اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع تنسف جهود التهدئة

سُمع أصوات إطلاق نيران أسلحة ثقيلة، في محيط قيادة الجيش السوداني ومقر قوات الدعم السريع، وسط الخرطوم، بحسب شهود عيان

اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع تنسف جهود التهدئة

السياق

بعد ساعات من بيان للتهدئة، لم يجف الحبر الذي كُتب به، انفجرت الأوضاع في السودان، بوقوع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
تلك الاشتباكات تنسف جهود التهدئة، وتعيد البلد الإفريقي إلى المربع صفر، وتجعل خارطة الطريق الأممية والتحول الديمقراطي في مهب الريح.

فماذا حدث؟
سُمع أصوات إطلاق نيران أسلحة ثقيلة، في محيط قيادة الجيش السوداني ومقر قوات الدعم السريع، وسط الخرطوم، بحسب شهود عيان، أكدوا وقوع إطلاق نار كثيف، في محيط مقر الجيش السوداني، ومقر سكن قائدي الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادرها قولها: "نُشرت مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان السودانية"، مشيرة إلى سماع أصوات إطلاق نار في مدينة بحري السودانية بمحيط منشآت لقوات الدعم السريع.
وبحسب شهود عيان، نقلت عنها «رويترز»، فإن أصوات إطلاق نار كثيف سُمعت جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، السبت.

ماذا قالت البيانات الرسمية؟في بيانها، الذي اطلعت «السياق» على نسخة منه، قالت قوات الدعم السريع، إنها «فوجئت صباح السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل مقر القوات في أرض المعسكرات سوبا بالخرطوم».
وأضاف بيان الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع، أن قوات الجيش «حاصرت القوات الموجودة هناك، ثم انهالت عليها بهجوم كاسح بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة».
وأشارت إلى أنه «إزاء هذا الاعتداء، توضح قيادة الدعم السريع أنها أجرت اتصالات بالآلية الرباعية ومجموعة الوساطة، ممثلة في مالك عقار ومني إركو مناوي والدكتور جبريل ابراهيم وأطلعتهم على الأمر».
وأهابت قوات الدعم السريع، بالشعب السوداني وبالرأي العام الدولي والإقليمي إلى «إدانة هذا المسلك، كما تدعو الشعب السوداني إلى التماسك في هذه اللحظة التاريخية الحرجة»

لكن سرعان ماردت القوات المسلحة السودانية، ببيان قالت فيه: "مواصلة لمسيرتها في الغدر والخيانة حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتنا في المدينة الرياضية ومواقع أخرى وتتصدى لها قواتنا المسلحة".

فماذا تضمن بيان الوسطاء؟
بيانان صدرا فجر السبت، عن وسطاء أكدوا أن قائد الجيش السوداني الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، مستعدان لاتخاذ خطوات لتهدئة التوتر بين قواتهما.
كان عدد من الأطراف، على الصعيدين المحلي والدولي، تقدموا بعروض للوساطة، منهم وزير المالية جبريل إبراهيم وحاكم إقليم دارفور مني مناوي وعضو مجلس السيادة مالك عقار، وهم ثلاثة من قادة المعارضة السابقين الذين تقلدوا مناصب بعد اتفاق السلام عام 2020، بين قوات الدعم السريع، والجيش السوداني.
وقال الثلاثة في بيان، فجر السبت: «بعد حوار صريح وجاد، أكد لنا الأخ القائد (دقلو) التزامه بعدم التصعيد واستعداده للجلوس مع أخيه رئيس مجلس السيادة وإخوته في قيادة القوات المسلحة السودانية، في أي وقت ومن غير قيد ولا شرط، للوصول إلى حل جذري للأزمة يحقن الدماء ويحقق الأمن والطمأنينة للعباد والبلاد».
وفي بيان ثان، قال الوسطاء إنهم اجتمعوا -كذلك- مع البرهان، مشيرين إلى أن الأخير أبدى استعدادًا «للإقدام على أية خطوة تعين على حلحلة الإشكال الطارئ بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وإعادة الأمور إلى نصابها».
وبينما وجهوا رسالة إلى السودانيين، قائلين: «نطمئن المواطنين الكرام بأن الأزمة في طريقها إلى الزوال»، قالت مصادر بالجيش إنه من أجل تهدئة التصعيد، يجب على قوات الدعم السريع سحب أفرادها المتمركزين قرب مطار عسكري في مدينة مروي الشمالية، وأن تكون تحركاتها بالتنسيق مع الجيش وضمن الحدود القانونية. 

سيناريوهات
حاتم إلياس المحامي والسياسي السوداني، قال في تصريحات لـ«السياق»، إن السيناريو الأقرب للحدوث، تفجر الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأوضح إلياس أن هذا التصعيد بين جناحي المكون العسكري في السودان، يعود إلى الوضع الحالي في البلاد، الذي قال إنه امتداد للأزمة التي بدأت منذ قرارات الفريق عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021..

مناوشات وضغط
الباحث السياسي، مدير المركز الوطني للدراسات بالقاهرة هاني الأعصر، قال في تصريحات لـ«السياق»، إن تحرك قوات الدعم السريع في الشارع، متوقع في ظل الانسداد بين الأطراف، حتى وإن كان مجرد تلويح بما يستطيع فعله، لكنه قد يأتي بنتائج عكسية.