تغيير عباس وتمكين دحلان... ماذا تريد الفصائل الفلسطينية؟

ذكرت تقارير صحافية أن حماس أصبحت تراهن على علاقات محمد دحلان الخارجية، لمساعدتها في الخروج من الأزمة الاقتصادية، وامتلاكه قنوات تواصل دائمة مع الفصائل، خاصة قدرته على خدمة الفلسطينيين، من خلال حشد الدعم والتمويلات الخارجية على وجه الخصوص لقطاع غزة

تغيير عباس وتمكين دحلان... ماذا تريد الفصائل الفلسطينية؟

السياق 

في فلسطين بات التغيير ضرورة ملحة، تنادي بها القوى السياسية والفصائل العسكرية والشارع من قبلهما، فحالة الجمود التي أصابت المشهد السياسي، تعوق أي حلحلة للأزمات المتلاحقة، التي لا يقدر نظام محمود عباس "المترهل" على ملاحقتها والتعامل معها... يقول محللون.

التغيير الذي ترجوه فلسطين، خرج صوته من داخل بيت عباس نفسه، إذ أقر -قبل أيام- نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، بتدهور شعبية الحركة، جراء سياسات مسؤوليها، برئاسة محمود عباس، لعدم وفائها بالوعود التي قدمتها للفلسطينيين، قائلًا: "أستطيع أن أقر بتراجع حضور فتح بين الجماهير".
وأضاف: "فتح تبنت خيارات السلام ووعدت الشعب بها ولم تتمكن من تحقيقها..(هذا كان) سببًا أساسيًا في تراجع شعبيتها.

طوق النجاة

تعد تصريحات العالول اعترافًا نادرًا من مسؤول كبير في حركة فتح، التي تمسك بزمام الأمور في الضفة الغربية، منذ توقيع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني اتفاقية أوسلو للسلام عام 1993.

يأتي ذلك وسط مكاشفة فلسطينية داخلية بحقيقة إفلاس "القيادات الراكدة" في التعامل مع الوضع "السياسي المتقلب"، ليعود الحديث عن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبحث عن الاسم الذي يخلف محمود عباس.

وألغى عباس الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي كانت مقررة عام 2021 متذرعًا برفض إسرائيل السماح للفلسطينيين بالاقتراع في القدس الشرقية التي تحتلها منذ عام 1967.

وحاول -خلال السنوات السابقة- تجريد الحركة من كوادرها والاستئثار بالقرار فيها، إذ فصل عباس القيادي ناصر القدوة، وهو دبلوماسي مخضرم سبق أن شغل حقيبة الخارجية.

وفُصل القدوة من الحركة التي أسسها خاله ياسر عرفات عام 1965، بعد أن أعلن ترشحه في قائمة منافسة لقائمة عباس بالانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في مايو 2021.

كما طرد عام 2011 رئيس المخابرات العامة محمد دحلان من الحركة، وهو الرجل الذي يعول عليه كثيرون أن يوحد فتح تحت رئاسته، ويبدأ صفحة جديدة مع الفصائل الفلسطينية وكذلك القوى الإقليمية والدولية.

إلى ذلك فإن محللين يرون أن تغيير عباس مسألة وقت، فالرئيس الذي شارف على عامة التسعين، بات قرار إقصائه محل اتفاق داخل فتح وخارجها.

القاهرة ودور دحلان

اجتماع عقد في القاهرة قبل أيام، حضره ممثلون للفصائل الفلسطينية، تقول مصادر إنه ناقش "ضرورة التغيير" وهو ما أعاد طرح اسم دحلان على الطاولة.

وفي المناقشات عرض مقترح بتشكيل حكومة تكنوقراط لمدة عام، تشرف على إجراء انتخابات نيابية ورئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما ارتاحت له الفصائل الفلسطينية، لكنها أبدت للجانب المصري تخوفها من معارضة عباس لهذه الخطط.

‎وقال بيان لحركة حماس، إن وفدًا من قادة الحركة برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية وصل القاهرة، لبحث عدد من القضايا السياسية والميدانية بدعوة مصرية.

‎وبحسب البيان، ضم وفد الحركة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي، ورئيس حماس خارج فلسطين خالد مشعل وآخرين.

وقبله بساعات، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي وصول أمينها العام زياد النخالة إلى القاهرة، وسط أزمة بين حركتي حماس والجهاد بسبب الحملة العنيفة الأخيرة التي شنتها إسرائيل.

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لوسائل إعلام إسرائيلية، إن اللقاءات تضمنت تثبيت الهدنة في غزة 10 سنوات، وحل الخلافات بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك بحث دور تيار الإصلاح الديمقراطي، الذي يتزعمه محمد دحلان في حركة فتح.

رهان حماس

في السياق ذاته، ذكرت تقارير صحافية أن حماس أصبحت تراهن على علاقات محمد دحلان الخارجية، لمساعدتها في الخروج من الأزمة الاقتصادية، وامتلاكه قنوات تواصل دائمة مع الفصائل، خاصة قدرته على خدمة الفلسطينيين، من خلال حشد الدعم والتمويلات الخارجية على وجه الخصوص لقطاع غزة.

ويعزز محللون رؤيتهم إلى أهلية دحلان وقوة علاقاته الداخلية والخارجية، على المستوى الإقليمي وقدرته على إعادة تحريك الدور الفلسطيني، من خلال تجديد دماء حركة فتح، وتعزيز فرص إقامة سلام دائم وشامل.