قبل ساعات من الانتخابات.. انسحاب مفاجئ لمنافس أردوغان من السباق
قال إنجه الذي نال ما بين 2 و4% من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة، خلال مؤتمر صحافي: أسحب ترشيحي للانتخابات.

السياق
تعد المعارضة التركية بقيادة كمال كيليتشدار أوغلو في حال فوزها في الانتخابات الأحد، بالعودة الى دبلوماسية هادئة مع أوروبا وحلفائها الغربيين وإعادة العلاقات مع سوريا المجاورة، في وقت أعلن محرم إنجه أحد المنافسين الأربعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالانتخابات، انسحابه من السباق.
وقال إنجه الذي نال ما بين 2 و4% من نوايا التصويت في استطلاعات الرأي الأخيرة، خلال مؤتمر صحافي: "أسحب ترشيحي" للانتخابات، وفق فرانس برس.
نقص الديمقراطية
تركيا، القوة الإقليمية التي تعدّ 85 مليون نسمة والعضو في حلف شمال الأطلسي الذي تتولى حماية ضفته الشرقية، والواقعة استراتيجيا بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، ابتعدت تدريجيا عن روابطها بالغرب في ظل رئاسة رجب طيب اردوغان.
وقال أحمد اونال تشفيكوز المستشار الخاص لخصم اردوغان في الانتخابات الرئاسية في 14 مايو لوكالة فرانس برس إن "غالبية مشاكلنا مع الاتحاد الاوروبي ناجمة عن نقص الديموقراطية في تركيا".
وقد أعلن مرشح المعارضة كأولوية حزبه "حزب الشعب الجمهوري" (اجتماعي-ديموقراطي أسسه مصطفى كمال اتاتورك) والتحالف الذي يدعمه، باستئناف عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
هذه العملية المجمدة بحكم الأمر الواقع منذ حوالى 15 عاما بسبب تردد بعض الدول الأوروبية بينها فرنسا، "ستدعم إرساء الديموقراطية في تركيا" بحسب تشفيكوز.
ويرغب المسؤول في الحفاظ على الاتفاق المبرم مع الاتحاد الأوروبي عام 2016 والذي ينص على ان تبقي تركيا المهاجرين، معظمهم من السوريين، على أراضيها مقابل ستة مليارات يورو لكن يجب "تنشيط هذا الاتفاق وحتى إعادة النظر به لتعزيز فعاليته" بحسب تشفيكوز.
عودة السوريين
وقال إن "المشكلة تتعلق بأوروبا بقدر ما تتعلق بتركيا وهي بلد يقصده المهاجرون ويعبرون من خلاله. لكن الاتحاد الأوروبي ليس لديه سياسة هجرة".
وشدد على ان "الأمر الأكثر أهمية هو أن يطور سياسة هجرة وأن ينسق الاستراتيجيات الوطنية للدول الأعضاء فيه".
وتستقبل تركيا حوالى خمسة ملايين لاجئ بينهم 3,7 مليون سوري على الأقل وقد وعد حزب الشعب الجمهوري بإعادتهم في غضون عامين "على أساس طوعي وبكرامة".
وبشكل عام، تعتزم المعارضة طي صفحة دبلوماسية تقوم على الوعود.
وتعتزم ايضا أن تلعب دورا كاملا داخل حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي اليه تركيا "منذ 70 عاما" كما ذكر المستشار.
وقال "الدفاع التركي تعزز كثيرا من خلال العضوية في حلف الاطلسي، الذي نعلق عليه أهمية كبرى خصوصا بعد العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا" منددا بقيام اردوغان بشراء نظام الدفاع المضاد للصواريخ الروسي أس-400 باعتباره "خطأ".
وأضاف "لقد كلفنا غاليا واستبعدنا عن برنامج (المقاتلات الأميركية) أف-35 الذي تأمل تركيا في الانضمام اليه مجددا.
شراكة فعلية
في ما يتعلق بانضمام السويد الى حلف الأطلسي الذي يعرقله اردوغان منذ سنة، اعترف تشفيكوز بجهود ستوكهولم للرد على "مخاوف" أنقرة التي تتهم السويد بإيواء "إرهابيين أكراد".
وأضاف ان تغيير الدستور وقانون مكافحة الإرهاب الذي سيحصل في البرلمان في 1 حزيران/يونيو "سيسهل وصولها الى الحلف".
لكنه يدعو في الوقت نفسه للحفاظ على "توازن بين حلفائنا في حلف شمال الأطلسي وجارتنا المهمة، روسيا" المطلة مثل تركيا على البحر الأسود.
وقال "سيحل زمن السلام وسيكون من الضروري إعادة التعامل بشكل سلمي وبناء مع روسيا من أجل مستقبل الأمن في أوروبا"، مؤكدا أنه يشاطر بذلك "رأي الرئيس (الفرنسي ايمانويل) ماكرون".
أخيرا، تحدث تشفيكوز عن الأولوية الأخرى للفريق الجديد وهي إعادة الحوار مع سوريا في أسرع وقت ممكن.
وقطعت العلاقات بين أنقرة ودمشق منذ بدء الحرب في 2011، ورغم الجهود الأخيرة التي بذلتها موسكو للتقريب بينهما، فإن الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعيد مؤخرا الى صفوف الجامعة العربية، فرض شرطا وهو انسحاب الجيش التركي من مواقع يحتلها في شمال شرق سوريا "بهدف حماية حدوده".
وقال مستشار مرشح المعارضة الذي حافظ حزبه دائما على التواصل مع إدارة الأسد، "نريد استئناف حوار غير مشروط".
ويرى ان العودة الموعودة "لسيادة القانون والفصل بين السلطات سيغيران على الفور صورة تركيا التي ستصبح مجددا شريكا فعليا".