وقع في قبضتها.. هل تحاكم إسرائيل نائبًا أردنيًا بدعوى تهريبه أسلحة إلى الضفة الغربية؟
في أول تعليق من عائلته قال شقيقه، إنه أوكل زمام الأمور إلى الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية ومجلس النواب، لإحضاره من إسرائيل

السياق
حراك دبلوماسي وجهود حثيثة، لاستعادة النائب الأردني الذي احتجزته إسرائيل، بزعم محاولات تهريبه كميات كبيرة من الذهب والسلاح، من عمّان إلى الضفة الغربية، وفك تشابكات القضية التي يكتنفها الغموض.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية سنان المجالي -في بيان- إن "الوزارة بالتنسيق مع الجهات المعنية، تتابع قضية النائب عماد العدوان، الذي أوقفته السلطات الإسرائيلية".
وأوضح أن توقيف العدوان "للتحقيق معه على خلفية عملية تهريب مزعومة لكميات من السلاح والذهب".
وأكد المجالي أن الوزارة "تعمل من أجل الوقوف على حيثيات الموضوع ومعالجته بأسرع وقت ممكن".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلطات تل أبيب أوقفت العدوان على جسر الملك حسين، وضبطت كميات من الأسلحة والذهب في سيارته، خلال توجهه إلى الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، من دون تحديد وجهتها النهائية أو الغاية من تهريبها.
بنادق آلية
ولم يصدر أي إعلان رسمي من السلطات الإسرائيلية عن توقيف النائب الأردني.
وتناقل الإسرائيليون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لم يتسن التحقق منه، يظهر الأسلحة التي قيل إنها ضبطت في سيارة النائب وتضم مسدسات وبنادق آلية.
ملك الأردن
وفي أول تعليق من عائلته قال شقيقه، إنه أوكل زمام الأمور إلى الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية ومجلس النواب، لإحضاره من إسرائيل.
وأوضح أن "التوكيل" جاء خوفاً من أن "تمتد يد أي حاقد أو يأتي أشخاص لنيل غاية شخصية له"، حسب قوله.
وتوجه العدوان "الأخ" بالشكر لـ"جميع الأردنيين من كل المنابت والأصول على وقفتهم الطيبة مع شقيقه".
وأكد أن جميع أجهزة الدولة في حراك وسعي لإحضار النائب الأردني، مثنيًا على الأجهزة الأمنية ووزارة الخارجية، لما لهم من دور كبير في متابعة القضية والقدرة على إنهائها.
منع نشر في القضية
وأصدرت إسرائيل قرارًا بمنع النشر في تفاصيل القضية، وفق ما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية.
لكن صحيفة يديعوت أحرونوت ذكرت أن مسؤولين أمنيين مطلعين على تفاصيل القضية، قالوا إن "هذا أمر مقلق للغاية، لأنه محاولة نقل أسلحة كبيرة نسبيًا".
وسائل إعلام أردنية، قالت -ولم يتسن التأكد من صحة معلوماتها- إن النائب العدوان كان بحوزته 200 مسدس وبندقية M-16 في ثلاث حقائب.
من هو العدوان؟
عماد العدوان "35 عامًا"، أحد أصغر النواب سنًا، من سكان مدينة السلط وسط البلاد، يتحدر من إحدى أشهر القبائل في الأردن.
وهو محام يحمل الماجستير في القانون الدولي، وعضو في لجنة فلسطين بمجلس النواب الأردني، وله مواقف سياسية معارضة للحكومة.
ولن تفيد الحصانة النيابية التي يتمتع بها العدوان، لأنه ليس من الدبلوماسيين المشمولين بالحماية، بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
وحسب القانون الإسرائيلي، فإن تل أبيب غير ملزمة بتسليم العدوان إلى الأردن، كما أنها لا تعتد بحصانته النيابية.
وأبرم الأردن وإسرائيل معاهدة سلام عام 1994 ووصفت العلاقات بين البلدين مرارًا بـ"سلام بارد"، وتوترت سنوات طويلة في ظلّ حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وزادت توترًا منذ عودته لرئاسة الحكومة.