كليوباترا المصرية من أصول يونانية.. لماذا حولتها نتفليكس إلى إفريقية سمراء؟

خرجت دعوات مصرية كثيرة لوقف عرض الوثائقي، الذي تجسد فيه فتاة داكنة البشرة بملامح إفريقية بشفاه غليظة وأنف عريض دور الملكة المصرية، ذات الأصول المقدونية اليونانية

كليوباترا المصرية من أصول يونانية.. لماذا حولتها نتفليكس إلى إفريقية سمراء؟

السياق

حالة واسعة من الغضب والسخط، أحدثتها منصة الأفلام والعروض التلفزيوينة الشهيرة نتفليكس، بسبب وثائقي مرتقب عن شخصية الملكة المصرية كليوباترا.

وخرجت دعوات مصرية كثيرة لوقف عرض الوثائقي، الذي تجسد فيه فتاة داكنة البشرة بملامح إفريقية بشفاه غليظة وأنف عريض دور الملكة المصرية، ذات الأصول المقدونية اليونانية، وهي غير أي ملامح للمصريين حاليًا، أو التي جُسدت في آلاف القطع الأثرية واللوحات التي خلفها لنا القدماء منذ أكثر من 7 آلاف عام، وهو ما خلط بين الاستهزاء والتوجس، تجاه أجندة الأفروسينتريزم، التي ترى أن المصريين الحاليين ما هم إلا غزاة احتلوا البلاد قديمًا، وطردوا أهلها "الأفارقة" أصحاب الحضارة، وأن الفراعنة ليسوا مصريين، بل أفارقة، وتم تزوير التاريخ، وأن المصريين ليسوا أصحاب الأرض، وأنهم أحفاد الأجانب من أوروبا وتركيا والجزيرة العربية.

وترى حركة "الأفروسنتريزم"، أيضًا أن حضارات العالم كانت تضم ذوي البشرة السوداء، قبل تشتتهم وطردهم.

وقف العرض

ونشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عريضة، تطالب "نتفليكس" بمنع عرض الوثائقي، واتهموها بتغيير تاريخ مصر القديم والمعطيات التاريخية الثابتة، خدمة للوبيهات ذوي البشرة السمراء، وامتثالًا لأجندات تيارات اليسار الأمريكي، التي تدعم حركة "الأفروسنتريزم " وتروج لها.

فيلم كيلوبترا المثير للجدل، من إخراج جادا نينكيت سميث، زوجة النجم الأميركي الشهير ويل سميث، ومن المتوقع أن يبدأ عرضه على المنصة 10 مايو المقبل.

وبدأت المنصة ترويجًا إعلانيًا له، ظهر فيه صوت أحد المعلقين يقول كليوباترا كانت ذات بشرة سمراء على عكس الشائع (....) لا يهمني ماذا تعلمت في مدرستك...كليوباترا كانت مصرية سوداء (...) كيلوباترا مرجح أنها كانت مصرية سوداء تدافع عن شعبها وبلدها(...) كليوباترا كان لديها شعر أجعد وبشرة سمراء".

وأشارت نتفليكس إلى أن وثائقي كليوباترا يأتي ضمن أعمال أخرى "لاستكشاف حياة الملكات الإفريقيات البارزات والمبدعات".

وأعرب مغردون عن استنكارهم لتصوير الملكة كليوباترا كصاحبة بشرة سمراء، وتساءلوا: كيف لملكة مصرية من أصول مقدونية أن تظهر داكنة اللون كما تحاول نتفيلكيس تصويرها؟

آراء الجمهور

وكتب حساب على تويتر يدعى "بكيزة هانم": "نتفليكس بتحاول بطريقة غير مباشرة تلعب علي التاريخ وتزوره وتقول إن كليوباترا الملكة المصرية كانت إفريقية البشرة، علشان تساعد حركة الأفارقة الأمريكان اللي عايزين يقولو إن الحضارة المصرية القديمة حضارة إفريقية من بشرة سمراء".

وغرد حسب يدعى محمد غنيم ساخرًا: "كليوباترا السابعة وهي ابنة بطليموس 12 من أصول يونانية، مستحيل تكون مصرية، أكيد هي ىىىوداء معروفة يعني، دي مش محاولة سرقة للتاريخ بناءً على اختلافات في قراءة التاريخ، لا ده تعدي وقلب للحقائق بشكل متعمد وظاهر حتى للي بيقوم بيه، وهيبقى فيه تهمة ثابتة للمعترض أنه عنصري".

وكتب حساب على فيسبوك باسم وعي مصر: "المنصة البائسة دي مش مكتفية بنشر والترويج للمثلية الجنسية بكل المشاهد في مسلسلاتها وأفلامها للشباب الصغير في السن نسبيًا... المنصة دي داعمة لكل أفكار اليسار السياسي في الغرب، وضمنها دعم فكر المركزية الإفريقية الهادف لسلب الحضارات العالمية من أصولها وتحديدًا الحضارة المصرية(...) الكارثة لا تنتهي هنا، الكارثة إنهم مطلعين الشعب المصري في مشاهد عديدة ببشرة داكنة وسوداء وبشعر أجعد تمامًا، في محاولة منهم لإثبات أننا حاليًا شعب محتل".

ونشر حساب يدعى "frihet" تغريدة فيها: "كل صناع السينما الأمريكية حولوا كل حاجه للبشرة السمراء، من سندريلا لملكة بريطانيا في العصور الفيكتورية على أساس كدا بيديهم حقوقهم لكن في الواقع هما بيزودا من استهزاء العالم بيهم".

كليوباترا

وبين شد وجذب لم تصدر المنصة أي بيان لها عن الجدل المثار، كذلك التزمت الهيئات المصرية المعنية بالتاريخ والآثار الصمت.

والرواية التاريخية التي تدرس في المناهج التعليمية، تقول إن الملكة كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة المقدونية، وهى ابنة بطليموس الثاني، وحكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، واستمر حكمها لعام 30 قبل الميلاد، عندما احتلت روما مصر.

وولدت في محافظة الإسكندرية الحالية في يناير 69 قبل الميلاد، وخلفت والدها كملكة عام 51 قبل الميلاد، وتشاركت العرش مع أخيها بطليموس الثالث عشر، وقد عُرفت بأنها شخصية جميلة وجذابة، ولديها قوة وذكاء خارقين، ووقع في حبها ملوك العالم.