جمع معلومات من قواعد حساسة... كيف تجسس البالون الصيني على أمريكا؟
البالون الصيني جمع معلومات مخابراتية عن مواقع عسكرية أمريكية حساسة، رغم جهود البيت الأبيض لمنعه من ذلك

السياق
التوترات بين الصين وأمريكا تتصاعد، والتشابكات بينهما تتعقد على أكثر من مستوى، فموقف الطرفين المتباين من الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة تايوان ومبدأ الصين واحدة، فضلًا عن التنافس الاقتصادي والتكنولوجي، وما أقدمت عليه الولايات المتحدة وبعض حلفائها مثل حظر "هواوي" و"تيك توك" وبعض شركات التكنولوجيا الأخرى، بدعوى الحفاظ على الأمن القومي، وفي سياق مشابه جاءت حادثة البالون الصيني لتضيف جديدًا في ميزان العلاقات السلبية بين البلدين.
معلومات مخابراتية
ورغم مرور الكثير على ملف بالون التجسس، فإنه يعود إلى الواجهة، بعدما أشارت تقارير إلى أنه جمع معلومات استخباراتية أثناء تحليقه فوق "مواقع عسكرية حساسة" في الولايات المتحدة، رغم جهود البيت الأبيض لإحباط مهمته.
وذكرت شبكة إن بي سي نيوز، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أن البالون الصيني جمع معلومات مخابراتية عن مواقع عسكرية أمريكية حساسة، رغم جهود البيت الأبيض لمنعه من ذلك.
وكان المنطاد، الذي قدر حجمه بثلاث حافلات مدرسية، يتحرك في شكل رقم ثمانية، فوق بعض تلك "المواقع الحساسة".
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الصين كانت قادرة على السيطرة على المنطاد، حتى تتمكن من التحليق مرات عدة، فوق بعض المواقع، ونقل المعلومات التي جمعها إلى بكين.
وأضافوا أن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الصين كانت -على الأرجح- من الإشارات الإلكترونية، التي يمكن التقاطها من أنظمة الأسلحة أو الاتصالات بين الأفراد، بدلًا من الصور.
وتصر الصين على أن المنطاد كان مدنيًا غير مأهول، وأنه انحرف بطريق الخطأ عن مساره، ورأت أن الولايات المتحدة بالغت في رد فعلها بتفجيره وإسقاطه.
الرد الأمريكي
من ناحيتها قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن: "لا يمكن تأكيد التقارير التي تفيد بأن الصين جمعت بيانات عبر منطاد تجسس حلق فوق مواقع عسكرية حساسة"، وأضافت: "لا نزال نحلل حطام المنطاد".
وهو ما اتفقت معه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بقولها: "لا يمكننا تأكيد هذه الرواية".
وقالت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينج :"لا أستطيع أن أؤكد نقلًا للبيانات في حينها من المنطاد إلى الصين في هذا الوقت"، مشيرة إلى أنهم يحللون هذه الفرضية.
وبين المسؤول في البيت الأبيض جون كيربي، أنه لا يمكنه تأكيد تقرير "إن بي سي"، بشأن التجسس على مواقع عسكرية حساسة لكنه أكد أن بلاده حدت من قدرة البالون على جمع أي شيء إضافي.
التدمير الذاتي
وأضاف كيربي في حديثه للصحفيين، أن الحكومة الأمريكية كانت قادرة على دراسة وتحليل المنطاد، أثناء وجوده في المجال الجوي الأمريكي، وأنها جمعت منه معلومات مفيدة.
وحسب "إن بي سي نيوز"، فقد حوى المنطاد خاصية التدمير الذاتي عن بعد، وكان من الممكن أن تستخدمها الصين، لكن المسؤولين الأمريكيين لم يكن واضحًا بالنسبة لهم عدم إقدام بكين على تدميره، لتعطل تلك الآلية أم أن الصين قررت عدم تشغيلها.
واستمر تحليق البالون فوق أمريكا الشمالية أسبوعًا كاملًا، قبل أن تسقطه طائرة حربية أمريكية فوق المحيط الأطلسي قبالة سواحل كارولينا الجنوبية.
وقالت واشنطن إنها انتظرت حتى تحليق المنطاد فوق المحيط لإسقاطه تجنُّبًا لأي أضرار أو إصابات بشرية.
إذ إن حطامه كان سيسقط في مساحة واسعة لم يكن بإمكان الجهات الأمريكية السيطرة عليها، أثناء سقوطها على الأرض.
وأحدث البالون خلافًا دبلوماسيًا، بين البلدين، ما دفع وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى تأجيل زيارة مهمة ومنتظرة إلى بكين