من الخطف إلى التحرير.. تفاصيل 72 ساعة حسمت مصير سعودي اختُطف في لبنان
هنأ نجيب ميقاتي الجيش اللبناني، على الجهد الكبير الذي بذله للإفراج عن المطيري، وتوقيف المتورطين في عملية الخطف.

السياق
72 ساعة كانت كفيلة بحسم مصير سعودي، اختُطف في لبنان فجر الأحد، في حادث أثار مخاوف من تأزم العلاقات السعودية اللبنانية، بالنظر إلى تفاصيل الواقعة، ومكان حدوثها.
تلك الساعات الثقيلة حسمها الجيش اللبناني –الثلاثاء- ببيان مقتضب، أعلن فيه انتهاء أزمة السعودي المختطف في لبنان، مشاري المطيري، مؤكدًا أن دورية من مديرية المخابرات تمكنت من تحريره، بعد عملية نوعية على الحدود اللبنانية السوية، وتوقيف عدد من المتورطين في عملية الخطف.
ماذا حدث في الساعات الماضية؟
بداية الأزمة كانت بتداول وسائل إعلام لبنانية -الاثنين- معلومات تفيد باختطاف السعودي في ضاحية بيروت، مشيرة إلى مخاوف من تورط حزب الله في الواقعة.
وبعد سويعات، أكد وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، في «تويتر»، حادث الاختطاف، قائلًا: "نتابع مع شعبة المعلومات بقوى الأمن الداخلي قضية اختطاف سعودي في بيروت"، مضيفًا: "نحن على تواصل لمعرفة أدق التفاصيل مع السفير السعودي في لبنان وليد بخاري".
وأكد وزير الداخلية اللبناني، أن سلطات بلاده تعمل على تحرير السعودي، قائلًا: «دائمًا وبيد من حديد نعمل لتحرير أي مواطن يتعرض لأي أذى على أرض لبنان»، مشيرًا إلى أن «ما حدث يمس بعلاقة لبنان مع أشقائه وسيكون عقاب الفاعلين قاسيًا».
بعد ساعات، أصدرت السفارة السعودية في لبنان بيانًا، قالت فيه، إنها تلقت بلاغًا من ذوي أحد المواطنين، الذي فقد الاتصال به فجر الأحد، مشيرة إلى أنها تتواصل مع السلطات الأمنية اللبنانية على أعلى المستويات، لكشف ملابسات اختفاء المواطن.
وقالت وسائل إعلام سعودية، نقلًا عن مصادرها، إن الرياض طلبت من موظفيها الدبلوماسيين في لبنان البقاء في منازلهم.
ماذا عن المختطف؟
بحسب وسائل إعلام سعودية وبيان الجيش اللبناني، فإنه السعودي مشاري المطيري، مشيرة إلى أنه اختُطف فجر الأحد، من منطقة زيتونة باي، على الواجهة البحرية لبيروت.
وتقول تقارير محلية، إن المواطن الذي يعمل لشركة تعمل لمصلحة الخطوط الجوية السعودية، كان يقود سيارة غراند شيروكي، مثبتًا عليها لوحة لبنانية ومسجلة باسمه، مؤكدة أن الخاطفين يطالبون بفدية قدرها 400 ألف دولار.
ماذا عن عملية الخطف؟
نقلت «فرانس 24» عن مصدر أمني بارز قوله، إن المعلومات تفيد بأن السعودي اختُطف من مجهولين بثياب أمن، بسيارة رباعية الدفع عند واجهة بيروت البحرية، حيث كان في أحد المطاعم، مشيرًا إلى أن الخاطفين يموهون باستخدام هاتفه الذي رُصد بمناطق مختلفة في بيروت ومحيطها.
وبينما أكد أنه لا تتوافر أي معلومة عن هويتهم، أشار إلى أن عملية الخطف كانت بطريقة احترافية، في أسلوب يعتمد لأول مرة منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، ممثلاً في اختطاف رعايا أجانب من قبل منتحلي صفة رجال أمن.
هل هي الواقعة الأولى؟
رغم أن الواقعة ليست الأولى، فإنه نادرًا ما شهد لبنان -في السنوات الأخيرة- عمليات خطف لرعايا عرب أو أجانب.
وتعود آخر واقعة مماثلة إلى يوليو 2022، حين اختُطف سعودي لدى وصوله إلى مطار بيروت.
ماذا بعد؟
عملية خطف السعودي، أثارت انتقادات محلية ومطالب بضرورة ضبط الوضع الأمني في لبنان، إذ شدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، على ضرورة ضبط الوضع الأمني وعدم السماح بأي تهديد لأمن اللبنانيين والرعايا الموجودين في لبنان، مؤكدًا أن الحادثة مُدانة بكل المعايير.
وهنأ ميقاتي الجيش، على الجهد الكبير الذي بذله للإفراج عن المطيري، وتوقيف المتورطين في عملية الخطف.
وشدد رئيس الحكومة اللبنانية على حرص حكومته «على عودة جميع الإخوة العرب إلى لبنان ومنع أي تهديد لهم، إضافة إلى منع استخدام الأراضي اللبنانية لأي عمل يهدد أمن الدول العربية وسلامتها».
وبينما طالب برلمانيون بضرورة محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الواقعة، منعًا لتكرارها، بما يهدد أمن لبنان واستقراره، قال عضو مجلس النواب نعمة إفرام: نحن نبحث في لبنان عن نقاط تلاقٍ، خاصة بعد قمة جدة، مشيرًا إلى أنه على الدولة اللبنانية تثبيت قدرتها على التصرف بأسرع طريقة، ممكنة وبأعلى مستوى من الاحتراف، لتجنُّب الانزلاق إلى مكان شديد الخطورة.
وقال عضو مجلس النواب أحمد الخير في «تويتر»، إن «اختطاف السعودي في لبنان عمل مشين ومدان» مشيدًا بجهود القوى الأمنية في متابعة هذه القضية وكشف ملابساتها.
بدوره، قال عضو كتلة الكتائب البرلماني إلياس حنكش في «تويتر» أيضًا، إن الدولة اللبنانية أمام اختبار لفرض قوتها وهيبتها على الفلتان المفتعل لضرب علاقات لبنان بالسعودية والموسم السياحي المقبل.