طالبان كلمة السر.. ما أسباب صمت القاعدة على أنباء تعيين سيف العدل زعيمًا له؟
يقول الخبير في شؤون الحركات الأصولية أحمد سلطان لـ -السياق-، إن سيف العدل كان ألمح في رسالة باسمه الحركي الثاني -عابر سبيل- إلى توليه إمارة تنظيم القاعدة.

السياق "خاص"
أيام خلت على إعلان الولايات المتحدة تولي سيف العدل، الضابط السابق في الجيش المصري، قيادة تنظيم القاعدة، إلا أن الأخير لم يصدر أي بيان يؤكد أو ينفي تلك المعلومات.
ورغم أن إيران تبرأت من الترجيحات الأمريكية، التي تفيد بأن سيف العدل يتخذ من أراضيها مقرًا، إلا أن حالة من الصمت سادت موقف تنظيم القاعدة، بشأن تلك التقارير، ما أطلق موجة من التكهنات حول حالة التجاهل تلك.
مراقبون أرجعوا صمت تنظيم القاعدة، على التقارير التي رجحت تعيين سيف العدل زعيمًا له، إلى وجود أحد كبار قادة تنظيم القاعدة ويدعى إبراهيم البنا، بإحدى مقاطعات أفغانستان، لإجراء اجتماعات مع قيادات على مستوى رفيع تحت حماية استخبارات طالبان، من شأنها إعادة ترتيب البيت الداخلي للتنظيم، قبل أي إعلان محتمل.
وبحسب مصادر «السياق»، فإن هناك شخصية مهمة بالتنظيم تعيش في البلاد تحت إجراءات أمنية صارمة، تجري محادثات عالية المستوى مع البنا وشخصيات أخرى، في ظل إجراءات وصفتها بـ«غير المسبوقة» من طالبان، وحراسة على مستويات رفيعة.
حسم الخلافات
إلى ذلك، قال الخبير في شؤون الحركات الأصولية أحمد سلطان، في تصريحات لـ«السياق»، إن سيف العدل كان ألمح في رسالة باسمه الحركي الثاني «عابر سبيل» إلى توليه إمارة تنظيم القاعدة.
وأوضح الخبير في شؤون الحركات الأصولية، أنه كان هناك تعهد من قادة القاعدة بمبايعة واحد من 4 أمراء في التنظيم، حال قتل أيمن الظواهري أو طرأ أي أمر يعيقه عن أداء مهام عمله، مشيرًا إلى أن سيف العدل الناجي الوحيد من هؤلاء الأربعة، ما يعني أن يتولى إمارة التنظيم الإرهابي.
أسباب الصمت
وعن أسباب صمت القاعدة عن إعلان سيف العدل زعيمًا له، أكد سلطان أن التنظيم لا يرغب في التصريح بأن سيف العدل تولى إمارة التنظيم لأنه في إيران، ما من شأنه أن يطعن في شرعية توليه الإمارة، خاصة في أوساط الأجيال الأحدث من الجهاديين، ولدى بعض أفرع التنظيم الخارجية، التي بينها وبين إيران عداء.
وأشار الخبير في شؤون الحركات الأصولية، إلى أن إعلان تولي سيف العدل الإمارة، من شأنه تأكيد قتل أيمن الظواهري في كابل، ما يشكل إحراجًا لحركة طالبان، التي تكتمت على نبأ قتل أيمن الظواهري داخل منزل لشبكة حقاني، أحد مكونات الحركة، التي تحتفظ بعلاقاتها مع القاعدة.
أحد الأسباب كذلك، التي تدفع القاعدة لعدم إعلان تولي سيف العدل إمارة التنظيم، أن الأخير يحتفظ بوجوده في أفغانستان كمصدر قوة، بحسب أحمد سلطان، الذي قال إن قادة القاعدة في شبه القارة الهندية في أفغانستان، وكذلك بعض كبار قادة التنظيم بينهم أبو إخلاص المصري، الذي أعاد تنشيط كتيبة القيادي عمر الفاروق، وهي إحدى وحدات العمل الخاص، التي كان يتولى إمارتها قبل اعتقاله في عملية أمريكية عام 2010.
وشدد الخبير في شؤون الحركات الأصولية، على أن التنظيم لن يتخذ من أفغانستان قاعدة انطلاق عملياتية، لشن هجمات خارج البلد الآسيوي، حتى لا يثير حفيظة حركة طالبان، مؤكدًا أن سيف العدل سيظل في إيران لأنها لن تسمح له بمغادرتها.
طالبان كلمة السر
من جانبه، قال الباحث الأفغاني وأستاذ العلوم السياسية الدكتور نور الهدا فرزام السلام، في تصريحات لـ«السياق»، إن تجاهل القاعدة الحدیث عن تولي سیف العدل قیادة التنظیم، يعود إلى أسباب عدة، أولها اعتبار التنظيم أفغانستان ملاذًا آمنًا له، ما يعني أنه لن يعلق على أي تقارير من شأنها إحراج طالبان دوليًا.
وأوضح الباحث الأفغاني، أن طالبان کانت قد عاهدت المجتمع الدولي، بالتخلي عن تنظیم القاعدة وقطع العلاقة معه، ما دفع الولايات المتحدة إلى التحرك واستهداف زعیم القاعدة في أفغانستان، في اختبار لهذا الالتزام، مشيرًا إلى أنه إذا تحدث التنظیم الإرهابي عن تولي سيف العدل زعيمًا له، یعني أن طالبان تدعم القاعدة، وأنها لم تقطع علاقتها معه، وبذلك يمكن أن تخسر المكاسب السياسية التي حققتها -حتى الآن- على المستوى الدولي.
وأشار الباحث الأفغاني إلى أن علاقة طالبان قویة بالتنظیم الإرهابي، وتجبره على کتمان هذا الأمر حتى لا تفضح علاقتها أمام العالم، مؤكدًا أن هذا الصمت يعني وجود تحرکات خاصة بین قادة التنظیم، من شأنها إعادة تشكيل قياداته، وترتيب البيت الداخلي أولًا، قبل إعلان موقف التنظيم.