وسط مخاوف من فوضى أمنية.. هل تعتقل السلطات ترامب؟

حال اعتُقل أو حتى وُجهت إليه اتهامات، سيشكل الأمر سابقة لرئيس سابق في الولايات المتحدة، ذلك أنه لم يوجه اتهام قط لرئيس أمريكي، سواء كان في منصبه أم بعد مغادرة البيت الأبيض.

وسط مخاوف من فوضى أمنية.. هل تعتقل السلطات ترامب؟

السياق

تتوجه الأنظار –الثلاثاء- صوب الولايات المتحدة، التي تستعد لحدث قد يكون غير مسبوق، يتمثل بتوجيه لائحة اتهام جنائية أو اعتقال رمزي، للرئيس السابق دونالد ترامب، بتهمة تسليمه مبلغًا عام 2016 لممثلة أفلام إباحية، يعتقد أنه كان على علاقة بها.

وحال اعتُقل أو حتى وُجهت إليه اتهامات، سيشكل الأمر سابقة لرئيس سابق في الولايات المتحدة، ذلك أنه لم يوجه اتهام قط لرئيس أمريكي، سواء كان في منصبه أم بعد مغادرة البيت الأبيض.

وقال مسؤولون أمريكيون لمجلة بوليتيكو، إنه سيبحث وصول الرئيس الأمريكي السابق إلى المحكمة مع جهاز الخدمة السرية وشرطة نيويورك، وإن قرار الأصفاد في يدي ترامب من صلاحية المدعي العام لمنهاتن ألفين براغ.

من جهتِه، قال حاكم فلوريدا، إنه لن يتورط في عملية تسليم ترامب إلى سلطات نيويورك.

ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، فإن إجراءات التخطيط الداخلي للتعامل مع الرئيس السابق، ستكون باعتقاله إذا لم يستسلم.

 

حرب أهلية

بالمقابل، تتخوف السلطات الأمريكية من فوضى لأنصار ترامب، حال اعتقال الرئيس السابق، الذي سبق أن دعاهم للنزول إلى الشوارع.

ونقلت شبكة سي بي إس الأمريكية -عن مصادر استخباراتية- أن التهديدات وخطابات العنف على الإنترنت، تشهد ارتفاعًا كبيرًا، بعد إعلان الرئيس السابق أنه يتوقع توجيه اتهام ضده، الثلاثاء.

وقالت المصادر إن منشورات لمتطرفين، دعت إلى حرب أهلية وحذرت المدعي العام في مانهاتن من توجيه اتهامات لترامب، لأن ذلك سيواجه بعنف يفوق هجوم السادس من يناير 2021 على الكونغرس.

ويبدو أن الخوف الرئيس لدى السلطات يتمثل في تكرار فوضى الهجوم على مبنى الكابيتول (الكونغرس) بواشنطن في 6 يناير 2021، عندما دعا دونالد ترامب مناصريه إلى الاحتجاج على نتائج انتخابات عام 2020، التي هُزم فيها أمام جو بايدن.

بدوره، قال متحدث باسم الشرطة إن "حالة استعداد شرطة نيويورك ثابتة في كل الأوقات ولجميع الاحتمالات"، مشيرًا إلى أنها "تنسق مع الشرطة الفدرالية ومكتب النيابة العامة في مانهاتن".

 

قصص خيالية

كان ترامب أعلن، السبت، أنه قد يتعرض للاعتقال في مدينة نيويورك، الثلاثاء، على خلفية مزاعم الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، بأنها تقاضت 130 ألف دولار من مايكل كوهين، محامي دونالد ترامب، قبل أسابيع من انتخابات عام 2016.

وكتب على موقعه Truth Social أن مسؤولين في مكتب المدعي العام في مانهاتن، سيصدرون أمراً باعتقاله الثلاثاء، بسبب هذه القضية.

ووصف ترامب ما يروج عنه بالقصص الخيالية القديمة والمكشوفة، كما اتهم بعض المسؤولين في مكتب المدعي العام بـ"الفاسدين والمسيسين".

ودعا ترامب أنصاره إلى "التظاهر" ونظم أول تجمع "سلمي" لمناصريه الشباب -الاثنين- جنوبي جزيرة مانهاتن في نيويورك.

 

كوهين يهدد

وقبل أيام هدد مايكل كوهين، محامي ترامب السابق "بفضحه" أمام هيئة محلفين بنيويورك.

وكان  كوهين -بعدما تحول إلى عدو لدود لترامب- قد أدلى بإفادته في سياق التحقيق بالقضية، عن دفعه أموالًا لممثلة أفلام إباحية نيابة عن ترامب.

وقال المحامي المخضرم لوسائل الإعلام، أمام المحكمة في وقت سابق: "على ترامب أن يدفع ثمن أفعاله الدنيئة، مؤكدًا عزمه على قول الحقيقة من دون السعي إلى الانتقام".

 

 صرخة المعركة

وشبه كوهين، دعوة ترامب للاحتجاجات بـ"صرخة المعركة" التي أطلقها قبل هجوم أنصاره الشهير على مبنى الكابيتول، وأضاف لوسائل إعلام: "من الذكاء لدونالد أن يكتب لأنصاره احتجاجًا سلميًا"، لكنه لا يريد ذلك، فغايته مواجهة عنيفة أخرى نيابة عنه".

وطُلب ترامب، هذا الشهر، للإدلاء بشهادته أمام هيئة محلفين كبرى، وهي المنوط بها تحديد ما إذا كانت هناك أدلة كافية لمتابعة الاتهامات في القضية.

وحسب "بي بي سي" فإن جلسات القضية تعقد بسرية، وقد أدلى عديد من مساعدي ترامب السابقين بشهاداتهم فيها.

 

دعوى سياسية

من جهتها قالت محامية ترامب، سوزان نيشيليس، لشبكة سي بي إس نيوز الأمريكية، إن منشور موكلها بشأن توقع اعتقاله الثلاثاء، استند إلى تقارير إعلامية، مضيفة: "بما أن هذه "دعوى سياسية، فقد تورط مكتب المدعي العام في ممارسة تسريب كل شيء للصحافة، بدلاً من التواصل مع محامي الرئيس ترامب، كما يحدث في الحالات العادية".

لكن مكتب المدعي العام الأمريكي لم يعلق على حديث ترامب بشأن اعتقاله.