في حين أن الوثيقة لا تذكر كيف استخلصت الحكومة الأمريكية تفاصيل المداولات المصرية، يبدو أن بعض المعلومات الواردة في الوثائق المسربة تأتي من استخبارات الإشارات، التي تشير إلى وسائل تقنية مثل اعتراض الاتصالات.

 

ماذا نعرف عن تسريب الوثائق؟

تسريب عشرات الوثائق العسكرية والاستخباراتية الأمريكية شديدة السرية على الإنترنت، كشفت صورة مفصلة للحرب في أوكرانيا، إضافة إلى تحليل ومعلومات حساسة عن روسيا ودول أخرى، من مصادر سرية، في حادث له تداعيات بعيدة المدى على الولايات المتحدة وحلفائها، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ما مصادر الوثائق؟

ترجع الوثائق بالغة السرية -على الأقل جزئيًا- إلى "البنتاغون"، فكثير منها أعِدت للجنرال مارك أ. ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وغيره من كبار المسؤولين العسكريين، وتتضمن الملفات تقارير من وكالات الاستخبارات الأمريكية، بما في ذلك من وكالة المخابرات المركزية ووكالة الاستخبارات الجغرافية المكانية الوطنية.

 

ماذا تكشف الوثائق المسربة عن أوكرانيا؟

تحتوي الوثائق على تقييمات لتقدم الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك معلومات تكتيكية دقيقة عن ساحة المعركة، بحسب «واشنطن بوست»، التي قالت إنها تكشف مخاوف عميقة بشأن استعداد أوكرانيا لمواجهة هجوم روسي، لكنها تظهر أيضًا مدى اختراق الولايات المتحدة للجيش الروسي، ما يسمح للإدارة بتحذير أوكرانيا من الهجمات المقبلة.

وتتضمن الملفات ملخصات للذكاء البشري عن المحادثات رفيعة المستوى بين قادة العالم، إضافة إلى معلومات عن تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية المتقدمة التي تستخدمها الولايات المتحدة للتجسس.

وتشمل أيضًا معلومات استخباراتية عن الحلفاء والخصوم، بما في ذلك إيران وكوريا الشمالية، وكذلك بريطانيا وكندا وكوريا الجنوبية وإسرائيل.

 

من سرب الوثائق؟

لا نعرف من سرب الوثائق أو لماذا، لكن وزارة العدل قالت إنها تحقق في تسريب الوثائق، التي ظهرت أوائل مارس على خادم Discord الذي أصبح مغلقًا، ثم نُشر عديد من الصور على «تويتر».

 

ماذا الآن؟

إضافة إلى تحقيق وزارة العدل، قال مسؤولون في دول عدة إنهم يقيمون الضرر الناجم عن التسريبات، التي تأتي في الوقت الذي تخوض روسيا حربًا مع أوكرانيا، يسعى فيها الجانبان إلى إعادة إمداد ترساناتهما المستنفدة.