مباحثات يمنية في الأردن... هل يذعن الحوثيون للحل السياسي؟

أعلن المتحدث باسم فريق المختطفين والمخفيين في الحكومة اليمنية، وكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل، نجاح المشاورات الجارية مع وفد الحوثيين.

مباحثات يمنية في الأردن... هل يذعن الحوثيون للحل السياسي؟

السياق

أجواء إيجابية عمت مباحثات الأطراف المتنازعة في اليمن، التي استضافتها العاصمة الأردنية عمّان، في طريق يأمل كثيرون أن ينتهي بحل سياسي شامل، يعيد الاستقرار الذي سلبته ميلشيا الحوثي من اليمن.

المباحثات التي كانت برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، استمرّت ثلاثة أيام، للتمهيد لعملية تبادل أسرى، وفق ما أفادت اللجنة الدولية والمتحدث باسم الوفد الحكومي المفاوض.

ويعوِّل اليمنيون على أن تكون القضايا الإنسانية وتبادل الأسرى مدخلاً لفرض السلام مع ميلشيا الحوثي.

وبدأ النزاع عام 2014 عندما سيطر الحوثيون المدعومون من إيران على مناطق عدة في البلاد بينها صنعاء، ما خلف مئات الآلاف من القتلى، وتسبّب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

نجاح المشاورات

أعلن المتحدث باسم فريق المختطفين والمخفيين في الحكومة اليمنية، وكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل، نجاح المشاورات الجارية مع وفد الحوثيين.

وأشار إلى أن هناك:" مقترحات سيرفعها كل طرف لقيادته للموافقة عليها، والعودة بعد عيد الأضحى لجولة جديدة من المفاوضات، في إشارة إلى مساعي الإفراج عن بقية الأسرى لدى الطرفين".

وأفاد مصدر مطلع على المفاوضات، طلب عدم كشف اسمه، أن محادثات عمّان لا تتمحور حول أسماء الأسرى المحتمل الإفراج عنهم أو ترتيبات عملية تبادل مقبلة، إنما تهدف إلى "تذليل العقبات التي تحول دون قيام كل طرف بزيارات مشتركة إلى محتجزيه لدى الآخر، ما يمهّد لعملية إفراج مستقبلية".

لكن فضائل كشف عن موافقة الحوثيين على تبادل الأسير محمد قحطان في أي عمليه تبادل مقبلة.

وأشاد في تغريدة بـ"مسؤولية والتزام الفريق الحكومي"  وبين أنه "تعامل بجدية وحرص على إطلاق "الكل مقابل الكل" وفقاً لتوجيهات قيادة المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية.

القحطان (65 عامًا) قيادي في حزب الإصلاح "الإخواني"  اختطفته ميليشيا الحوثي بعد انقلابها على الشرعية.

 

نتائج إسجابية

وأكد فضائل في "تويتر" أنه: "لن يحتفظ بأي جهد يؤدي إلى إنهاء معاناة ذوي المختطفين وعودة كل المحتجزين في السجون لأسرهم في أقرب فرصة ممكنة".

ولفت إلى أن: "ملف الأسرى إنساني بحت ومهم للبناء عليه في أي عملية سياسية مقبلة، لذا فإن الطرفين كانا حريصين على الوصول إلى نتائج إيجابية".

إلى ذلك، قالت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط جيسيكا موسان، إن اللجنة تحضر إلى جانب مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، اجتماعًا في عمّان بين طرفَي النزاع في اليمن، "لمعالجة القضايا المتعلقة بالمفاوضات بشأن عملية إفراج مستقبلية".

 

اتفاق ستوكهولم

كان مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، أعلن الجمعة أن اجتماع عمّان "يجمع أطراف النزاع لاستئناف المحادثات لإطلاق سراح مزيد من المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع تنفيذًا لاتفاق ستوكهولم" المبرم قبل خمسة أعوام.

ونصّ الاتفاق في حينه على "إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين عشوائيًا وضحايا الاختفاء القسري والأشخاص قيد الإقامة الجبرية" في سياق النزاع المستمر منذ عام 2014 في اليمن "من دون استثناء ولا شرط".

ورحّبت موسان "بأي إجراء يساعد في بناء الثقة بين الأطراف ويسهل -نهاية المطاف- جمع العائلات بأحبائهم".

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تلتزم "بأداء دورها كوسيط محايد وتشارك بنشاط في اتصالات مستمرة مع الأطراف المعنية لضمان أن تُنفّذ عملية الإفراج المستقبلية وفقًا للقانون الدولي الإنساني، على النحو المتفق عليه من الأطراف بسويسرا في مارس 2023".

توصلت ميلشيات الحوثي والحكومة اليمنية، خلال مفاوضات برن بسويسرا في مارس الماضي، إلى اتّفاق على تبادل نحو 900 أسير.

وبموجب الاتفاق، جرت في أبريل عملية تبادل كبرى استمرّت ثلاثة أيام، وتزامنت مع جهود دبلوماسية لوضع الحرب الدامية في البلد الفقير على طريق الحل.

وقال السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إنه يعتقد أن جميع أطراف الحرب "جديون" بشأن الرغبة في السلام.

وهذا الأسبوع، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام منتدى اليمن الدولي في لاهاي، إن الطريق إلى السلام سيكون "طويلاً وصعبًا".