بعد رصد يورانيوم مخصب بنسبة 84%.. هل إيران على عتبة السلاح النووي؟

يعد اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة على الأقل من فئة الأسلحة الذرية.

بعد رصد يورانيوم مخصب بنسبة 84%.. هل إيران على عتبة السلاح النووي؟

ترجمات - السياق

عثرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الاثنين، على يورانيوم مُخصب بنسبة 84% في إيران بمنشأة فوردو تحت الأرض، وفقًا لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات -وهي مؤسسة فكرية غير هادفة للربح مقرها واشنطن- نقلًا عن دبلوماسيين وتقارير إخبارية غربية.

بينما أفادت وكالة بلومبرغ الأمريكية، بأن وكالة الطاقة الذرية اكتشفت مادة يورانيوم مُخصبة بدرجة نقاء تبلغ 84% في أحد المواقع الإيرانية، وهو ما يقترب من درجة نقاء الأسلحة النووية.

وحسب المؤسسة الأمريكية، يُمثل مستوى النقاء هذا أعلى مستوى حققته طهران، رغم أن الكمية الدقيقة لليورانيوم المُخصب بنسبة 84 في المئة الموجودة في حوزة إيران لا تزال غير معروفة.

ويعد اليورانيوم المخصب بنسبة 90 في المئة على الأقل من فئة الأسلحة الذرية.

وأشارت المؤسسة إلى أن إيران منذ عام 2021، قلصت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآت التخصيب الخاصة بها، لافتة إلى أن تقرير بلومبرج لا يوضح كيف اكتشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تخصيب إيران بنسبة 84 في المئة.

 

تحليل الخبراء

ويرى خبراء -تحدثوا لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات- أن تخصيب إيران اليورانيوم إلى درجة تقترب من درجة صُنع الأسلحة النووية، مع امتلاك الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسائل محدودة لاكتشافه، نتيجة مباشرة لنهج الغرب الدبلوماسي القائم على عدم النفوذ، الذي سمح لطهران بالسير نحو العتبة النووية مع الإفلات من العقاب.

كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انتقدت إيران، لعدم إبلاغها بإجراء تعديل "جوهري" في ربط سلسلتين، أو مجموعتين، من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% في منشأة فوردو، وقال دبلوماسيون حينها: إن التعديل يعني أن إيران يمكن أن تتحول بسرعة إلى مستوى أعلى من التخصيب.

وانسحبت الولايات المتحدة عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران والقوى الكبرى عام 2015، الذي نص على رفع العقوبات عن طهران، مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية.

وردت إيران على إعادة فرض العقوبات الأمريكية، بخرق تلك القيود وتجاوزها، لدرجة أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قال إن الاتفاق الآن مثل "قوقعة فارغة".

بينما يستبعد دبلوماسيون احتمالات إحياء الاتفاق مرة أخرى مع تصاعد التوترات بين إيران والغرب، بسبب الاحتجاجات في طهران والحرب في أوكرانيا، واستمرار التقدم النووي الإيراني، الذي يقلل الوقت الذي تحتاجه لإنتاج قنبلة نووية إذا اختارت ذلك، رغم نفي إيران هذه النية.

وقالت الوكالة الذرية عبر "تويتر" إنها "على علم بالتقارير الأخيرة المتعلقة بمستويات تخصيب اليورانيوم في إيران".

وتابعت: "تناقش الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع إيران نتائج أنشطة التحقق الأخيرة، التي أجرتها الوكالة وستبلغ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على النحو الملائم".

وتوضح الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتفقد المنشآت النووية الإيرانية، التطورات المهمة في أنشطة إيران، إما في تقارير لمجلس المحافظين المؤلف من 35 دولة، وإما في تقارير ربع سنوية تصدر قبل اجتماعات مجلس محافظي الوكالة.

ونقلت المؤسسة الأمريكية عن دبلوماسيين غربيين، قولهم: إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تصدر أي تقرير من هذا القبيل حتى الآن.

ومن المقرر أن يعقد مجلس المحافظين اجتماعه ربع السنوي، في السادس من مارس المقبل، بينما تصدر التقارير ربع السنوية غالبًا في الأسبوع الذي يسبق الاجتماع.

 

تدخل أمريكي

أمام هذه التطورات، طالبت أندريا ستريكر الباحثة في الشؤون الإيرانية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الولايات المتحدة بالتحرك سريعًا، لوقف وصول إيران إلى السلاح النووي، قائلة: "يجب أن تأخذ واشنطن زمام المبادرة في معاقبة وردع التقدم الذري لإيران، وإعادة ممارسة الضغط الاقتصادي الأقصى، والمطالبة بمزيد من الشفافية من قِبل طهران".

وشدد بهنام بن طالبلو الباحث في الشؤون الإيرانية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أيضًا، على ضرورة التحرك الأمريكي الفوري لوقف المخططات الإيرانية النووية، مضيفًا: "الموقف الأمريكي الحالي لا يترك مجالًا كبيرًا لإدارة جو بايدن لمواصلة مسارها الحالي بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015".

وأشارت المؤسسة الأمريكية إلى أنه منذ توليه منصبه في يناير 2021، قادت إدارة بايدن عديد التطورات النووية الإيرانية النوعية، حيث استفادت طهران من الضغط المنخفض والجهود الغربية غير المثمرة لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015، أو خطة العمل الشاملة المشتركة.

وبينت أنه في يناير 2021، استأنفت إيران التخصيب بنسبة 20 في المئة في منشأة فوردو للمرة الأولى منذ الانتهاء من خطة العمل الشاملة المشتركة.

وفي أبريل 2021، خصبت طهران اليورانيوم حتى درجة نقاء 60%.

وفي العام نفسه، أنتجت إيران أيضًا اليورانيوم، الذي يستخدم في الأسلحة النووية.

وأشارت المؤسسة الأمريكية إلى أنه على مدى عامي 2021 و2022، ركبت إيران آلاف أجهزة الطرد المركزي المتطورة السريعة لتخصيب اليورانيوم، لافتة إلى أن الوقت الذي تحتاجه طهران لصُنع يورانيوم من فئة الأسلحة النووية، يقف عند أسابيع قليلة لإنتاج أربع قنابل ذرية دفعة واحدة.

وأوضحت أنه ليس من المستغرب أن تُجرب طهران إنتاج هذه الأسلحة في فوردو، خصوصًا أنها تعتقد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تكتشف ذلك.

فالشهر الماضي، امتنعت إيران عن إخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية عندما غيّرت تكوين التخصيب في منشأة فوردو، وهو انتهاك لاتفاقية ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتطلب من النظام إعلان هذه الأنشطة النووية.

أمام ذلك، استبعد خبراء أن تتخلى إيران عن جهودها للتسلل نحو أن تصبح دولة نووية، لذلك على إدارة بايدن التخلي عن سياستها في السعي لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، وتبني ضغوط متعددة الأطراف وواسعة النطاق ضد طهران.

وشدد الخبراء -الذين تحدثوا للمؤسسة الأمريكية للديمقراطيات- على أن ذلك العمل لابد أن يشمل -بالتعاون مع الشركاء عبر الأطلسي- إصدار قرار شديد اللهجة يدين التحرك الإيراني، خلال الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منتصف مارس المقبل.

وأضافوا: "على الولايات المتحدة وأوروبا أن يعملا معًا على إحالة الملف النووي الإيراني مرة أخرى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، مشيرين إلى أن ما سموها "العودة المفاجئة" يمكن أن تؤدي إلى قرارات صارمة واستعادة العقوبات الأممية السابقة بحق طهران.