أمعن في تعذيبها وحبسها.. مصري يقتل زوجته لعدم شرائها مكسّرات رمضانية

والدَي المجني عليها شهدا أن زوجها كان دائم التعدي على ابنتهما بالضرب منذ زواجهما، واتهماه بالقتل.

أمعن في تعذيبها وحبسها.. مصري يقتل زوجته لعدم شرائها مكسّرات رمضانية
الضحية فاطمة سعيد

السياق

لا يزال الغموض يكتنف قضية قتل الممرضة المصرية الشابة بطعنات نافذة، ففاطمة سعيد كان حلمها الوردي، بأن تتزوج زميلها محمد حاتم الخولي، لكن الحلم أصبح كابوسًا لم تستيقظ منه، فبعد 6 أشهر من زواجهما قضيت الفتاة بنت العشرين عامًا، مخلفة حرقة في قلوب أهلها وزملائها وجموع المصريين، تاركة سؤالًا مهمًا: متى يتوقف العنف ضد النساء في مصر؟

نظرة في المواقع الإخبارية المحلية، وصفحات مواقع التواصل، وذويها وشهود على علاقتهما، تؤكد أن الضحية كانت تتعرض للضرب والإهانة والعنف الجسدي والنفسي من زوجها، ووصل الأمر إلى حبسها في البيت وإجبارها على ترك عملها.

المتهم الأول -حتى الآن- زوجها، الذي أقدم على قتلها بسكين البيت لشرائها أغراضًا منزلية غير التي طلبها منها.

كانت الضحية فاطمة سعيد تعمل ممرضة في مستشفى أبو الريش بالقاهرة، وتسكن مع زوجها في منطقة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة.

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، لاشتباهها في قتل زوجته باتهام من والدي الضحية، لكنه أنكر التهمة المنسوبة إليه، وأكد أن شجارًا وقع بينهما، سحبت الزوجة إثره السكين، مهددة بقتل نفسها، فلما حاول نزعها منها أصابت نفسها، فسقطت في دمائها ولم تجدِ محاولات إسعافها.

بيان النيابة العامة

قالت النيابة العامة: عثرنا على سكين بها آثار بقع حمراء تشبه الدماء وآثار أخرى بها البقع ذاتها، كما ندبت الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لمعاينة مسرح الحادث.

وأكدت ندب مصلحة الطب الشرعي، لإجراء الصفة التشريحيَّةِ على جثمانِ المتوفاةِ وفحصِ السلاح والآثار المضبوطة بمعرفة النيابة العامة.

وتلقت النيابة العامة محضرًا من الشرطة، بوصول جثمان المتوفاة مصابة بجرح في الصدر وبأماكن أخرى، وبرفقتها زوجها الذي ادعى وقوعَ مشادة بينه وبينها، انتهت إلى حملها سكينًا، مهددة بإصابة نفسها، فاشتبكَا في محاولة منه لنزع السكينِ منها فحدثَت إصابتها، ونقلَها لذلك إلى المستشفى، وتوفيَت خلال ذلك.

وأشارت بيان النيابة إلى أنه باستجواب الزوج أنكر ما نُسب إليه مِن اتّهامات.

وحسب النيابة العامة، فإن والدَي المجني عليها شهدا أن زوجها كان دائم التعدي على ابنتهما بالضرب منذ زواجهما، واتهماه بالقتل.

حسرة الأم

واستمعتِ النيابة العامة إلى أحد جيران الطرفين بالعقارِ ذاته، فشهِد أنه سمع يوم الواقعة نداء المتهم على زوجته لتفيق من إغمائها، ورآها ملقاة على ظهرِها تسيل الدماء من أنفها وفمها والمتهم ووالده يحاولانِ إفاقتها وإسعافها، وأنه عندما سأل المتهمَ آنذاك عما حدث، أجابه بأنها أصابت نفسها واستغاث، مطالبًا بسرعة حضورِ الإسعاف لنجدتِها، ثم حملها المتهم إلى سيارة لنقلها للمستشفى ولا تزال التحقيقات جارية.

عائلة الضحية قالت لمواقع صحفية محلية إن زوجها كان دائم التعدي عليها، ومنعها من ممارسة عملها، وحطم هاتفها المحمول، وحبسها حتى لا يعرف أحد حقيقة سوء معاملته برؤية آثار التعذيب على جسدها.

وقالت أم المجني عليها: "شوفت بنتي متعذبة، وجسمها مشوه لما دخلت أحضر غُسلها".

طعن حتى الموت

حسب رواية أهلها، فإن الخلاف الأخير الذي تسبب في قتلها، هو معايرة حماتها لها، بعدم زيارة أهلها لها في رمضان وشراء "ياميش رمضان" لها، كالمعتاد، ما تسبب في مشادة كلامية بينهما، فتدخل الزوج، وسحب سكينًا وطعنها حتى الموت.

وقالت والدة الضحية إنها شاهدت آثار تعذيب، وجروحًا وحروقًا قديمة على جسد المجني عليها عقب وفاتها، ما يشير إلى كثرة اعتدائه عليها، من دون أن تشتكي الأخيرة، خوفًا من غضبهم لأنها أصرت على الزواج به، رغم تحذير أهلها منه.

وقالت إحدى زميلات فاطمة المتوفاة، إنها شاهدتها قبل ساعات من قتلها، وعلى وجهها مساحيق تجميل كثيرة، لإخفاء آثار العنف على يد زوجها.