خلفاً للظواهري.. هل تولّى سيف العدل قيادة تنظيم القاعدة؟

سيف العدل مدرج في القائمة السوداء لعقوبات الأمم المتحدة باسم محمد صلاح الدين عبدالحليم زيدان، وُلد بمصر، في يناير 2001.

خلفاً للظواهري.. هل تولّى سيف العدل قيادة تنظيم القاعدة؟
سيف العدل

ترجمات - السياق

رغم مرور قرابة سبعة أشهر على قتل زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري، في غارة أمريكية بطائرة مسيرة بالعاصمة الأفغانية كابل، فإن التنظيم الإرهابي لم يعلن خليفة القيادي الإرهابي.

إلا أن خبراء في الأمم المتحدة، قالوا إن الرأي السائد بين الدول الأعضاء، أن قيادة «القاعدة» انتقلت إلى سيف العدل، الذي كان مسؤولاً عن أمن أسامة بن لادن، ودرَّب بعض الخاطفين المتورطين في هجوم 11 سبتمبر على الولايات المتحدة.

لجنة الخبراء الأممية قالت، في تقرير لمجلس الأمن الدولي الاثنين، إنه بينما لم يعلن استبدال سيف العدل بأيمن الظواهري، الذي قُتل في غارة أمريكية، لكن في المناقشات التي جرت في نوفمبر وديسمبر الماضيين، تبنى عديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وجهة نظر مفادها أن سيف العدل تولى -بشكل فعلي بلا منازع- زعامة تنظيم القاعدة.

ورغم ذلك، فإن التقييمات تختلف على سبب عدم إعلان تنظيم القاعدة تولي العدل قيادته، فبعض الخبراء قالوا إن دولًا تشعر بأن وجود الظواهري في كابل أحرج حكام طالبان، الذين يسعون إلى الشرعية، ما دفع «القاعدة» إلى اختيار عدم تفاقم ذلك، من خلال الاعتراف بقتله، حسب «أسوشيتد برس».

وقالت لجنة الخبراء الأممية، في تقريرها الذي نشرته وكالة الأنباء الأمريكية: «مع ذلك، يرى معظم تلك الدول، أن من أسباب عدم إعلان خلافة سيف العدل للظواهري -كذلك- وجوده في إيران، الأمر الذي أثار معضلات دينية طائفية وعملياتية كبيرة للقاعدة».

طموحات القاعدة

وفي حين أشارت اللجنة، إلى أن إحدى الدول رفضت المزاعم بأن أيًا من فروع القاعدة موجود في إيران، قالت اللجنة إن موقع سيف العدل «يثير تساؤلات من شأنها أن تؤثر في طموحات القاعدة لقيادة حركة عالمية، بمواجهة تحديات داعش».

وقالت اللجنة، في تقريرها، إن سيف العدل مدرج في القائمة السوداء لعقوبات الأمم المتحدة باسم محمد صلاح الدين عبدالحليم زيدان، وُلد بمصر، في يناير 2001، بحسب «أسوشتدبرس».

وبحسب الأمم المتحدة، فإن العدل تولى منصب القائد العسكري للقاعدة، بعد قتل محمد عاطف -أحد كبار مساعدي بن لادن- بهجوم أمريكي في نوفمبر 2001.

وتقول الأمم المتحدة إنه إضافة إلى أنه رئيس أمن بن لادن، تولى سيف العدل تعليم المسلحين استخدام المتفجرات ودرب بعض الخاطفين المتورطين في الهجوم بالولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001، مشيرة إلى أنه درب -أيضًا- مقاتلين صوماليين قتلوا 18 جنديًا أمريكيًا في مقديشو بالصومال عام 1993.

وبحسب «أسوشتد برس»، فإن سيف العدل مطلوب من السلطات الأمريكية في ما يتعلق بتفجيرات أغسطس 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في دار السلام بتنزانيا ونيروبي بكينيا.

ووفقًا للتقرير، فإن التهديد من "القاعدة" و«داعش» والجماعات التابعة لهما «لا يزال مرتفعًا في مناطق الصراع والدول المجاورة» مع ظهور إفريقيا في السنوات الأخيرة «باعتبارها القارة التي يتطور فيها الضرر الذي يلحقه الإرهاب بأكبر قدر ممكن، بسرعة وعلى نطاق واسع».

 

تساؤلات حائرة

وقالت اللجنة إن قيادة «داعش» أصبحت أيضًا مثار تساؤل، بعد إعلان التنظيم الإرهابي، في 30 نوفمبر قتل أبو الحسن الهاشمي القريشي في معركة الشهر السابق، وهو ثاني زعيم للتنظيم يقتل عام 2022.

وقال الخبراء: «أعلِن الزعيم الجديد باسم أبو الحسين الحسيني القرشي، بينما لم تعرف هويته».

