القشطيني المؤلف الساخر... وفاة أحد أعمدة الشرق الأوسط
كتب عنه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي : نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأهل وذوي ورفاق وقراء خالد القشطيني.

السياق
موجة حزن، ضربت الأوساط الثقافية العراقية والعربية بخبر وفاة الكاتب البارز خالد القشطيني، عن عمر ناهز 94 عامًا في لندن، بعد معاناة مع المرض.
وُلد خالد القشطيني في بغداد عام 1929، وحسب "إندبندنت عربية"، كان والده معلماً وإليه يعود الفضل في تثقيف وتعليم ولده، وتخرج في كلية الحقوق عام 1953، وقبل ذلك من معهد الفنون الجميلة قسم الرسم عام 1952، ثم سافر في بعثة حكومية لدراسة الرسم والتصميم المسرحي في بريطانيا، واستمر بذلك حتى عام 1957.
نعي الشيخ حمدان
ثم عاد إلى العراق للتدريس في معهد الفنون الجميلة، ليغادره عام 1959 ويلتحق بالإذاعة البريطانية.
ونعاه كوكبة من رجالات الفن والفكر والثقافة في الوطن العربي، والساسة وقادة الدول، وكتب عنه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي في «تويتر»: «نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأهل وذوي ورفاق وقراء خالد القشطيني».
ووصف الراحل بأنه «الصحفي والكاتب العراقي وصاحب القلم المبدع الذي أثرى بمنشوراته وطننا العربي».
وأكد: "برحيله يفقد الإعلام العربي رمزاً من رموز الإبداع».
أبرز الكُتّاب العراقيين
يعد القشطيني أحد أبرز "الكُتّاب العراقيين الساخرين" وتنوعت مؤلفاته بين الكتب الثقافية والسياسية، والمسرحيات، لكنه برز بكتابة المقالات الساخرة، وعُرف بعموده الساخر في صحيفة الشرق الأوسط، الذي استمر سنوات.
تنوعت أعماله الثرية، باللغتين العربية والإنجليزية، وله كتب عدة منها (على ضفاف بابل، من شارع الرشيد إلى أكسفورد ستريت، أيام عراقية، حكايات من بغداد القديمة، الساقطة المتمردة: شخصية البغي في الأدب التقدُمي".
ولم تكن الكتابات الساخرة عند القشطيني مجرد هواية، بل ركز على دراسة السخرية وتحليلها وألف فيها: "من جد لم يجد، فكاهات الجوع والجوعيات، الظُرف في بلد عَبوس، عالم ضاحك... فكاهات الشعوب ونكاتها، السخرية السياسية العربية".
وللراحل إسهامات بارزة في المكتبة السياسية، إذ ألف أعمال مثل (تكوين الصهيونية، التجربة الديمقراطية في عمان، نحو اللاعنف).
"برنارد شو العرب"
كتب القشطيني لعديد من المجلات العربية البارزة مثل (آفاق، العربي، الناقد، القاهرة).
أبرز أعماله الصحفية، كانت عموده "أبيض وأسود" في صحيفة الشرق الأوسط، منذ ثمانينيات القرن الماضي.
نعته الصحفية بكلمات مؤثرة، في تقرير بعنوان: رحيل خالد القشطيني برنارد شو العرب... "الشرق الأوسط" تفقد أحد أعمدتها.
ونعاه رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، غسان شربل، بتغريدات عدة كتب فيها: غاب زميلنا خالد القشطيني ومن حق "الشرق الأوسط" أن تبكيه كاتبًا لامعًا وزميلًا دافئًا وإنسانًا راقيًا (...) خالد القشطيني… للكاتب وطن وحيد. يولد بين سطرين وبينهما يموت (...) غاب خالد القشطيني... الموت مجرم عريق لا يسامح الكاتب الساخر".
ونعى القشطيني أيضًا، جمع من الصحفيين والكُتّاب والمفكرين العرب، وأثنوا على عقود من الإسهامات الثقافية للكاتب.