بايدن يعلن ترشحه وترامب يخشى الجمهوريين.. ماذا تخبئ انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

أكد ترامب على أن إقدام ديسانتيس، للترشح للرئاسة سيفقده وظيفته كحاكم لفلوريدا، كما سيلحق ضررًا بالحزب الجمهوري بتقسيمه.

بايدن يعلن ترشحه وترامب يخشى الجمهوريين.. ماذا تخبئ انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

السياق

السن ليس عائقًا لقيادة أكبر دولة اقتصاديًا وعسكريًا في العالم... الرئيس الأمريكي جو بايدن "80 عامًا" يجدد عزمه على الترشح لولاية ثانية، في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024، لكنه قال إنه ليس بصدد أيّ إعلان رسمي بهذا الشأن، في الوقت الراهن.

وسبق أن أعرب بايدن عن نيّته الترشّح لانتخابات 2024 لكنّه لم يطلق حملته رسمياً حتى الآن.

وفي مقابلة قصيرة مع شبكة "إن بي سي نيوز" في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، لمَّح بايدن مجدّداً إلى نيته الانتخابية، قائلًا: "أنوي الترشح الآن، لكنّنا لسنا مستعدّين لإعلان ذلك".

 

دحرجة البيض

وبدا الرئيس الأمريكي مستعدّاً لحملة انتخابية، حيث عانق أطفالاً وأخذ هواتف عديد من المشاركين في المسابقة، لالتقاط صور سيلفي، على هامش استقباله مئات الأمريكيين، في المسابقة السنوية لـ"دحرجة بيض الفصح"، التي تعد من التقاليد القديمة في البيت الأبيض.

ويُعدّ بايدن أكبر رئيس سنّاً في تاريخ الولايات المتّحدة، وسيكون عمره 86 عاماً إذ أكمل ولاية ثانية.

وإذا أعلن بايدن ترشّحه لولاية ثانية، من غير المتوقع أن يواجه أيّ منافسة داخل حزبه.

ونقلت "سي إن إن" عن مصادر ديمقراطية مطلعة، قولها، إن الإعلان سيكون هذا الصيف، وليس الربيع كما كان يعتقد.

وسبق للرئيس الأمريكي أن أكد ترشحه لولاية ثانية، في فبراير الماضي وهو أيضًا ما أكدته زوجته جيل بايدن لوكالة أسوشيتد برس، بأن الرئيس حسم قرار ترشحه، ولا ينتظر سوى تحديد التوقيت ومكان الإعلان.

 

أسباب التأجيل

من المتوقع أن يحدد بايدن اسم مدير حملته الانتخابية، وكذلك موعد تقدمه بأوراقه رسميًا، إضافة إلى اختيار المقر الرئيس للحملة، ما بين فيلادلفيا وويلمنغتون.

ونقلًا عن تقارير صحفية أمريكية، فإن مطلعين في البيت الأبيض عزوا تأجيل إعلان بايدن الرسمي الترشح للانتخابات لأسباب مختلفة، مثل التفرغ لأزمات سياسية واقتصادية كـ"رفع سقف الديون"، وحالة الاستقطاب والصراع السياسي والحزبي، الذي يضرب الولايات المتحدة.

وفي الحزب الجمهوري، يبدو المرشح الأبرز لسباق 2024 الرئاسي، هو الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي هزمه بايدن عام 2020.

 

ترامب ومنافسوه

لكن ترامب في ورطة قضائية -بعدما وجهت إليه 34 تهمة جنائية، منها اتهامات بالتزوير في سجلات تجارية، إثر دفعه 130 ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيلز، في أكتوبر 2016، لمنعها من الحديث عن علاقة جنسية جمعتهما.

وبينما ينفي ترامب التهمة، فإنه -على الأرجح- لن يمثل حزبه بسهولة، ورغم أنه المرشح الأبرز فإنه ليس الوحيد، إذ إن عددًا من شركائه يسعون إلى الظفر بمكانة الرئيس السابق في تمثيل الحزب الجمهوري.

ترامب معروف بجرأته وتعليقه المستمر على المواقف والأشخاص، وهو ما ظهر قبل ساعات، بحديث له عن زميله الحمهوري رون ديسانتيس حاكم فلوريدا، الذي سعى لثنيه عن الدخول في الاستحقاق الرئاسي لعام 2024.

وأكد ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" أن إقدام ديسانتيس على تلك الخطوة، سيفقده وظيفته كحاكم لفلوريدا، كما سيلحق ضررًا بالحزب الجمهوري بتقسيمه.

وكتب ترامب: "رون ديسانتيس شاب لا يعمل بشكل جيد ضدي في استطلاعات الرأي "بعبارة لطيفة" وإذا قرر الترشح للرئاسة سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالحزب الجمهوري وتقسيمه إلى حد ما(...) ولن يتمكن من الترشح لمنصب الرئاسة بنجاح مرة أخرى.

وأضاف ترامب: إذا ظل حاكمًا لولاية فلوريدا، وهو ما افترضه ناخبو فلوريدا، ستكون القصة مختلفة تمامًا، لكن من يدري؟".

وبحسب تقارير صحفية واستطلاعات رأي، ينظر إلى ديسانتيس بأنه أكبر منافس محتمل لدونالد ترامب.

 

الأغلبية لترامب

استطلاعات الرأي في ولايات منتقاة، أظهرت تقدمًا لديسانتيس على ترامب، في أيهما يترشح مدعومًا بالجمهوريين، منها ولايات فلوريدا وجورجيا وأيوا، لكن ترامب تفوق عليه وغيره بشكل كبير في استطلاعات الرأي الوطنية.

وأظهر استطلاع للرأي لقناة "فوكس نيوز" واسعة الانتشار -الأسبوع الماضي- أن ترامب يحظى بتأييد 54% من الناخبين الأساسيين في الحزب الجمهوري، مقابل 24% لديسانتيس.

ولم يتقدم ديسانتيسً رسميًا، لمنافسة ترامب على الظفر بأصوات الجمهوريين، ثم التفرد بالمرشح الديمقراطي في الانتخابات المقررة العام المقبل، لكنه يعمل بشكل دؤوب حتى الآن، إذ كشفت صحيفة ذا هيل الأمريكية أن ديسانتيس يجمع فريق حملته بتروٍ وهدوء.

وأكدت "ذا هيل" -نقلًا عن مصادرها- أن ديسانتيس ومساعديه يعتمدون تعيين عديد من الموظفين، الذين عملوا مع ترامب في حملته2016 وإدارته في البيت الأبيض.