الدبابات الثلاث الأفضل في العالم... ماذا عن أدائها في ساحات القتال؟
تساءلت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية، عن أفضل ثلاث دبابات على وجه الأرض، وما إذا كانت تلك الدبابات مفيدة في القرن الحادي والعشرين، وما الدبابات التي سيختارها القادة المتمرسون في العمليات القتالية؟

السياق
مع اندلاع الأزمة الأوكرانية، قبل قرابة عام، وطي صفحة السلام مؤقتًا، كانت الأسلحة الصوت الوحيد في المعركة، التي تدور رحاها بين القوات الروسية والأوكرانية.
تلك المعركة عُدت مسرحًا لتجربة أنواع من الأسلحة لم تدخل الميدان، وأدت إلى استنزاف طاقة ومخزون عديد الدول، من الأسلحة التي كانت بمنزلة مخزون استراتيجي لها، إلا أنها استدعتها في محاولة لإحداث فرق على الأرض.
ومع سخونة الأجواء في الساحة الأوكرانية، كان طرفا الأزمة يحاولان شحذ همم الحلفاء، لمدهم بالمزيد من العتاد والأسلحة، حتى تلك التي كانت وما زالت تخضع للتجارب الميدانية، بأكبر حشد للأسلحة في ساحة واحدة، منذ الحرب العالمية الثانية.
ورغم مرور عشرات الأعوام على تلك الحرب، فإن الأسلحة التي استخدمت فيها ما زالت فعالة في أرض الميدان، بعد التحديثات التي أجرتها عليها الدول التي صنعتها، لتواكب التطورات الحالية.
بين تلك الأسلحة كانت الدبابات، التي ما زالت رغم أنها أحد أنواع الأسلحة الثقيلة، مفيدة في القرن الحادي والعشرين، بل إن أوكرانيا تحاول -بكل ما أوتيت من قوة- لقنص نوعين منها، من البلدين اللذين أنتجاها.
إلى ذلك، تساءلت صحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية، عن أفضل ثلاث دبابات على وجه الأرض، وما إذا كانت تلك الدبابات مفيدة في القرن الحادي والعشرين، وما الدبابات التي سيختارها القادة المتمرسون في العمليات القتالية؟
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن هناك ثلاث دبابات تستحق الاعتراف بأنها الأفضل على وجه الأرض، أولاها دبابة إبرامز الأمريكية، والدبابة الكورية الجنوبية بلاك بانثر K2 ، والدبابة الألمانية ليوبارد.
دبابة أبرامز M1
لقد مر ما يقرب من 20 عامًا منذ استخدام دبابة القتال الرئيسة الأمريكية أبرامز في معركتها الأولى أثناء غزو العراق عام 2003، بحسب «بيزنس إنسايدر»، التي قالت إن تلك الدبابة نُشرت في محافظة الأنبار العراقية عامي 2004 و2005، إضافة إلى ولاية هلمند الأفغانية، عام 2010.
وتقول الصحيفة الأمريكية: يجب أن تكون دبابة إبرامز M1A2، بكل إصداراتها الحديثة، أفضل دبابة مقارنة بالدبابة الألمانية ليوبارد ودبابة بلاك بانثر.
وأشارت إلى أن أداء دبابة إبرامز كان متميزًا في حرب الخليج الأولى، فخلال عاصفة الصحراء، نشرت 1848 دبابة في العراق، جرى تحييد 23 منها فقط، بأضرار كانت طفيفة، بينما لم يتمكن «العدو» من تدمير أي منها.
في حرب الخليج الثانية، قادت دبابة أبرامز القوة الدافعة المدرعة، التي قضت على قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بحسب الصحيفة التي قالت إنه رغم ذلك شهدت تلك الحرب حوادث «مؤسفة» عندما سقط أحد أفراد سلاح مشاة البحرية أبرامز من جسر فوق نهر الفرات بالقرب من الناصرية، وغرق أربعة من أفراد الطاقم عام 2003.
