وثيقة مسربة: خامنئي يأمر بتحويل 4 مليارات دولار لحساب نجله في فنزويلا

الرسالة تأتي في وقت تعيش فيه إيران حالة من الغليان، مع اشتداد الغضب الشعبي الذي اندلعت شرارته في سبتمبر الماضي، بعد قتل الشابة مهسا أميني على أيدي رجال الأمن

وثيقة مسربة: خامنئي يأمر بتحويل 4 مليارات دولار لحساب نجله في فنزويلا
خامنئي

ترجمات - السياق

كشفت وثيقة جرى تداولها من نشطاء سياسيين في إيران، عن تحويل المرشد الإيراني علي خامنئي، 4 مليارات دولار إلى حساب نجله الشخصي في البنك المركزي الفنزويلي، بحسب "جيروزاليم بوست".

ونقلت الصحيفة، عن مؤسس حزب الأحواز الليبرالي المعارض حامد مطشر، قوله إنه حصل على وثيقة تثبت تحويل المرشد الإيراني الأعلى 4 مليارات دولار إلى حساب نجله الشخصي في فنزويلا.

وبحسب الوثيقة، فإن محمدي كلبايغاني، رئيس مكتب خامنئي، أرسل إلى محافظ البنك المركزي الإيراني، الدكتور علي صالح العبادي طلبًا، يأمره بتحويل المبلغ المطلوب إلى حساب نجل خامنئي في فنزويلا.

جاء في الرسالة، وفق صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية: "في ضوء الأزمة الحالية التي تعصف بالبلاد، وما يصاحبها من أعمال شغب من المناهضين للثورة، التي دفعت المؤسسات الأمنية لرفع مستوى التنبيه الأمني، يرجى من سيادتكم تحويل 4 مليارات دولار أمريكي من خزينة الدولة إلى الحساب الشخصي لمجتبى خامنئي في البنك المركزي الفنزويلي".

 

احتجاجات وتحويل

وذكرت "جيروزاليم بوست" أن الرسالة تأتي في وقت تعيش فيه إيران حالة من الغليان، مع اشتداد الغضب الشعبي الذي اندلعت شرارته في سبتمبر الماضي، بعد قتل الشابة مهسا أميني على أيدي رجال الأمن، بسبب عدم ارتدائها الحجاب بالشكل اللائق.

وأشارت إلى أنه في 12 فبراير الجاري، غرد حميد مطشر، مؤسس حزب الأحواز، ناشرًا رسالته بعنوان (سري للغاية)، التي كشفت فحوى مطالبة خامنئي لرئيس البنك المركزي الإيراني، بضرورة تحويل 4 مليارات دولار أمريكي لحساب نجله في فنزويلا، بدعوى ازدياد المخاوف من الاحتجاجات، التي تعم الشوارع منذ سبتمبر الماضي ضد النظام.

بينما نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن كامران مالكبور، صحفي إيراني  كندي يعمل في هيئة الإذاعة الكندية، قوله، إنه يعتقد أن الرسالة قد تكون مجرد "وثيقة مزيفة".

وأضاف: "أساسيات التحويل مفقودة في الرسالة، بما في ذلك معلومات التحويل للبنك المحدد، ورقم الحساب، والسويفت -جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك- والفرع".

و"سويفت" نظام دفع عالمي للخدمات المصرفية بين البنوك.

وأوضح مالكبور أنه لا إمكانية لاستخدام "سويفت" من البنك المركزي الإيراني لأي بنك آخر، جراء العقوبات المفروضة على إيران، مشيرًا إلى أن الاسم الكامل لنجل خامنئي، مجتبى حسيني خامنئي، لم يُذكر في الرسالة، فضلًا عن أنها لم تذكر الاسم الكامل للمرشد الأعلى أيضًا.

ومنذ إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران عام 2018 بعد انسحاب واشنطن من اتفاق طهران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، فُصلت الجمهورية الإيرانية عن شبكة سويفت المالية العالمية للتحويلات المصرفية، التي تتخذ من بلجيكا مقرًا لها.

وتخضع "سويفت" لمنتدى الرقابة، الذي يضم المصارف المركزية لـ20 بلدا، إضافة إلى البنك المركزي الأوروبي والهيئة النقدية لهونغ كونغ.

وزاد عدد مستخدمي الشبكة في يونيو 2015 على 10.800 مؤسسة مالية ومصرفية تنتمي إلى أكثر من 200 بلد.

ومع ذلك، قال محسن كريمي، نائب محافظ البنك المركزي الإيراني، لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية في يناير الماضي: "لم تعد البنوك الإيرانية بحاجة إلى استخدام (سويفت) مع البنوك الروسية، وهو ما يمكن أن يكون لفتح خطابات الائتمان والتحويلات أو الضمانات".

وفي حين رفض البنك المركزي الروسي التعليق على هذا الاتفاق، قال كريمي: "سيربط نحو 700 بنك روسي و106 بنوك غير روسية من 13 دولة مختلفة بهذا النظام"، من دون تفاصيل أسماء البنوك الأجنبية.

وأشار مالكبور إلى أنه لجميع الأسباب التي ذكرها، فإن الرسالة "تبدو ملفقة".

بينما قالت "جيروزالم بوست" إنها لم تتمكن من التحقق -بشكل مستقل- من صحة الرسالة.

 

خلافة

وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أنه وفق معهد الشرق الأوسط لبحوث الإعلام، فإنه "من الملاحظ أن الوثيقة تشير إلى مجتبى على أنه آية الله، وهو ما يعني أن خامنئي يعده لخلافته في منصب المرشد الأعلى، خصوصًا بعد تداول أنباء عن تراجع صحة المرشد الأعلى الأب خلال الفترة الأخيرة.

كانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قد كشفت -سبتمبر الماضي- أن خامنئي "ألغى أنشطته العلنية بعد إصابته بمرض خطير، ويخضع للمراقبة من قِبل الأطباء".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أربعة مصادر لم تذكرها، أن "صحة خامنئي تدهورت عندما بدأ يعاني آلامًا شديدة في المعدة، ما أدى إلى خضوعه لعملية جراحية لانسداد الأمعاء".

يذكر أن منطقة الأهواز جنوبي إيران، موطن لأفراد من أقلية عربية مقموعة بشدة من النظام الإيراني، وهي أيضًا تحتوي على أغلبية احتياطات إيران من النفط والغاز.

وحسب معهد الشرق الأوسط لبحوث الإعلام، فإن حركات الأهواز التي تعمل في المنطقة، تطالب بالحكم الذاتي لسكانها العرب، والتحرر من قبضة النظام الإيراني.

ومع ذلك -حسب "جيروزاليم بوست"- فإن الإجماع بين المعارضين الإيرانيين في الشتات، والداخل -الذين يتعرضون لحملات قمع غير مسبوقة- ضمان لإيران موحدة، بعد انهيار محتمل للنظام الحالي، للحفاظ على سلامة الأمة، بمضمونها القديم ومجموعتها المتنوعة من الأقليات العِرقية والدينية.