صوَّر رسالة سرية لجونسون.. الاستماع لجاسوس روسي في سفارة بريطانيا ببرلين

أجرى ديفيد بالانتين سميث، 58 عامًا، مسحًا ضوئيًا لنسخ من خطاب من وزيرين إلى جونسون، ووثائق أخرى تتعلق بمسائل تجارية حساسة، حسبما قالت المدعية العامة أليسون مورغان، أمام محكمة أولد بيلي في لندن.

صوَّر رسالة سرية لجونسون.. الاستماع لجاسوس روسي في سفارة بريطانيا ببرلين

ترجمات - السياق

استمعت محكمة في لندن، إلى بلاغ بشأن ضبط حارس أمن بالسفارة البريطانية في برلين، يتجسس لصالح روسيا، في عملية سرية.

وقال ممثلو الادعاء أمام محكمة أولد بيلي في لندن، الاثنين، إن أحد حراس الأمن بالسفارة البريطانية في برلين، جمع معلومات شديدة الحساسية لأكثر من ثلاث سنوات، بما في ذلك اتصالات حكومية "سرية" برئيس الوزراء بوريس جونسون.

وحسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أجرى ديفيد بالانتين سميث، 58 عامًا، مسحًا ضوئيًا لنسخ من خطاب من وزيرين إلى جونسون، ووثائق أخرى تتعلق "بمسائل تجارية حساسة"، حسبما قالت المدعية العامة أليسون مورغان، أمام محكمة أولد بيلي في لندن.

وتحدثت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) عن إبلاغ محكمة أولد بيلي بأن البريطاني ديفيد بولانتين سميث (58 عامًا)، كان مدفوعًا بكراهية شديدة لبلاده، وبآراء موالية لروسيا، عندما أقدم على نقل أسرار لدولة أجنبية مُعادية.

ويُزعَم أنه تلقى مبالغ طائلة، مقابل نقل معلومات حساسة، من السفارة في برلين.

وعاد سميث إلى "أولد بيلي" للاستماع للدفوع القانونية، التي دفعته إلى التجسس.

وزعم المتهم أنه لم يقصد ضررًا لبريطانيا، وأنه أراد فقط أن يسبب "إزعاجًا وإحراجًا" للسفارة البريطانية، كما زعم أنه لم يتقاضَ أموالاً، وأنه كان مدفوعًا بالظلم الواقع عليه من مستخدميه، وأنه يعاني مشكلات في الصحة العقلية.

لكن ممثلة الادعاء أليسون مورغان، قالت إن المتهم لديه "آراء مفعمة بالعداء الشديد للمملكة المتحدة، وإنه يؤيد روسيا والرئيس فلاديمير بوتين".

 

إقرار

وحسب "جيروزاليم بوست"، يُزعم أن سميث، الذي أقر بذنبه في ثماني تهم، جمع معلومات منذ مارس 2018 حتى اعتقاله في أغسطس 2021، في اليوم التالي لمقابلة "إيرينا"، ضابطة جهاز الأمن الداخلي البريطاني "إم آي 5"، التي انتحلت صفة عضو في جهاز المخابرات العسكرية الروسية للإيقاع به.

وقالت مورغان، إنه خلال تفتيش منزل سميث في بوتسدام بألمانيا بعد اعتقاله، عُثر على فلاش ميموري "يو إس بي" تحتوي على صور لموظفي السفارة وجوازات سفر دبلوماسية.

وأوضحت المدعية العامة البريطانية، أن سميث صوَّر أيضًا عددًا من الوثائق الحساسة، بما في ذلك رسالة في نوفمبر 2020 من وزيرة التجارة آنذاك ليز تروس ووزير الأعمال آنذاك ألوك شارما إلى جونسون، صُنفت على أنها "سرية".

وأضافت أن اكتشاف رسالة سميث إلى العميل الروسي تشوكروف، دفع إلى تحقيق مشترك بين السلطات البريطانية والألمانية.

وقال ممثلو الادعاء، في معرض دعواهم لتشديد الحكم، الاثنين: سميث أرسل خطابًا إلى أحد أفراد الجيش بالسفارة الروسية في برلين يدعى تشوكروف، أرفق فيه مستندات تضمنت أسماء وعناوين وأرقام هواتف موظفي السفارة.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه بعد أن علمت السلطات البريطانية والألمانية بالخطاب، شكلت فرقة سرية لمحاولة القبض على سميث متلبسًا.

