من هي جولي تشافيز مديرة حملة بايدن الجديدة؟
اختار بايدن جولي تشافيز رودريغيز، مستشارة البيت الأبيض، مديرة لحملته في انتخابات عام 2024.

السياق
قطع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشكوك المثارة في ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024، بإعلانه خوض الغمار ودخول حلبة المنافسة بشكل رسمي، ليظل اختيار الحزب الجمهوري للمرشح الآخر محل ترقب، في ظل صعوبات قانونية يواجهها الرئيس السابق دونالد ترامب.
وبعد انتظار وتأجيل أعلن بايدن (80 عامًا)، في فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، ترشحه لولاية ثانية، ليلحق ذلك اختياره لمديرة حملته الجديدة، المنصب الذي يلعب شاغله دورًا كبيرًا في استطلاعات الرأي، والتأثير في الناخبين وتوجيههم، وتنظيم الدعاية والحشود في المؤتمرات، والتنسيق مع وسائل الإعلام وجملة من المسؤوليات، التي تدفع كل مرشح نحو كرسي البيت الأبيض.
واختار بايدن جولي تشافيز رودريغيز(45 عامًا)، مستشارة البيت الأبيض، مديرة لحملته في انتخابات عام 2024.
من رودريغيز؟
هي حفيدة الزعيم العمالي الشهير سيزار تشافيز، وهو ناشط حقوق مدنية أمريكي من أصل مكسيكي، اشتهر بـ"نضاله" لتحسين ظروف العمل والمعيشة لعمال المزارع، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وهو أحد رموز الأوساط العمالية واليسارية، ويضع الرئيس بايدن تمثالًا نصفيًا له من البرونز على مكتبه في البيت الأبيض.
كثيرا ما وُصفت رودريغيز بأنها ناشطة منذ صغرها.
ونشأت حفيدته -مديرة حملة بايدن- في "سنترال فالي" بكاليفورنيا، ومنها تخرجت في جامعة بيركلي، واشتهرت بحضور التجمعات السياسية وممارسة التوعية المجتمعية، وتصفها وسائل إعلام مقربة من اليسار الأمريكي بأنها استمرت على نهج جدها في "الكفاح من أجل عمال المزارع".
وتقول وسائل إعلام أمريكية، إن رودريغيز ألقي القبض عليها في التاسعة من عمرها، أثناء توزيع منشورات بمخاطر المبيدات الحشرية، في احتجاج خارج أحد المحال التجارية.
"نعم نستطيع"
دخلت رودريجيز، معترك السياسة الأمريكية من بوابة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، بعد 8 سنوات من عملها مديرة للبرامج في المؤسسة التي تحمل اسم جدها "Cesar E. Chavez"،
وعملت لأول مرة في وزارة الداخلية الأمريكية، قبل أن تنضم إلى البيت الأبيض، لتصبح لاحقاً مساعداً خاصاً لأوباما.
وألهم قول شهير لجدها أطلقه في الستينات باراك أوباما، لتتخذه حملته شعارًا لها وهو ""Si se puede وترجم بالإنجليزية إلىYes we can "نعم نستطيع".
وأواخر عام 2016، عملت رودريجيز مديرة للحملة الانتخابية لكامالا هاريس -نائبة بايدن- للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا، وكذلك عملت معها لوقت قصير عام 2020 عندما أطلقت هاريس حملتها لمنصب الرئيس، قبل أن تتراجع وتنضم إلى بايدن وتكون نائبته، لتنضم رودريجيز إلى حملة بايدن السابقة كبيرة مستشارين، للإشراف على توعية الناخبين من أصل لاتيني، بعد مخاوف ديمقراطيين من فقدان الحزب دعم منشود من أصحاب الأصول اللاتينية، في ولايات رئيسة.
وبعد ذلك عينت مديرة لمكتب البيت الأبيض للشؤون الحكومية الدولية، وعام 2022 ترقت إلى منصب مستشارة أولى للرئيس بايدن، لتشغل أعلى منصب لم يسبقه لها أي شخص من أصول لاتينية في البيت الأبيض.
