هل تتوسط الجزائر بين روسيا وأوكرانيا؟

أوضح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، أن الجزائر من بين الدول التي لها مصداقية كافية، لتكون وسيطًا في كثير من النزاعات، نظرًا لثقل دبلوماسيتها.

هل تتوسط الجزائر بين روسيا وأوكرانيا؟
عبدالمجيد تبون

السياق

تصريحات مهمة للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، عن علاقات بلاده الخارجية، بدءًا من روسيا مرورًا بإيطاليا وفرنسا وتونس والمغرب، واصفًا الجزائر بالدولة المسالمة، التي تحاول التعايش مع تحديات أمنية، عبر حدودها المهددة وفي محيطها الجغرافي، ولا سيما في هذا الظرف الدولي الصعب، وفق قوله.

وأكد تبون، أن العلاقات التي تربط بلاده بموسكو طيبة، لافتًا إلى أنه سيزور الكرملين في مايو المقبل، بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وردًا على ما إذا كانت علاقات الجزائر بروسيا تزعج الولايات المتحدة، قال تبون:"نحاول أن نشرح لهم أن انتماءنا ليس عسكريًا ولا انحيازًا أيديولوجيًا"، مضيفًا: "نحن دولة وسطية، ونعد أنفسنا أصدقاء للولايات المتحدة"، مؤكدًا أن الجزائر تنتهج سياسة عدم الانحياز.

ولم يستبعد تبون قدرة بلاده على لعب دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، موضحًا أن الجزائر من بين الدول التي لها مصداقية كافية، لتكون وسيطًا في كثير من النزاعات، نظرًا لثقل دبلوماسيتها.

وأشار تبون إلى أن الجزائر "لا تتدخل في أي وساطة، إن لم تضمن النتيجة الإيجابية"، متمنيًا في الوقت ذاته أن يقبل طرفا النزاع الوساطة.

 

الجزائر وفرنسا

وعن علاقات بلاده الاستراتيجية بإيطاليا، أكد تبون أنها مبنية على صداقة عميقة وشفافة، تعود إلى الثورة التحريرية وتستمر إلى اليوم.

كما أشار تبون إلى الصين ووصف العلاقات بين الدولتين بالطيبة، وأنها تعود إلى ما قبل الاستقلال ولاتزال مستمرة إلى اليوم.

كذلك لم يستبعد تبون عودة السفير الجزائري إلى باريس في الفترة المقبلة، كما وصف علاقة بلاده بفرنسا بالعادية، التي تشهد تذبذبًا في بعض الفترات.

 

مؤامرة تونس

وعن جارته تونس أكد تبون أن الجزائر لن تتخلى عنها في أزمتها الحالية، كما اتفق مع نظيره قيس سعيد على أن تونس تشهد مؤامرة تحاك ضدها من أطراف عدة، بينما جدد دعمه لقيس سعيد، كونه رئيسًا منتخبًا من شعبه.

إلى ذلك، قال تبون، إن العلاقة بين بلاده وجارتها المغرب وصلت إلى نقطة اللاعودة، قائلًا: "نأسف لوصول العلاقة بين الجزائر والمغرب إلى هذا المستوى بين البلدين الجارين، مشيرًا إلى أن موقف الجزائر رد فعل.

وأكد تبون أن موقف إسبانيا بخصوص الصحراء الغربية فردي من حكومة بيدرو سانشيز، لكنه وجه اللوم أيضًا إلى مدريد: "نعد موقف إسبانيا بخصوص الصحراء الغربية موقفًا فرديًا من حكومة سانشيز. إسبانيا انحازت في ملف الصحراء الغربية بتصرفات سرية لا تعفيها من مسؤولياتها".

 

إسبانيا

وعن إمكانية تغير موقف الجزائر من إسبانيا، حال تغيير الحكومة، قال إنه في هذه الحالة سيتغير ما قاله رئيس الحكومة بيدرو سانشيز عن الصحراء الغربية، فما قام به "إجحاف في حق الشعب الصحراوي، وخرق للأعراف الدولية والقانون الدولي"، وفق قوله

وذكر بأن ملك إسبانيا والوزراء وحتى البرلمان الإسباني لم يكونوا على علم بموقف سانشيز، مردفًا أن الجزائر عدته "موقفًا فرديًا ويصعب التعامل معه".

وأوضح، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، أن المبادلات التجارية بين الجزائر وإسبانيا مستمرة، ومعظمها من القطاع الخاص بين البلدين".