وفاة الكاتب البريطاني إيان بلاك عن عمر يناهز 69 عامًا
الموت يغيب محرِّر الشرق الأوسط السابق في صحيفة الغارديان إيان بلاك

ترجمات - السياق
عن عمر 69 عامًا توفي إيان بلاك، محرِّر الشرق الأوسط السابق في صحيفة الغارديان، حيث كان يعاني مرضًا عصبيًا نادرًا.
عمل بلاك أيضًا محرِّرًا دبلوماسيًا وأوروبيًا، وأصيب بمرض عصبي نادر وكتب مقالًا مؤثرًا عن مرضه.
وبعد تقاعده من "الغارديان"، أصبح زميلًا زائرًا في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، واستمر معلقًا إعلاميًا لتطورات المنطقة .
في أغسطس 2021، شخص الأطباء إصابة بلاك بتنكس الفص الجبهي الصدغي، وهي حالة عصبية غير شائعة، قيل له إنه ظهرت عليه أيضًا علامات متلازمة القشرة القاعدية، وهي اضطراب نادر يشمل تقلُّصًا في الدماغ.
قدَّم بلاك وزوجته، هيلين هاريس، وصفًا تفصيليًا ومؤثرًا لنحوله الجسدي، في مقال لصحيفة الغارديان، في أكتوبر الماضي، قال فيه: "من الصعب تجاهل الإدراك المتزايد بأن عقلي يتقلص، وكذلك عالمي"، لكنه قال إنه كان يستمتع بالحياة ولا يزال بإمكانه ذلك.
كان لبلاك تأثير ملحوظ -على نطاق واسع- في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وألَّف عددًا من الكتب، بما في ذلك تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي نُشر عام 2017 للاحتفال بالذكرى المئوية لوعد بلفور.
وكتب كذلك بإسهاب عن أحداث ما يسمى "الربيع العربي" وتداعياته، بما في ذلك الصراع في سوريا، كما قدَّم تقارير من إسرائيل وسوريا وليبيا ومصر وإيران.
حل الدولتين
يتذكر بلاك الوقت الذي قضاه مراسلًا في القدس مع أحد زملائه، أوليفر هولمز عام 2021، قائلًا: "لقد أمضيت أكثر من ثلاث سنوات في الإبلاغ عن واقع الدولة الواحدة، بينما قضيت سنواتي مع الافتراض الأساسي بأن حل الدولتين ممكن، وقد ذهب ذلك الحلم أدراج الرياح".
وفي نعيها له قالت كاثرين فينر، رئيسة تحرير "الغارديان": "كان إيان صحفيًا استثنائيًا يتمتع بخبرة عميقة في شؤون الشرق الأوسط، وهو ما يقدره قراء "الغارديان"، وكذلك زملاؤه.
في مقالهما المشترك، كتبت زوجته هاريس: "يبلغ إيان، من الخطوط الأمامية، عن مرضه بالوضوح نفسه الذي كان يكتب به لعقود، من مناطق الاضطرابات الأخرى، مضيفة أنه يمتلك شجاعة غير عادية".
وأكلمت هاريس بكلمات مؤثرة: "لسنوات، كان لديّ زوج مراسل أجنبي وسيم يعيش في عجلة من أمره، يسارع إلى اللحاق بالطائرات وتقديم نسخته إلى موعد نهائي لا هوادة فيه، إنه لا يزال وسيمًا وما زلت أحبه كثيرًا".
وقال بلاك إنه لاحظ ضياع الكلمات لأول مرة من عقله، خلال مقابلة تلفزيونية في صيف 2020، وأشار وقتها إلى أنه يتذكر خوفه من عدم القدرة على النطق، بينما كان محافظًا على فهمه وقدرته على الكتابة.
وقالت فيكتوريا بريتين -بعد نشر المقال- وهي صديقة وزميلة سابقة في مكتب الشؤون الخارجية بصحيفة الغارديان، إن بلاك وهاريس "غمرهما كرم ودفء الزملاء والآخرين".
وأضافت: "كان إيان زميلًا رائعًا، وكان يساعد في المعلومات والأفكار، حتى في الفترة الأخيرة من مرضه، ظل رشيقًا بشكل لا يصدق، وحسن الاطلاع، وذكيًا حادًا".
بينما قال كريس دويل، مدير "مجلس التفاهم العربي البريطاني": "كان إيان كريمًا جدًا في الوقت الذي قضاه معي، منذ التقيته لأول مرة أوائل التسعينيات، إنه أحد أفضل الصحفيين الذين غطوا الشرق الأوسط وتعلمت منهم، مشيرًا إلى أن كتابه عن إسرائيل وفلسطين "الأعداء والجيران" الذي أعاد كتابته عام 2001، لا يزال أحد أفضل الكتب في هذه القضية.
واستطرد: "لقد كان دافئًا وممتعًا ولطيفًا وسيُفتقد بشدة".
عاش بلاك في غولدرز غرين شمالي لندن، حيث كانت الرفوف في مكتبه مزينة بمجموعته من التذكارات السياسية، بما في ذلك تمثال كاريكاتوري صغير لشارل ديغول، ومجموعة من الدمى الروسية تضمنت رسومًا كاريكاتورية لأسامة بن لادن وصدام حسين وياسر عرفات.