تحديات بايدن
ويواجه بايدن تحديات خطيرة، لم تقابله في حملته الأولى، التي حظي فيها بكرسي البيت الأبيض، إذ يعد عامل السن وترًا حساسًا يضرب عليه منتقدو الرئيس الحالي ومعارضوه، فبايدن الرئيس الأكبر سنًا، الذي ينتخب في الولايات المتحدة، ويبلغ الآن 80 عامًا، ويطلب من الأمريكيين إعطاءه مفاتيح البيت الأبيض وصولًا إلى بلوغه سن 86 عامًا.
وكثيرًا ما يقع بايدن في مواقف محرجة، سواء بالقول أم الفعل، وأمام كاميرات المصورين أو حشود الجماهير، ما جعله محط سخرية من كثيرين، بمن فيهم غريمه الأبرز الرئيس السابق دونالد ترامب.
وترامب الذي لا يفوت مناسبة إلا لمهاجمة بايدن وتسميته ببعض الصفات مثل "النعسان"، والتشكيك في قدراته العقلية و"ضياعه"، وارتباكه خلال عديد المناسبات والأحداث، سخر في آخر ظهور له من فيديو إعلان بايدن ترشحه لولاية رئاسية ثانية ولم يظهر فيه، قائلًا: "بالله عليك ألا يمكنك أن تقف وتعلن جديًا أنك مرشح؟".
التماس الأعذار
وخلص فحصان طبيان في نوفمبر 2021 وفبراير 2023 إلى أنه "في وضع صحي جيد" وأنه "مؤهل" لممارسة مهامه.
لكن على جو بايدن أن يتوقع، هو الذي اعتاد خطابات متشنجة ويميل إلى ارتكاب هفوات، والذي تبدو عليه علامات السن واضحة، تصاعد هجمات الجمهوريين التي تركز على وضعه الذهني.
وذلك في وقت بدأ فيه حملة تتضمن رحلات مع ممارسة أصعب الوظائف في العالم.
يقوم رده حاليًا على أسئلة تتعلق بسنه بالقول: "ووتش مي" (انظر الي)، أو بدعابات.
لكنه تطرق إلى هذه المسألة بشكل مباشر، وهو أمر نادر، خلال زيارته إلى إيرلندا.
وقال بايدن أمام برلمان دبلن: "أنا في نهاية مسيرتي المهنية وليس في بدايتها" موضحًا أنه اكتسب "بعض الحكمة" بمرور السنين.
وأضاف: "لديّ خبرة أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ الأمربكي. هذا لا يجعلني أفضل أو أسوأ إنما يمنحني بعض الأعذار".
مواجهة ترامب
ولم يخفِ جو بايدن واقع أنه يفضل أن يواجه دونالد ترامب في انتخابات 2024، لأنه سبق أن هزمه، ولأن الرئيس الجمهوري السابق (76 عامًا) الذي يخوض حملته الانتخابية، في نظر الديمقراطيين، يثير مخاوف وهمية، وأخيراً لأنه سيكون على الملياردير الأمربكي التوفيق بين جدول أعماله الانتخابي ومتطلبات قضيته أمام القضاء.
لكن على الديمقراطي البالغ من العمر 80 عامًا، تكييف حملته إذا ظهر منافس آخر أصغر سنًا أو أكثر اعتدالًا، مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
بالطبع يعتقد جو بايدن أن الإحصاءات معه، فالرؤساء الأمريكيون الذين يترشحون عمومًا ينتخبون لولاية ثانية في غالب الأحيان، لكن الرئيسي الثمانيني يتحدى، بسنه، السوابق التاريخية.
مخاطر اقتصادية
كما يعد الجانب الاقتصادي، التحدي الأكثر خطورة بالنسبة لبايدن بعد عامل السن، فكل شيء يشير إلى أن أكبر قوة اقتصادية في العالم تتجه نحو "هبوط هادئ"، أي نمو يتباطأ من دون أن يتسبب بانفجار البطالة.
لكن الانكماش ليس مستبعدًا، وتبقى الولايات المتحدة عرضة لصدمة خارجية، مثل نزاع دولي أو وباء جديد، أو صدمة في مجال الطاقة، أو كارثة مالية.
هذا في وقت تبدو فيه المعارضة الجمهورية مصممة على استخدام كل الأوراق الممكنة، للتصدي لمشاريع الموازنة، التي عرضها بايدن، وصولًا إلى حد التلويح بخطر التخلف عن السداد.