وأشارت الدول الأعضاء إلى تعهدات بالولاء لأبو الحسين من المنتسبين إلى «داعش» على نطاق واسع من دون معرفة هويته ولا صفاته كقائد.

ويقول الكاتب والباحث عبدالباسط خان، في مقال بصحيفة عرب نيوز، إن القيادة أمر أساسي للجماعات المسلحة، وتشكل الجزء الأهم من عملية صنع القرار، مشيرًا إلى أن كبار القادة لا يحددون الاتجاهات الاستراتيجية لمجموعاتهم فحسب، بل طبيعة ونطاق أنشطتهم أيضًا من الناحية التشغيلية والأيديولوجية.

وأشار إلى أن الخلفيات والتصرفات والخبرات التي يتمتع بها القادة المسلحون وقت تعيينهم، تقدم رؤى مهمة للمسارات المستقبلية لمجموعاتهم، مؤكدًا أنه بعد قتل أو وفاة زعيم متشدد، تقدم عملية الخلافة أيضًا مؤشرات رئيسة لوضع المجموعة، فإذا كانت الخلافة سلسة وخالية من الاحتكاك، من المرجح أن تكون المجموعة متماسكة وسليمة.

على العكس من ذلك، إذا أثارت الخلافة نزاعات على القيادة وخلافات بين الفصائل، ربما تكافح الجماعة للحفاظ على تماسكها التنظيمي.

القاعدة، التي تحولت إلى أفغانستان، لم تعترف رسمياً بقتل أيمن الظواهري، ولم تعين خليفته، تاركة المجال مفتوحاً للتكهنات وترويج الشائعات، بحسب خان، الذي قال إن التأخير الذي لا يمكن تفسيره في إعلان خليفة الظواهري، يثير تساؤلات حاسمة عن مكانة القاعدة.

 

3 عوامل

ورجح خان ثلاثة عوامل، كانت وراء تأخير إعلان زعيم «القاعدة» الجديد، أولها أن التنظيم لم يعترف رسمياً بقتل الظواهري، رغم أن بعض المنشورات الدعائية للقاعدة بدأت استخدام ألفاظ: «رحيم الله أو رحمه الله»، بعد اسم الظواهري.

وأشار إلى أن تعيين زعيم جديد، من دون الاعتراف بوفاة القادة الحاليين، يبدو غير منطقي، مؤكدًا أن القاعدة قد تفعل ذلك بدافع من طالبان، لتجنب أي حرج دبلوماسي لطالبان.

وبموجب اتفاقية الدوحة 2020، وافقت طالبان على عدم إيواء قادة إرهابيين أجانب، أو السماح باستخدام الأراضي الأفغانية، في هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

وأكد أن «القاعدة» تستغل وقتها في الاعتراف بالتطورات المهمة وفي إعلان القرارات الحاسمة، فعلى سبيل المثال، اعترفت رسميًا بارتكاب هجمات سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة عام 2004.

 

العامل الثاني

العامل الثاني في تأخر إعلان القاعدة قتل الظواهري، يتمثل في التهديدات المحدقة بحياة القائد الجديد المحتمل، ففي السنوات الأربع الماضية، قُتل عديد من قادة القاعدة في إيران وأفغانستان.

على سبيل المثال، قُتل زعيم القاعدة في شبه القارة الهندية عاصم عمر بأفغانستان في أكتوبر 2019، وتحييد ابن بن لادن وزعيم القاعدة المستقبلي حمزة بن لادن في غارة جوية بأفغانستان في أغسطس 2019، إضافة إلى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أبو محمد المصري، الذي جرت تصفيته في إيران من المخابرات الإسرائيلية.

وبينما رجح أن يكون خلف الظواهري سيف العدل، الذي يعيش في إيران، توقع خان، أنه لن يغادرها بسبب تهديدات وشيكة على حياته، فبعد قتل الظواهري، لم تجد القاعدة أفغانستان آمنة تحت حكم طالبان آمنة لقادتها، لذا، فإن الجماعة المتشددة العابرة للحدود تضع وقتها وتتعمد عدم إعلان زعيم جديد، حتى تجد ملاذاً آمناً لقادتها.

 

العامل الثالث

رغم أن القاعدة جماعة مسلحة منضبطة ذات هياكل بيروقراطية راسخة، فإنها ليست لديها خطة خلافة محددة، فكان انتقال القيادة من ابن لادن بعد قتله في مايو 2011 سلسًا وسريعًا.

إلا أنه مع ذلك، فمنذ نشأة القاعدة عام 1988، كان لها زعيمان فقط، وعلى عكس الجماعات المسلحة الأخرى، لم تمر بمرحلة انتقالية في القيادة بشكل متكرر.