بطائرتين مسيرتين.. روسيا تعلن إحباط محاولة أوكرانية لإغتيال بوتين
أعلن الكرملين إحباط هجوم زعم أنه أوكراني على الرئيس الروسي، متوعدًا بالرد، قائلًا إن النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين.

السياق
بعد قرابة 14 شهرًا من العملية العسكرية الروسية، التي بدأتها في أوكرانيا، ومع تباطؤ المعارك على وقع صقيع الشتاء الذي لملم أوراقه، كانت كييف تستعد لمعركة الربيع، التي شحذت لها هممها، بضخ الغرب مساعدات في شرايين البلد الأوراسي.
ومع انتظار كييف لمزيد من المساعدات، وفي ضوء التدريبات التي يتلقاها جنودها في معسكرات غربية، استعدادًا لذلك الهجوم المزعوم، حاولت كييف نقل المعركة إلى الأراضي الروسية، بشن هجمات على أهداف رمزية، آخرها تلك التي تشنها من حين إلى آخر على إقليم القرم، الذي تحلم باستعادته.
إلا أنه وفي تحول قد يغير شكل المعركة في أوكرانيا، ويضع الأزمة أمام سيناريوهات خطيرة، استهدف هجوم الكرملين، في محاولة قالت عنها الرئاسة الروسية، إنها كانت تستهدف اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين.
محاولة اغتيال
أعلن الكرملين –الأربعاء- إحباط هجوم زعم أنه «أوكراني» على الرئيس الروسي، متوعدًا بالرد، قائلًا إن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».
وقالت إدارة الرئاسة الروسية، إن كييف حاولت –الثلاثاء- إطلاق طائرات مسيرة على مقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، مضيفة: «استهدفت طائرتان مسيرتان الكرملين، ونتيجة للإجراءات التي اتخذها الجيش والأجهزة الخاصة في الوقت المناسب باستخدام أنظمة حرب الرادار، تعطلت المسيرتان».
وبحسب الكرملين، فإن العمل الذي وصفه بـ«الإرهابي» لم تنتج عنه إصابة الرئيس الروسي بأذى، مشيرًا إلى أن جدول أعمال بوتين لم يتغير.
وبينما نشر الكرملين لقطات لهجمات الطائرتين، أكد أنه لم تقع أي إصابات خلال الهجمة، ومن تناثر شظايا الطائرات من دون طيار على أراضي الكرملين.
وعدت روسيا الهجوم على المقر الرئاسي عملًا إرهابًيا مخططًا، ومحاولة لاغتيال رئيس الدولة، مشيرة إلى أنها تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات انتقامية، أينما وكيفما تراه مناسبًا.
لقطات تظهر لحظة استهداف طائرة مسيرة لـ #الكرملين.#السياق #روسيا #أوكرانيا pic.twitter.com/gSISystE7d
— السياق (@alsyaaq) May 3, 2023
أين كان بوتين؟
بدوره، كشف المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، المكان الذي كان فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء الهجوم الإرهابي على الكرملين.
وقال بيسكوف، في الإفادة الصحفية الأربعاء، إن الرئيس كان في مقر إقامته بضواحي موسكو في نوفو أوغاريوفو، مشيرًا إلى أنه لم يصب بأي أذى، ولم يتغير جدول أعماله.
وقالت الرئاسة الروسية -الأربعاء- إن العرض العسكري الكبير الذي يُقام 9 مايو الجاري، للاحتفال بالنصر على ألمانيا النازية عام 1945 سيُنظم في موسكو، رغم الهجوم الذي استهدف بالمسيرات، الكرملين، واتُهمت أوكرانيا بالوقوف وراءه.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية، عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله: «العرض سيقام، لا تغيير في البرنامج».
حظر المسيرات
في السياق نفسه، قال عمدة مدينة موسكو سيرغي سوبيانين، إن العاصمة الروسية سوف تحظر إطلاق الطائرات المسيرة في سمائها من اليوم، باستثناء الطائرات المسيرة التي تستخدم بقرار من الدولة.
وأوضح عمدة المدينة، عقب نشر تفاصيل الهجمة التي استهدفت الكرملين: «قررنا فرض حظر على إطلاق الطائرات المسيرة في مدينة موسكو من اليوم، باستثناء الطائرات المسيرة التي تستخدم بقرارات من الدولة»، مشيرًا إلى أن «الإطلاق غير المصرح به لطائرة من دون طيار يعد جريمة وينطوي على مسؤولية إدارية وجنائية».
هل تورطت أوكرانيا؟
وتقول شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، إن الاتهام الروسي الذي وجهه الكرملين لأوكرانيا، من دون أدلة ولا رد فعل فوري من كييف، الأحدث في الحوادث المبلغ عنها، داخل روسيا وبعيدًا عن الخطوط الأمامية للحرب.
وبينما لم يصدر رد رسمي فوري من كييف، على محاولة الاغتيال المزعومة الفاشلة، فإن روسيا كثيرًا ما تتهم أوكرانيا بالتخطيط لهجمات داخل البلاد، وغالبًا ما قوبلت بالنفي.
وبعد كشف تفاصيل محاولة الاغتيال، نشر أندري يرماك، رئيس أركان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ثلاثة رموز تعبيرية للنيران على قناته في «تليغرام» من دون أي تعليق، لكنه حذف المنشور بعد فترة وجيزة.
وتقول رئيسة محطة «RT» الروسية الحكومية، إن «صقور الحرب الروس لهم وزنهم (...) ربما نبدأ بشكل حقيقي الآن؟»، في إشارة من مارغريتا سيمونيان، التي تعد من أكثر الشخصيات العامة المؤيدة للحرب في البلاد، على رد روسي كبير.
أطلقت كييف ومناطق أخرى وسط وشرق أوكرانيا، إنذارات جوية الأربعاء بعد وقت قصير من اتهام الكرملين أوكرانيا بمهاجمته بطائرات مسيرة أثناء الليل، في محاولة فاشلة لقتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
هل يعد الحادث محاولة اغتيال؟
تساءل بعض المحللين العسكريين عما إذا كان يمكن اعتبار الحادث المزعوم محاولة اغتيال، فقال مايكل أ. هورويتز، محلل جيوسياسي وأمني، ورئيس الاستخبارات في لو بيك للاستشارات: «يبدو أن أوكرانيا (بافتراض أنها كانت أوكرانيا) تحاول إعادة الحرب إلى روسيا، بضرب أهداف رمزية».
يأتي الحادث المزعوم بعد 14 شهرًا من «الغزو» الروسي لأوكرانيا وقبل هجوم مضاد متوقع من قبل جيش كييف.
ونفى مسؤول رئاسي أوكراني كبير الاتهام، وقال إنه يشير إلى أن موسكو تعد «لاستفزاز إرهابي» على نطاق واسع.