وذكرت أن سميث أبلِغ بأن روسيًا يُدعى ديمتري، وهو في الواقع وكيل بالمملكة المتحدة، يريد الذهاب إلى السفارة لتمرير معلومات سرية.

وأفادت بأن سميث صوَّر لقطات تلفزيونية لـديمتري داخل السفارة، وأخذ حزمة بطاقة (إس آي إم) "وحدة تعريف المشترك" للهاتف أعطاها له مسؤولون بريطانيون، بدلاً من التخلص منها حسب التعليمات.

بينما تظاهرت امرأة أخرى على أنها إيرينا، عميلة المخابرات العسكرية الروسية.

وقد تعقبت إيرينا، سميث بمحطة قطار في أغسطس 2021 وأقنعته بالتحدث معها في أحد البنوك وسط برلين.

ثم عرضت على سميث صورًا لأشخاص يُزعم أنهم مهتمون بالسلطات الروسية، بما في ذلك ديمتري، لكنه لم يقل إنه تعرف إليه.

وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أنه ألقي القبض على سميث، بعد وقت قصير من هذا اللقاء.

كما اكتُشف أنه التقط مقاطع فيديو لمناطق حساسة داخل مبنى السفارة، بينما يزعم المدعون أن لديه 800 يورو (قرابة 857 دولارًا) لا يمكن معرفة مصدرها.

وظهر سميث أمام المحكمة –الاثنين- مرتديًا سروالًا وسترة زرقاء.

ويقول ممثلو الادعاء إن كراهية بريطانيا وألمانيا هي دافع سميث، المتزوج بأوكرانية.

وقال ممثلو الادعاء إن "المتهم عبَّـر عن آراء معادية للغرب وحلف شمال الأطلسي لموظفين آخرين، وأعرب عن دعمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

ومن المقرر أن يعرض سميث قضيته، الثلاثاء، ومن المتوقع أن يجادل بأنه كان مدفوعًا بالرغبة في إحراج المملكة المتحدة، بدلاً من التسبب "بأي ضرر لها".

ويواجه سميث حكمًا بالسجن 14 عامًا كحد أقصى بتهمة التجسس.

 

لقطات سرية

وحسب "جيروزاليم بوست" عُرضت لقطات مسجلة سرًا في المحكمة، تظهر سميث يصور لقطات تلفزيونية مغلقة لديمتري، من الكشك الأمني بالسفارة.

واتصلت إيرينا بسميث في وقت لاحق، وأخبرته بأنها بحاجة إلى المساعدة، لأن أحدهم "نقل المعلومات إلى البريطانيين، وقد تكون هذه المعلومات مُضرة لروسيا".

وفي لقطات الكاميرا الخفية التي عُرضت في المحكمة، تسأل إيرينا عما إذا كان بإمكان سميث المساعدة فيجيب: "حسنًا، مثل ماذا؟".

كان سميث أقر بأنه مذنب في نوفمبر بثماني جرائم بموجب قانون الأسرار الرسمية، بما في ذلك تهمة واحدة تتعلق بنقل معلومات إلى العميل الروسي تشوكروف.

واعترف بسبع تهم أخرى تتعلق بجمع معلومات قد تكون مفيدة للدولة الروسية.

وقالت مورغان للمحكمة إن سميث ينفي نيته إلحاق الضرر ببريطانيا، لافتة إلى أنه أقر بالذنب على أساس أنه أراد ببساطة التسبب في "إزعاج وإحراج المملكة المتحدة فقط"، بينما نفى تلقيه أي مدفوعات مقابل هذه الخدمات.

وأضافت مورغان أن سميث عبَّـر عن "وجهات نظر معادية للغرب وحلف شمال الأطلسي" لزملائه وتحدث عن دعمه لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين.

وتابعت: "لقد أعرب عن وجهات نظر بشأن الحرب في أوكرانيا تعارض الحكومة الأوكرانية وداعمة لروسيا".

وتنظر محكمة أولد بيلي الجنائية بلندن، في الحجج قبل النطق بالحكم النهائي الجمعة.