بعد اتفاق البلدين على القضايا المتعلقة بسد النهضة.. ما سر زيارة آبي أحمد للسودان؟
أعلن البرهان أن البلدين متفقان على القضايا المتعلقة بسد النهضة

السياق
بعد أشهر من الخلافات بين البلدين، إثر الحرب في تيغراي ومناوشات حدودية أفضت إلى قتلى، وانتشار الجيش السوداني في منطقة الفشقة عام 2021، زار رئيس الوزراء الإثيوبي اليوم آبي أحمد السودان، لعقد مباحثات مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، تركز على عدد من الملفات الأمنية والحدودية.
وقالت وكالة السودان للأنباء، إن زيارة رئيس وزراء إثيوبيا، الذي يرافقه عدد من كبار المسؤولين، تأتي "في إطار تعزيز التعاون والمصالح المشتركة بين البلدين".
سد النهضة
وقال آبي أحمد، خلال اللقاء، إن "الغرض من الزيارة إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه". وأضاف: "سد النهضة لن يسبب ضرراً للسودان بل سيعود عليه بالنفع"، مشددًا على أنه لن يقدم مقترحات جديدة ويثق بقدرة السودانيين على تجاوز قضاياهم.
وأعلن البرهان أن البلدين متفقان على القضايا المتعلقة بسد النهضة، وقال إن الوثائق والآليات الفنية تمثل المرجعية الأساسية لقضية الحدود.
وأكد أن "تجربة السلام" في تيغراي مشرفة وتدعم الاستقرار في إثيوبيا، وكذلك رحب بمقترح تكامل اقتصادي بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة بعد أشهر من مشاورات استخباراتية بين البلدين، خلال أكتوبر ونوفمبر الماضيين، وكذلك لقاءات جمعت البرهان وآبي أحمد في أديس أبابا.
الحرية والتغيير
بينما لم تذكر وكالة أنباء السودان مزيدًا من التفاصيل، إلا أن صحيفة سودان تربيون المحلية، نقلت عن مصادر دبلوماسية، لم تسمها، أن البرهان وآبي أحمد ستتركز مناقشاتهما على ملف الحدود الذي بدأ على هامش قمة منتدى تانا بمدينة بحردار في إثيوبيا.
بينما أشارت صحيفة السوداني إلى أن آبي أحمد سيجري لقاءات منفصلة مع قوى سياسية، بينها "الحرية والتغيير" و"الكتلة الديمقراطية" إلى جانب "الآلية الثلاثية" التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد".
وأكدت صحيفة سودان تربيون أن الطرفين سيتقفان على تفاهمات خلال لقائهما في نيروبي، المتعلقة بالوضع الأمني على حدود السودان الشرقية، فضلًا عن تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن الأنشطة الإجرامية وتجارة السلاح والبشر.
بينما لم تستبعد الصحيفة، حسب مصادرها، تطرق آبي أحمد إلى الوضع الداخلي في السودان، من خلال مناقشته مع البرهان تطورات الأوضاع السياسية والعملية السياسية، وأشارت إلى أن اتفاق السلام بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيغراي، قد يكون حاضرا على طاولة النقاش، فضلًا عن ملف سد النهضة الإثيوبي.
والتقى وفد من لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية بقوى الحرية والتغيير، رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد والوفد المرافق له للخرطوم بالقصر الجمهوري.
وشرح وفد الحرية والتغيير تطورات الوضع الراهن في السودان بعد توقيع الإتفاق الاطاري وبداية المرحلة النهائية من "العملية السلمية"، حيث أعرب رئيس الوزراء الاثيوبي دعمه لكل ما يتوافق عليه أهل السودان وأعرب عن استعداده لتقديم كل الدعم لما ستسفر عنه العملية السياسية، مشدداً على ضرورة السماح لأي طرف خارجي بالتدخل.
كما رحب آبي احمد بزيارة قيادات الحرية والتغيير للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في أقرب وقت ممكن.
الاتفاق الإطاري
في يوليو الماضي، التقى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على هامش قمة إيجاد في نيروبي، واتفقا على حل المشكلات العالقة بين البلدين بالحوار والوسائل السلمية.
ورحبت حكومة أديس بابا بتوقيع الأطراف السودانية الاتفاق الإطاري بين المكونين العسكري والمدني، وأعلنت دعمها له.
وقبل عام شهدت الحدود الشرقية للسودان مع إثيوبيا توترات واحتكاكات ومناوشات، تصاعدت إثر هجمات نفذتها مجموعات إثيوبية مسلحة نفت أديس أبابا صلتها بها، وقالت إنها "عصابات" خارجة عن سيطرتها، ونتجت عن تلك المناوشات اشتباكات راح ضحيتها عدد من المزارعين وأفراد من الجيش السوادني.
وهدأت التوترات منذ آخر لقاء جمع آبي أحمد ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، بمدينة بحر دار الإثيوبية في أكتوبر من العام الماضي.