11 وثيقة للتعاون المشترك ترسم الخريطة الاقتصادية لمصر والعراق

وقَّع البلدان 11 وثيقة تعاون مشترك، أبرزها مذكرة تفاهم بين وزارتَي التجارة العراقية والمصرية، بشأن التعاون الفني للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.

11 وثيقة للتعاون المشترك ترسم الخريطة الاقتصادية لمصر والعراق

السياق

للمرة الثانية في ثلاثة أشهر، يصل محمد شياع السوداني رئيس وزراء العراق، إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة وصفها المتحدث باسم الحكومة العراقية بـ"المهمة"، وأنها تهدف إلى بحث العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.

واستقبل رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي نظيره العراقي بمطار القاهرة، قبل أن يترأسا –الثلاثاء- اجتماع  الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة، التي بدأت أعمالها في 10 يونيو باجتماعات الخبراء للتباحث على المستوى الفني، ثم على المستوى الوزاري.

ووقَّع البلدان 11 وثيقة تعاون مشترك، أبرزها مذكرة تفاهم بين وزارتَي التجارة العراقية والمصرية، بشأن التعاون الفني للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ومذكرة تفاهم في مجال المشروعات المتوسطة والصغيرة، بين البنك المركزي العراقي وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر المصري، للتعاون في مجال تمكين المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق النمو الاقتصادي، إضافة إلى مذكرة تفاهم بين وزارتي السياحة في البلدين.

 

رغبة تقارب مشتركة

ووصف رئيس الوزراء العراقي -في مؤتمر صحفي مشترك- المذكرات بأنها خريطة طريق للعلاقة بين الحكومتين خلال المرحلة المقبلة، وأنها تترجم رغبة وإرادة جادة من قيادتي البلدين في تطوير العلاقات وفتح مجال للتعاون الاقتصادي والتجاري. 

وتشهد العلاقات المصرية العراقية تقاربًا منذ عام 2021 عندما حضر الرئيس عبدالفتاح السيسي قمة بغداد، التي كانت الزيارة الأولى من رئيس مصري للعاصمة العراقية منذ 31 عامًا.

ووفقًا لتصريحات رئيس الوزراء المصري، فالتعاون بين الدولتين لن يقتصر على العمل الحكومي، إذ قال مدبولي إنه سيُعقَد منتدى الأعمال الاقتصادي بين الشركات المصرية والعراقية، لتعزيز التعاون بينها في مجال القطاع الخاص.

وأشاد مدبولي بالموازنة الطموحة التي اعتمدها العراق بعد موافقة البرلمان، مشيرًا إلى أنها سيكون لها انعكاس إيجابي على التعاون مع القاهرة.

وأكد أن الشركات المصرية ستكون منفتحة لإعادة الإعمار في العراق، في الوقت نفسه أكد السوداني -الخميس- أن بلاده مقبلة على حركة إعمار كبيرة.

ويرأس شياع السوداني وفد بلاده المكون من 12 وزيرًا في مختلف القطاعات، ما يعكس دلالة الزيارة لدى البلدين.

 

تعاون ثنائي

كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد استقبل رئيس وزراء العراق بقصر الاتحادية، وأكد خلال اللقاء دعم بلاده لأمن العراق واستقراره، والحرص على تعزيز وتنويع التعاون الثنائي المتبادل في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، سواء على المستوى الثنائي أم من خلال آلية التعاون الثلاثي مع الأردن، بحسب تصريحات المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي.

من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي حرص بلاده على تعزيز آليات التعاون الثنائي الراسخة مع مصر، والبناء على نتائج زيارته الأخيرة للقاهرة في مارس الماضي، مشيرًا إلى أن وتيرة الزيارات المتبادلة بين الجانبين تعكس الحرص على دفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة، وتعزيز الاستفادة من القدرات والكفاءات المصرية في مختلف المجالات.

وخلال زيارة مارس، اتفق الجانبان على تفعيل عدد من المشاريع المشتركة بين مصر والعراق، في مقدمتها إنجاز المرحلة الأولى من الربط الكهربائي مع الأردن وصولًا إلى العراق، وبحث إمكانية بناء منطقة لوجستية على الحدود بين العراق والأردن، للمساهمة في توفير السلع والمنتجات المصرية للأسواق العراقية.

زيارة رئيس الوزراء العراقي الثانية إلى القاهرة، لم تنحصر في الاتفاقات التجارية والاقتصادية والتنسيق بين البلدين، وإنما شملت لقاء مع شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، أكد خلاله السوداني أهمية أن يسود الخطاب المعتدل والفكر الصحيح للإسلام.

 

فكرة مشوه

وأضاف أن المنطقة تعرضت لهجمة إرهابية، ناتجة عن فكر مشوّه لا يمتّ للدين بأي صلة، وأن العراق كان أحد أكثر البلدان تأثراً بهذه الهجمة الإرهابية، التي تصدّى لها ببسالة.

ودعا السوداني الأمام الأكبر إلى زيارة بلاده، قائلًا: "نجدد دعوتنا إلى فضيلتكم لزيارة بلدكم العراق، ونتشوق إلى هذه الزيارة وننتظرها بشغف كبير، هذه الزيارة التي تأخرت كثيرًا".

ورحّب شيخ الأزهر بدعوة رئيس الوزراء العراقي، مُبديًا عزمه على تلبيتها في القريب العاجل.

وقال شيخ الأزهر: "العراق بلد مهم في العالم الإسلامي، وإن الشعب العراقي الأصيل استطاع أن يتجاوز محنته، ويقف على قدميه رغم التحديات التي واجهها".