رضيعة سورية تولد بأعجوبة تحت الركام بعد وفاة والدتها
تمكن الإنقاذ وسكان من إخراج جثث العائلة، بعد ساعات من البحث والعمل المضني بإمكانات ضئيلة، بينما تتلقى الرضيع العناية الطبية في مستشفى بمدينة عفرين.

السياق
في بلدة جنديرس شمالي سوريا، انتشل سكان وعمال إنقاذ رضيعة ولدت بأعجوبة تحت الركام، وبقيت متصلة عبر حبل الصرة بوالدتها التي قُتلت بعدما دمر الزلزال منزل العائلة.
رأت الصغيرة النور يتيمة، بينما قُتل أفراد أسرتها جميعاً: والدها عبدالله المليحان ووالدتها عفراء مع أشقائها الأربعة، إضافة الى عمتها.
لا تسعف الكلمات خليل السوادي، قريب العائلة. يقول بتأثر شديد لوكالة فرانس برس الثلاثاء: "كنا نبحث عن أبو ردينة (خليل) وعائلته، وجدنا أولاً شقيقته ثم عثرنا على أم ردينة وكان هو قربها".
ويضيف: "سمعنا صوتاً عندما كنّا نحفر، سبحان الله، نظفنا التراب لنجد الطفلة مع حبل الصرة، قطعناه وأخذها ابن عمي إلى المستشفى".
في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مجموعة من الرجال فوق ركام مبنى مدمّر، بينما يهرول رجل من خلف جرافة صفراء وهو يحمل الرضيعة عارية إلا من طبقة من الغبار الممزوج بالدماء، غطت جسدها الهزيل الذي تدلى منه حبل الصرة.
وسط درجات حرارة متدنية، يعلو صوت رجل في خلفية الفيديو يطلب إحضار سيارة لنقلها إلى المستشفى، بينما يركض آخر فوق الركام ويرمي بطانية ملونة للفّها وسط تدني درجات الحرارة التي لامست الصفر.
وتمكن الإنقاذ وسكان من إخراج جثث العائلة، بعد ساعات من البحث والعمل المضني بإمكانات ضئيلة، بينما تتلقى الرضيع العناية الطبية في مستشفى بمدينة عفرين المجاورة، أقصى شمال محافظة حلب.
أم سورية تلد طفلها تحت أنقاض الزلزال في #جندريس بريف #حلب وتفارق الحياة.#السياق #زلزال #سوريا #زلزال_سوريا #هزة_أرضية #earthquake pic.twitter.com/kxMhMFvP2x
— السياق (@alsyaaq) February 7, 2023
الوقت ينفد
بعد سحب الجثث، نقلت إلى منزل مجاور لمنزلهما المدمر.
داخل غرفة خافتة الإضاءة، ينظر السوادي بحزن شديد إلى الجثث.
بغطاء أخضر، وضعت جثث الأطفال الأربعة، ويظهر وجه فتاة مهشماً ومكسوًا بالغبار الذي خلفه الركام. وفي ناحية من الغرفة جثث الرجل وشقيقته وزوجته مغطاة أيضاً.
ويقول السوادي بحزن: "هذه عائلة الطفلة التي ولدت تحت الأنقاض"، معدداً أسماءهم واحداً تلو الآخر.
ويضيف: "نحن مهجرون من دير الزور، عبدالله ابن عمي وأنا زوج شقيقته".
في شوارع بلدة جنديرس القريبة من الحدود التركية، يظهر الدمار الرهيب الذي خلّفه زلزال ضرب سوريا الاثنين ومركزه تركيا المجاورة.
وتسبب الزلزال بأكثر من 1600 قتيل في سوريا وإصابة أكثر من 3600، في حصيلة غير نهائية، بينما لا تزال مئات العائلات عالقة تحت الأنقاض.
ولا تتوافر في المنطقة الخاضعة عملياً لنفوذ تركيا، وغالباً ما تتلقى مساعدات منها، إمكانات للاستجابة السريعة لأضرار الزلزال، ما يؤخر البحث عن ناجين، مع انشغال المنظمات التركية الإنسانية بما يجري على المقلب الآخر من الحدود.
وأحصت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق) انهيار أكثر من 210 مبانٍ وأكثر من 520 بشكل جزئي وتصدّعت آلاف الأبنية والمنازل شمالي غرب سوريا.
وكتبت المنظمة في "تويتر": "جبال من الركام وحيز ضيق من الوقت ينفد، وآلاف الأرواح لا تزال تنتظر تحت الركام".