بينها أوكرانيا ولبنان.. محادثات بين ولي العهد السعودي وماكرون تشمل ملفات عدة
المحادثات السعودية الفرنسية، تتضمن ملفات دولية عدة أبرزها لبنان والعراق والسودان، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية وسبل مساهمة السعودية في تسريع إنهاء الحرب بناءً على طلب فرنسي

السياق
بدأت في العاصمة الفرنسية باريس -الجمعة- جلسة محادثات سعودية فرنسية، بعد وصول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى قصر الإليزيه، حيث كان في استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
بدأت المباحثات على مأدبة غداء، وستركّز على العلاقات الثنائية، وكذلك على "تحديات الاستقرار الإقليمي"، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
تتضمن المحادثات السعودية الفرنسية، ملفات دولية عدة أبرزها لبنان والعراق والسودان، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية وسبل مساهمة السعودية في تسريع إنهاء الحرب بناءً على طلب فرنسي. كما تشمل المناقشات أيضًا العلاقات الثنائية في مجالات عدة منها الاقتصادية والعسكرية والثقافية.
وتنأى السعودية بنفسها إلى حدّ ما في الملف الأوكراني، وقد دعت إلى إنهاء الحرب.
حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -الشهر الماضي- جانبًا من قمة جامعة الدول العربية، التي استضافتها المملكة بمدينة جدّة، في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط، منذ بدء الغزو الروسي لبلاده.
حينها، وضع ماكرون طائرة حكومية فرنسية بخدمة زيلينكسي، نقلته إلى جدّة ثمّ إلى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة السبع.
كانت الرياض صوّتت لصالح قرارات مجلس الأمن، المندّدة بالغزو الروسي وضمّ موسكو مناطق شرقي أوكرانيا، لكنّها في الوقت نفسه واصلت التنسيق -بشكل وثيق- مع روسيا في السياسات النفطية. وتوسّطت في عملية تبادل للأسرى بين كييف وموسكو.
ويسعى ماكرون إلى إقناع دول غير منحازة -على غرار الصين والهند وكذلك السعودية- بالضغط على موسكو لإنهاء حربها على أوكرانيا.
ورأى الرئيس الفرنسي أن زيارة زيلينسكي لجدّة سمحت "بالحصول على دعم واضح جدًا من السعودية وقوى كبرى في المنطقة".
محاربة الفقر
خلال وجوده في فرنسا، يشارك ابن سلمان في قمة "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد" التي ينظّمها ماكرون بباريس في 22 و23 يونيو.
كما يشارك -الاثنين المقبل- في حفل استقبال رسمي تنظمه المملكة بمناسبة ترشّح الرياض رسميًا لاستضافة إكسبو 2030، وهي مسألة ترغب الرياض في الحصول على دعم فرنسي فيها.
ويناقش الرئيس الفرنسي مع ضيفه، التحضيرات لهذه القمة الهادفة إلى "جمع التمويل الخاص والعام وتركيزه، حيث تشتد حاجة العالم والناس إليه، لمحاربة الفقر وقيادة التحوّل المناخي الضروري وحماية التنوع البيولوجي"، حسب ما أوضح الجانب الفرنسي.
حرب أوكرانيا
وكشف مصدر رئاسي فرنسي، أن الرئيس ماكرون سيطلب من ولي العهد السعودي، المساعدة في إنهاء الحرب بأوكرانيا.
وقال المصدر الرئاسي الفرنسي، عشية استقبال ولي العهد السعودي في الإليزيه، إن فرنسا ستدعم رسمياً ترشّح السعودية لاستضافة "إكسبو 2030".
وأضاف أن "ماكرون سيناقش مع ولي العهد، الجمعة، قضايا نهتم بها معاً كالاستقرار في لبنان والعراق".
وذكر أن فرنسا تنتظر من السعودية، أن تلعب دوراً مع روسيا ضمن مجموعة العشرين، للتشجيع على محادثات بشأن أوكرانيا، وذلك في مصلحة الجميع، بما في ذلك دول الجنوب والسعودية.
أزمة لبنان
على صعيد آخر، يُتوقّع أن يطلب الرئيس الفرنسي من ولي العهد، أن يستخدم نفوذ السعودية في لبنان، لكسر الجمود السياسي الذي أدّى إلى فشل البرلمان مرارًا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كان آخرها الأربعاء، وسط انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه، وينذر بإطالة الشغور الرئاسي، على وقع انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.
وعيّن الرئيس الفرنسي وزير الخارجية السابق جان-إيف لودريان "مبعوثًا خاصًا إلى لبنان" لمحاولة المساعدة في التوصل إلى مخرج من المأزق السياسي، ويُتوقع أن يزور السياسي المخضرم بيروت قريبًا.
حل وسط
يشير الباحث ديني بوشار، المستشار لشؤون الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إلى أن الرياض قد "تلعب دورًا لتخفيف حدّة موقف حزب الله، من خلال إيران، للتوصل إلى حلّ وسط" بشأن الرئاسة في لبنان.
ويضيف: "المسألة هي معرفة ما إذا كانت مصالحة السعودية وإيران يمكن أن تسهم في تهدئة الساحة السياسية بلبنان".
وأعلنت السعودية وإيران -مارس الماضي- استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، في اتفاق مفاجئ أُبرم برعاية الصين، ما أنعش آمالاً بحلحلة ملفات إقليمية عدة.