رغم تخطيه 80 عامًا... بايدن يتحدى كبر سنه ويعلن ترشحه للرئاسة الثلاثاء

عمر بايدن يجعل إعادة ترشحه مقامرة غير مسبوقة ومحفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى الحزب الديمقراطي، إذ سيكون عمره 86 عامًا بنهاية ولايته الثانية المحتملة، أي أكبر بتسع سنوات من متوسط العمر المتوقع للذكور في الولايات المتحدة.

رغم تخطيه 80 عامًا... بايدن يتحدى كبر سنه ويعلن ترشحه للرئاسة الثلاثاء

ترجمات - السياق

من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ترشحه لإعادة انتخابه عام 2024، الثلاثاء المقبل، وسط ترجيحات لأن تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة تكرارًا للانتخابات الماضية، التي جمعت الرئيس الأمريكي بسلفه دونالد ترامب، فهل يكرس بايدن تفوقه، أم يعود ترامب إلى البيت الأبيض بعد غياب 4 سنوات؟

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، عن مصادر لم تحددها، أن بايدن سيطلق حملته الرئاسية عبر مقطع فيديو.

وتتزامن خطط بايدن -80 عامًا-  وفريقه لإطلاق الفيديو الثلاثاء مع الذكرى السنوية، المقررة الأربعاء، لإطلاق حملته الرئاسية لعام 2020، لكن المصادر أشارت، أيضًا، إلى أن الإعلان الرسمي قد يتأخر.

ولأشهر، أشار بايدن إلى أنه يعتزم الترشح لولاية ثانية، لكنه لم يعلن ذلك رسميًا، إذ لم يشعر هو ومساعدوه بالحاجة الملحة لإطلاق حملته الرئاسية، خاصة بعد أداء أفضل من المتوقع في انتخابات التجديد النصفي من الديمقراطيين.

وفي 14 أبريل الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي بايدن، اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة لعام 2024.

وقال بايدن للصحفيين، قبل مغادرته إيرلندا إلى الولايات المتحدة: "حسمت أمر ترشحي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسأعلنه بشكل رسمي قريبًا".

كان الإعلان المتوقع من بايدن "اختتام مسيرته" بعد ولايته الأولى، التي شهدت انتصارات تشريعية، منها تمويلات اتحادية بمليارات الدولارات لمواجهة جائحة كورونا وغيرها لبنية تحتية جديدة.

لكن سن بايدن يجعل إعادة ترشحه مقامرة غير مسبوقة ومحفوفة بالمخاطر بالنسبة إلى الحزب الديمقراطي، إذ سيكون عمره 86 عامًا بنهاية ولايته الثانية المحتملة، أي أكبر بتسع سنوات من متوسط العمر المتوقع للذكور في الولايات المتحدة.

وبعد فحص في فبراير، أعلن الأطباء أن بايدن، الذي لا يشرب الكحول ويمارس التمارين 5 مرات في الأسبوع "لائق للخدمة".

ويقول البيت الأبيض إن سجله يظهر أن حالته الذهنية قوية بما يكفي لتحمل متطلبات العمل.

 

استعدادات مكثفة

وحسب "واشنطن بوست" أجرى كبار مساعدي بايدن استعدادات مكثفة لبدء الحملة، وعقدوا اجتماعات منتظمة مع الرئيس والسيدة الأولى، منذ العام الماضي بمقر الإقامة في البيت الأبيض.

وأشرفت أنيتا دن وغين أومالي ديلون -وهما من كبار مستشاري بايدن- على جهود إعادة الانتخاب، بما في ذلك إجراء مقابلات مع الموظفين لشغل المناصب العليا، في حين موّلت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي مشاريع بحثية لدراسة المشهد الانتخابي.

وبينت الصحيفة، أن توقيت إعلان بايدن كان مثار جدال حاد بين الدائرة المقربة من الرئيس الأمريكي، مشيرة إلى أنه بينما رأى فريق أن البدء مبكرًا بإعلان الحملة الانتخابية سيساعد في جمع الأموال اللازمة لها، يرى آخرون أن الانتظار فترة أطول يسمح لبايدن بوضع نفسه فوق المعركة السياسية، حيث يتنافس الجمهوريون مع بعضهم، من أجل ترشيح أحدهم لمواجهته.

وأشارت إلى أنه من شأن الإعلان المخطط له أن يقترب خطوة واحدة مما يمكن أن يكون حملة رئاسية استثنائية، حيث سيكون بايدن في سن 86 عامًا، نهاية ولايته الثانية، وهو أكبر سنًا بكثير من أي رئيس آخر في تاريخ الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب –76 عامًا- الرجل الذي هزمه بايدن في انتخابات عام 2020، عن محاولته الخاصة لخوض السباق لاستعادة المكتب البيضاوي.

وبينما امتنع البيت الأبيض عن التعليق، قالت كارين جان بيير، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في إشارة إلى القواعد التي تمنع الوكالات الحكومية من نشاط الحملة: "ما سأقوله هو أن أي إعلان أو أي شيء يتعلق بانتخابات 2024 لن يأتي بالتأكيد من هنا"، في إشارة إلى أن هذا الأمر خارج اختصاصاتها.

