تخريب خطي نورد ستريم.. روسيا تطلب جلسة لمجلس الأمن بعد اتهامات لواشنطن
يعتزم مجلس الدوما الروسي، الخميس، النظر في اقتراح إجراء تحقيق دولي عاجل، في الهجوم على خطي أنابيب الغاز نورد ستريم.

السياق
من يقف وراء عمليات تخريب خطي نورد ستريم في سبتمبر الماضي؟ يبدو أن لا إجابة قاطعة -حتى الآن- وسط تبادل روسيا والغرب الاتهامات.
وعقب تحقيق لصحفي أمريكي، اتهم فيه واشنطن بالتورط في تخريب الخط، طلبت روسيا اجتماعًا لمجلس الأمن الدولي، بشأن المعلومات الجديدة عن التفجيرات، كما طالبت واشنطن بإثبات أنها ليست وراء عملية التخريب.
كان الكاتب الأمريكي، سيمور هيرش، فجَّر مفاجأة بشأن المسؤول عن تخريب خطوط أنابيب التيار الشمالي "نورد ستريم"، وأكد -في تحقيق له- أن "الولايات المتحدة نفذت عملية بحرية، لا تزال سرية حتى الآن، لتخريب خط نورد ستريم".
بدوره، قال النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، عبر قناته في "تليغرام": "في ضوء المعلومات الجديدة المتعلقة بتفجيرات خطوط أنابيب غاز نورد ستريم، طلبنا اجتماعًا لمجلس الأمن الدولي في 22 فبراير".
كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد قال -في معرض رده على العقوبات الأوروبية الجديدة- إن الجانب الروسي يعدّ لاجتماع خاص في مجلس الأمن، للتحقيق في تفجيرات خطي أنابيب "نورد ستريم"، متهمًا الغرب بالكذب بشأنها.
تحقيق عاجل
إلى ذلك، يعتزم مجلس الدوما الروسي، الخميس، النظر في اقتراح إجراء تحقيق دولي عاجل، في الهجوم على خطي أنابيب الغاز "نورد ستريم".
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة قولها، الخميس، إن على واشنطن محاولة إثبات أنها ليست وراء تخريب خطي أنابيب نورد ستريم، لنقل الغاز من روسيا إلى غرب أوروبا.
وقالت السفارة -في بيان- إن موسكو تعد تخريب خطي أنابيب نورد ستريم1 و2 في سبتمبر الماضي "عملًا من أعمال الإرهاب الدولي" وإنها لن تسمح بأن يظل الأمر طي الكتمان.
وسبق أن نفى البيت الأبيض "بشكل قاطع"، ما أورده تقرير الصحفي الاستقصائي البارز سيمور هيرش، الذي اتهم فيه واشنطن بـ"الوقوف وراء تخريب" خط أنابيب الغاز "نورد ستريم" العام الماضي.
ووصفت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، تقرير هيرش على حسابه في منصة النشر الذاتي "سابستاك"، بأنه "من نسج الخيال".
كما أعاد متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تأكيد نفي البيت الأبيض، واصفًا التقرير بأنه "كاذب تمامًا وبشكل مطلق".
وردًا على سؤال عن ادعاء هيرش بأن أوسلو دعمت العملية، قالت وزارة الخارجية النرويجية إن "هذه المزاعم كاذبة"، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.
كانت الدول الغربية، حمّلت موسكو مسؤولية تفجير خط الأنابيب في سبتمبر، ما فاقم الغضب ضد موسكو في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
لكن التحقيقات التي أجرتها السلطات السويدية والدنماركية والألمانية لم تتوصل -حتى الآن- إلى هوية الدولة أو الجهة الفاعلة.
وكانت السويد والدنمارك، اللتان وقعت التفجيرات بمنطقتيهما الاقتصاديتين الخالصتين، خلصتا -إثر تحقيقات- إلى تفجير خطوط الأنابيب عمدًا، لكنهما لم تحددا المسؤول، بينما اتهمت موسكو حينها الغرب بالمسؤولية.
يذكر أن أربع عمليات تسرب كبيرة رُصدت في 26 أكتوبر الماضي، في خطي الأنابيب نورد ستريم1 و2 قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية، اثنتان في المياه السويدية الاقتصادية، وأخريان في مياه الدنمارك.
تحقيق صحفي
كشف الكاتب الأمريكي، سيمور هيرش، تفاصيل تخريب خطوط أنابيب التيار الشمالي "نورد ستريم".
وزعم أن "غواصين في البحرية الأمريكية عمدوا، في يونيو الماضي، بمساعدة من النرويج، إلى زرع متفجرات على خط الأنابيب، الذي يمتد بين روسيا وألمانيا تحت مياه بحر البلطيق، ليفجروها بعد 3 أشهر".
وذكر أنه خلال مناورات حلف الناتو "بالتوبس"، في صيف 2022، زرع غواصون أمريكيون متفجرات تحت أنابيب الغاز، وعقب ذلك فعلها النرويجيون بعد 3 أشهر.
وقال هيرش إن الرئيس الأمريكي جو بايدن قرر تخريب "نورد ستريم" بعد أكثر من 9 أشهر من المناقشات السرية مع فريق الأمن القومي.
ووفقًا له، كان البيت الأبيض يخشى أنه بسبب عمل الخط، لن ترغب ألمانيا في تقديم المساعدات لأوكرانيا.
ورأى الصحفي أن "واشنطن وشركاءها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) المناهضين لروسيا عدوا نورد ستريم1 تهديدًا للهيمنة الغربية".
ومنذ بدء النزاع في أوكرانيا، كان خطا الأنابيب، اللذان يربطان روسيا بألمانيا، في صلب التوترات الجيوسياسية، بعد قرار موسكو قطع إمدادات الغاز عن أوروبا، ردًا على العقوبات الغربية، التي فُرضت عليها، بسبب العملية العسكرية، التي أطلقتها على أراضي الجارة الغربية في 24 فبراير الماضي.
كان خط نورد ستريم1 يشكل خطورة، من وجهة نظر "الناتو" وواشنطن، لكنهم أدركوا أن نورد ستريم2، الذي اكتمل إنشاؤه في سبتمبر 2021، سيضاعف كمية الغاز الرخيص، التي ستكون متاحة لألمانيا، إذا حظي بموافقة المنظمين الألمان".
ووقعت هجمات في 26 سبتمبر 2022 على خطي أنابيب تصدير الغاز الروسي إلى أوروبا في وقت واحد.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الانفجار الذي استهدف خط أنابيب الغاز نورد ستريم "هجوم إرهابي واضح".