بعد تحليقه في سماء أمريكا... منطاد تجسس صيني فوق كندا
أعلن البنتاغون أنه يرصد تحركات منطاد تجسس صيني، يحلق على ارتفاع شاهق فوق الأراضي الأمريكية ومواقع عسكرية حساسة، قائلًا إنه لا يشكل أي تهديد.

السياق
بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة، رصد منطاد قالت إنه صيني للتجسس، أعلنت السلطات الكندية أنها ترصد ما يبدو أنه منطاد تجسس صيني ثان.
وقالت وزارة الدفاع الكندية، في بيان:"كُشف عن منطاد للمراقبة على ارتفاعات عالية، وتتبع قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية تحركاته بنشاط".
وأكد البيان أن الكنديين بأمان، وأن كندا تتخذ خطوات لضمان أمن مجالها الجوي، بما في ذلك مراقبة منطاد ثان محتمل، مشيرة إلى أن قيادة دفاع الفضاء الجوي الأمريكية الشمالية، والقوات المسلحة الكندية، ووزارة الدفاع، إضافة إلى شركاء يقيِّمون الوضع والعمل بتنسيق وثيق.
وذكرت أن أن وكالات الاستخبارات الكندية تعمل مع الشركاء الأمريكيين، وتواصل اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المعلومات الحساسة لكندا، من تهديدات الاستخبارات الأجنبية.
البنتاغون يتأهب
وقبل ساعات، أعلن البنتاغون أنه يرصد تحركات منطاد تجسس صيني، يحلق على ارتفاع شاهق فوق الأراضي الأمريكية ومواقع عسكرية حساسة، قائلًا إنه لا يشكل أي تهديد.
يأتي ذلك قبل أيام من زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين، أكبر خصوم واشنطن.
وبناءً على طلب الرئيس جو بايدن، بحث البنتاغون إمكان إسقاط المنطاد، لكنه تقرر -نهاية المطاف- عدم فعل ذلك بسبب المخاطر التي يشكلها تساقط الحطام على الناس، حسبما صرح للصحفيين مسؤول دفاعي كبير، طلب عدم كشف اسمه.
وقال: "ليس لدينا أدنى شك في أن المنطاد مصدره الصين".
وأضاف: "نتخذ خطوات لحماية أنفسنا، في مواجهة جمع معلومات حساسة"، مشددًا على "القيمة المحدودة للمنطاد لجمع معلومات استخبارية".
وتابع المصدر: "رأينا أن المنطاد كبير بما يكفي ليتسبب الحطام بأضرار" إذا أسقِط في منطقة مأهولة.
من جهته قال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، إن قيادة الدفاع الفضائي للولايات المتحدة وكندا (نوراد) تراقب مسار المنطاد.
وأضاف في بيان: "المنطاد يحلق حاليًا على ارتفاع أعلى بكثير من الحركة الجوية التجارية، ولا يشكل تهديدًا عسكريا ولا جسديًا لمن هم على الأرض".
خطورة
قال المسؤول الأول، الذي اشترط عدم كشف هويته: "من الواضح أن القصد من هذا المنطاد المراقبة، ومساره الحالي يقوده فوق عدد من المواقع الحساسة" خصوصًا قواعد جوية ومخازن صواريخ استراتيجية في ولاية مونتانا شمالي غرب الولايات المتحدة.
وأشار المسؤول إلى أن المنطاد دخل المجال الجوي الأمريكي "قبل أيام"، مضيفًا أن الاستخبارات الأمريكية كانت تتعقبه قبل ذلك بفترة طويلة، وأن هذه ليست أول مرة يرصد الجيش الأمريكي خرقا مماثلًا.
لكن هذه المرة بقي المنطاد في المجال الجوي للولايات المتحدة فترة أطول.
عند إبلاغه بالأمر، طلب بايدن -على الفور- من وزير دفاعه لويد أوستن، الذي كان في الفلبين الأربعاء، أن يقدم له خيارات، ثم أجرى الأخير مناقشات مع قادة الجيش في البنتاغون.
وطبقًا للمسؤول نفسه، اقتربت طائرات مقاتلة من المنطاد فوق مونتانا.
عمل مزعزع
أثارت واشنطن القضية مع السلطات الصينية. وقال المسؤول الأمريكي: "أبلغناهم بخطورة الواقعة. أوضحنا لهم أننا سنفعل كل ما هو ضروري لحماية شعبنا على أراضينا".
استنكر رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي مساء الخميس "العمل المزعزع للاستقرار" الذي تقوم به الصين والذي "يتجاهل بلا خجل سيادة الولايات المتحدة".
ودعا مكارثي بايدن إلى "عدم التزام الصمت" مطالبًا بإبلاغ الكونغرس.
تشكل جولة بلينكن في الصين، المقررة الأحد والاثنين، أول زيارة لهذا البلد لوزير للخارجية الأمريكية منذ أكتوبر 2018.
وتأتي في وقت تحاول القوتان العظميان منع تحول التوتر إلى صراع مفتوح.
ومن المواضيع الخلافية الكثيرة بين البلدين، هناك ملف تايوان التي تدعي الصين أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، بخلاف الأنشطة الصينية جنوبي شرق آسيا.
في الفلبين، وقَّع أوستن -الخميس- اتفاقات لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي هناك، في مواجهة صعود الصين.