اتفاق الحبوب... شروط المتحاربين تعجل بأزمة غذاء عالمية
في مايو مدّدت اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، التي تعد ضرورية لإمدادات الغذاء العالمية، شهرين حتى 17 يوليو.

السياق
من أكثر أوجه الحرب الروسية الأوكرانية، وحشية ما أنتجته من أزمة غذاء -قد تتفاقم- في الدول النامية والفقيرة، في وقت يتلاعب الأطراف الفاعلون في الحرب بملف تصدير الحبوب، ويكيل كل طرف الاتهامات إلى الآخر ملقيًا المسؤولية الإنسانية من على عاتقه.
يأتي ذلك بينما أعربت الأمانة العامة للأمم المتحدة عن قلقها إزاء تباطؤ عمليات تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مشيرة إلى "شبح تضخّم أسعار الأغذية" في حين تطالب روسيا بمعاملة أفضل لمنتجاتها الزراعية.
إمدادات الغذاء
في مايو مدّدت اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، التي تعد ضرورية لإمدادات الغذاء العالمية، شهرين حتى 17 يوليو.
ومبادرة حبوب البحر الأسود، التسمية الرسمية للاتفاقية الخاصة بصادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، أبرمت في 22 يوليو بين روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة، وساعدت في تخفيف أزمة الغذاء العالمية التي سببتها الحرب.
وتطالب روسيا بتطبيق اتفاق آخر يتعلّق خصوصًا بصادراتها من الأسمدة.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "نحن قلقون إزاء التباطؤ المستمر في تطبيق مبادرة البحر الأسود والمرصود خصوصًا في أبريل ومايو".
وأضاف: "في مايو أبحرت 33 سفينة من الموانئ الأوكرانية، وهو نِصف العدد مقارنة بأبريل. أبحرت ثلاث فقط من تلك السفن من يوجني-بيفدينيي، أحد الموانئ الأوكرانية الثلاثة المشمولة بالمبادرة".
أسباب التباطؤ
وعزا المتحدّث التباطؤ في الميناء إلى مطالب روسيا السماح بتصدير مكوّنات الأسمدة التي تنتجها من دون قيود، رغم أنها خاضعة لعقوبات صارمة بسبب غزوها أوكرانيا، بعملية أطلقتها في فبراير من العام الماضي.
وقال دوجاريك إن روسيا "أبلغت قرارها الحد من عمليات التسجيل في ميناء يوجني-بيفدينيي حال عدم تصدير الأمونيا".
الأمونيا
وتطلب موسكو خصوصًا باستئناف العمل في خط أنابيب تولياتي-أوديسا لضخ الأمونيا، وهو مكوّن كيميائي يستخدم على نطاق واسع في الزراعة.
وأشار دوجاريك إلى أن التباطؤ ناجم جزئيًا من تقليص عمليات تفتيش السفن المحمّلة الحبوب، مشيرًا إلى أنه في المعدّل تُفتش ثلاث سفن فقط في اليوم.
وقال: "إنه وضع خطير علينا المضي قدمًا" وتابع: "تتزايد بؤر الجوع العالمية ويتربّص شبح تضخم أسعار الأغذية وتقلّبات الأسواق بكل البلدان".
وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا قيدت -بشكل غير معقول- عمل اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود منذ منتصف أبريل.
بينما نفت موسكو قول كييف وحثت جميع الأطراف على السماح بمرور الأمونيا، عبر ميناء بيفديني الأوكراني بالقرب من ميناء أوديسا على البحر الأسود، وتوقف نقل الأمونيا بعد الحرب في فبراير من العام الماضي.
وقال مصدر حكومي كبير لوكالة رويترز إن كييف ستدرس السماح بتصدير الأمونيا الروسية عبر أراضيها، بشرط توسيع نطاق اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، ليشمل مزيداً من الموانئ الأوكرانية ومجموعة أوسع من السلع الأولية.