هل حرض الموساد على الاحتجاج ضد نتنياهو؟
إفادة من المخابرات المركزية الأمريكية بتاريخ الأول من مارس تضمنت أن قيادة الموساد شجعت أفراد الجهاز والمواطنين الإسرائيليين على الانضمام إلى الاحتجاجات الحاشدة.

السياق
أثارت الوثائق السرية، المسربة من وزارة الدفاع الأمريكية، ردود فعل لافتة، بالعالم وفي إسرائيل خاصة، بعد أن كشفت أن قيادة المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، شجعت المواطنين على التظاهر ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وخطته للإصلاح القضائي.
وكشفت الوثائق السرية المسربة، أسرارًا في غاية الأهمية للأمن القومي للولايات المتحدة، في ما يتعلق بأوكرانيا والصين ولا سيما الشرق الأوسط، كما سلطت الضوء على عمق اختراق "البنتاغون" لأجهزة المخابرات الروسية.
وفيما يتعلق بإسرائيل، كشفت الوثائق المسرّبة، أن إفادة للمخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، في الأول من مارس، أكّدت أن مسؤولين رفيعي المستوى في الموساد دفعوا المؤسسات التابعة لهم إلى معارضة الإصلاحات القضائية بشكل علني، بحسب نيويورك تايمز.
وقالت الصحيفة إن المعلومات الواردة في الوثائق المسربة، تتداخل مع بعض الاتهامات التي يروج لها يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، فقد ادعى نتنياهو الابن أن معادين داخل مجتمع المخابرات الإسرائيلي ووزارة الخارجية الأمريكية، كانوا وراء الاحتجاج.
ونشر يائير، تغريدة لناشط الليكود الذي يرأسه نتنياهو، يغال مالكا، ذكر فيها أن مارك ليفين، مقدم البرامج في قناة فوكس نيوز الأمريكية "يكشف أن وزارة الخارجية الأمريكية متورطة في تمويل المظاهرات بإسرائيل في محاولة لإطاحة حكومة نتنياهو بهدف التوصل إلى اتفاق مع السلطات في إيران".
على خُطى إيران.. مقربون من نتنياهو يتهمون أمريكا بتمويل التظاهرات لإطاحته
نتنياهو يلتقي رئيس الموساد
إثر هذه المعلومات، التقى بنيامين نتنياهو رئيس الموساد ديفيد بارنيا، الأحد، وطالبه بشرح موقفه من هذه التسريبات، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية.
وقال بارنيا، خلال الاجتماع، إنه "تحليل خاطئ من مسؤولي المخابرات الأمريكية".
يذكر أن التدخل المباشر في السياسة ممنوع على الموساد، لاسيما أنه جهاز مخابرات خارجي.
تقارير كاذبة
إلى ذلك، نفى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد"، التقارير الأمريكية، بتورطه في تشجيع التظاهرات ضد خطة "إصلاح القضاء" التي تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال إن "كل ما نُشر في الصحافة الأمريكية كاذب ولا أساس له من الصحة"، وفق قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وأضاف: "الموساد ومسؤولوه لم يشجعوا ولا يشجعوا العاملين في الجهاز على التظاهر ضد الحكومة أو التظاهرات السياسية بشكل عام أو أي نشاط سياسي".
وذكر البيان: "الموساد ومسؤولوه لم يتعاملوا مع التظاهرات، وظلوا أوفياء لقيم الدولة التي وجهت الجهاز منذ إنشائه"، في 13 ديسمبر 1949.
ووفقاً للباحث الإسرائيلي، ناتان ساكس "إذا كان التقرير دقيقاً… فيعد ذلك تغييرًا جذريًا في الإجراءات من قيادة الموساد ويضع إسرائيل في منطقة غير مسبوقة"، إذ يحظر على الموساد عادةً التدخل في الشؤون الداخلية.
يشار إلى أن تسرب تلك الوثائق، أثار جدلاً في واشنطن خلال الأيام الماضية، ودفع وزارة الدفاع الأمريكية إلى فتح تحقيقات معمقة في الموضوع، وكيفية تسربها ومدى صحتها أيضاً.
بينما اتهم مسؤولون أمريكيون روسيا أو موالين لها بالوقوف وراء تلك الأزمة.
من يقف وراء تسريب وثائق البنتاغون السرية؟
خطة نتنياهو
كان مشروع القانون الذي تقدمت به حكومة نتنياهو قبل نحو شهرين، لإدخال تغييرات جذرية على النظام القضائي، لاسيما في ما يتعلق بصلاحيات المحكمة العليا وتدخلها في الشؤون السياسية، أثار موجة عارمة من الاحتجاجات، المستمرة حتى الآن.
ومن شأن التشريع المقترح أن يمكّن البرلمان من تجاوز قرارات المحكمة العليا والسيطرة على التعيينات القضائية.
وبعد مظاهرات حاشدة على مدى أسابيع، وإقدام مئات جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي على مقاطعة خدمتهم العسكرية احتجاجاً، وبعد ضغوط أميركية، رضخ نتنياهو أواخر مارس، وقال إنه سيؤجل التعديلات محل الخلاف للسماح بإجراء محادثات مع أحزاب المعارضة، لإيجاد حل وسط.
وقالت وزارة العدل الأمريكية –الجمعة- إنها على اتصال بوزارة الدفاع وبدأت تحقيقاً في تسريب الوثائق المزعومة، التي تغطّي مواضيع تتعلّق بالأمن القومي.