وأعرب الديمقراطيون عن قلقهم -في الأسابيع الأخيرة- من أن بايدن قد يضطر إلى الانتظار حتى يونيو لإعلان حملته إذا لم يعلن قريبًا، لارتباطه برحلة منتظرة إلى اليابان وأستراليا خلال مايو المقبل.

وبينت الصحيفة أن المواجهة بين الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس النواب، بشأن رفع سقف ديون الحكومة، من المرجح أن تستهلك كثيرًا من وقت الرئيس، أوائل الصيف.

يأتي إعلان بايدن المتوقع، في الوقت الذي يحقق مستشار خاص بوزارة العدل في معالجته للمعلومات السرية، بعد أن اكتشف محاموه وثائق في مكتبه الخاص ومنزله في ويلمنغتون.

كما تُحقق وزارة العدل أيضًا مع هانتر بايدن، نجل الرئيس، بشأن الجرائم المحتملة للضرائب والأسلحة النارية.

 

ترامب

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن ترامب الذي يتقدم في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، يواجه تحقيقاته الخاصة في تعامله مع الوثائق السرية، ودوره في جهود قلب انتخابات 2020.

ولفتت إلى أنه قد يكون لكل هذه التحقيقات -الخاصة ببايدن وترامب- تأثير كبير في نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفي أعقاب إعلان إعادة الانتخاب المزمع، يلتقي بايدن كبار المانحين الديمقراطيين في واشنطن، نهاية الأسبوع المقبل.

ودعا فريق بايدن ما يقرب من 50 إلى 100 من كبار جامعي التبرعات بالحزب، إلى حدث ليلة الجمعة مع الرئيس، لتنشيط المساهمين وحشد الدعم.

ورغم أن تفاصيل قمة المانحين لا تزال قيد الانتهاء، فإن أحد الخيارات أن يتناول بايدن العشاء مع المانحين ليلة الجمعة، ويستضيف مساعديه السبت.

ومن المقرر أن يتحدث بايدن في العشاء السنوي لجمعية مراسلي البيت الأبيض في واشنطن مساء السبت أيضًا.

وتوقع بعض المانحين أن يطلب منهم تنظيم فعاليات مستقبلية لجمع الأموال لإعادة انتخاب بايدن.

وقال الحزب الديمقراطي الوطن،: إنه سيدعم إعادة انتخاب بايدن، لكن ليس لديه أي خطط لرعاية النقاشات الأولية.

ومن غير المتوقع أن يواجه بايدن أي معارضة جادة من الديمقراطيين المنتخبين للترشيح، رغم مخاوف البعض داخل الحزب بشأن عمره واستياء بعض الليبراليين من بعض سياساته الداخلية.

ويرى عديد من الديمقراطيين أن بايدن نجح بشكل ملحوظ في تمرير تشريعات شاملة، بدءًا من المناخ إلى البنية التحتية، لاسيما بالنظر إلى أغلبيته الضيقة في الكونغرس.

كان ناشطان سياسيان ليس لهما خبرة في الانتخابات -ماريان ويليامسون، التي ترشحت ضد بايدن عام 2020، وروبرت إف كينيدي جونيور، نجل السناتور السابق روبرت ف. كينيدي (ديمقراطي من نيويورك)- أعلنا أنهما سيتحديان بايدن على الترشح.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه خلال ولايته الأولى، قاد بايدن البلاد للخروج من المرحلة الأكثر حدة لوباء الفيروس التاجي، وأشرف على تمرير حزمة تحفيز اقتصادي بعيدة المدى، ووقع قانونًا بتريليون دولار للبنية التحتية، وتشريعات شاملة تهدف إلى معالجة تغير المناخ وخفض تكاليف الأدوية.

وأشرف الرئيس أيضًا على تعافي اقتصادي غير متكافئ، يعاني التضخم المستمر، ويستعد لمعركة متقلبة مع الجمهوريين في مجلس النواب بشأن سقف الديون.

وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية ، أمر بايدن بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، الأمر الذي أنهى حرب البلاد التي استمرت 20 عامًا في ذلك البلد، لكن تبين أن الخروج كان فوضويًا وقاتلًا.

وقاد بايدن أيضًا تعزيز التحالف عبر الأطلسي، وحشد كثير من الدول لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي.

واستعدادًا للحملة الانتخابية، أجرى المستشارون السياسيون للرئيس الأمريكي بحثًا مكثفًا للمشهد السياسي والإعلامي، الذي سيواجهونه خلال الأشهر المقبلة.

كما عيّن فريق بايدن أيضًا "مجلسًا استشاريًا وطنيًا" مثقلًا بالحكام الديمقراطيين وأعضاء مجلس الشيوخ والنجوم السياسيين، الذين سيسافرون ويتحدثون نيابةً عن بايدن خلال الحملة المقبلة.

واستعدادًا للحملة أيضًا، أجرى كبار مستشاري البيت الأبيض مايك دونيلون وستيف ريتشيتي وأومالي ديلون ودن مقابلات مع مرشحين لشغل مناصب عليا في الحملة.

وتتباهى إعلانات ترشح بايدن بنجاحه التشريعي في خفض تكاليف الأنسولين، وتوفير فرص العمل، وتشجيع التوسعات الصناعية في الولايات المتحدة، ورفعت هذه الإعلانات شعار: "يجب أن نقف وراءه لإنهاء المهمة"، في إشارة إلى ضرورة إعادة انتخابه لاستكمال خططه الرئاسية.