كما دُمرت ناقلتان أمريكيتان في ذلك العام، بسبب هجوم شنه مسلحون دمروا دبابة أبرامز واستولوا عليها.
إلا أنه مع ذلك، كان أداء دبابة إبرامز M1 في أي معركة لا تشوبه شائبة، لكن الأمريكيين تعلموا من الثغرات التي حدثت أثناء القتال وتمكنوا من التغلب عليها.
كانت هناك حزمة تحديثات رئيسة لدبابة أبرامز كل سبع سنوات، فاستبدل كل نظام في الخزان منذ إنشائه عام 1980، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن أحدث نظام في الدبابة، الذي يدعى M1A2 SEPv3 سيحسن قدرة الدبابة على الحركة، والقدرة على البقاء من خلال تحسين الدروع والاتصالات وتوفير الوقود.
دبابة بلاك بانثر الكورية الجنوبية K-2
النمر الأسود الكوري الجنوبي K2 هو وحش مثير للاهتمام، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن الدبابة تحتوي على نظام تعليق مزدوج الأداء، يمكن تعديله لسفر أفضل وتحسينه على الطرق الوعرة، ويمكن أن تميل أيضًا إلى اليسار أو اليمين.
وتقول «بيزنس إنسايدر»، إن النمر الأسود الكوري الجنوبي يمكن أن يكون مميتًا في القتال، إذ يملك ذخيرة ذكية فتاكة تسمى KSTAM-II يمكنها الكشف تلقائيًا عن أضعف منطقة في دبابة العدو.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الدبابة قادرة على الإطلاق وتدمير العدو في نطاقات مواجهة تبلغ 5 أميال مثل قذيفة مدفعية، ثم تنفجر بمظلة وتطفو لأسفل، حسب هدفها.
وتقول الصحيفة إن البندقية الرئيسة فعالة أيضًا أثناء التصوير عندما يسافر النمر الأسود فوق التضاريس الجبلية، إضافة إلى أنه يمكن تزويد الدروع المعيارية للدبابة بدروع تفاعلية متفجرة مصممة لتشتيت الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الدرع الأمامية للدبابة تقاوم الضربات المباشرة من قذائف دبابة 120 ملم، مشيرة إلى تجهيزها بنظام حماية نشط ونظام إجراءات مضادة، إضافة إلى «رافع آلي» مشابه لذلك المستخدم في دبابة القتال الرئيسة الفرنسية Leclerc، الذي ينقل قذائف المدفع، ما يقلل أعداد الفريق.
وتقول «بيزنس إنسايدر»، إن النمر الأسود الكوري الجنوبي يتميز بأجهزة استشعار وأنظمة دفاعية، بينها الرادار عالي التردد، وأجهزة تحديد المدى بالليزر والكاميرات الحرارية، إضافة إلى نظام متطور للرصد، يسمح بتعقب واشتباك ليس فقط مع دبابات القتال الرئيسة، بل مع طائرات الهليكوبتر والطائرات من دون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض.
وتقول «بيزنس إنسايدر»، إن الكمبيوتر الخاص بنظام الدبابة الكورية يوجه المدفع الرئيس تلقائياً إلى الأهداف، إضافة إلى أنه قادر على معرفة الصديق أو العدو، لضمان عدم إصابة الأهداف الصديقة.
ويمكن لنظام الرصد في الدبابة الكورية اكتشاف وتعقب، وإطلاق النار تلقائياً على أهداف مرئية بحجم السيارة، من دون الحاجة إلى أي تدخل بشري، إضافة إلى أنه يمكنها التشويش على الرادار وإطلاق قنابل الدخان متعددة الأطياف تلقائياً، لإخفاء الدبابة من الأسلحة المرئية والليزر والأشعة تحت الحمراء.
و«النمر الأسود» قادر على إطلاق قذائف KSTAM (ذخيرة الهجوم الكورية الذكية الجديدة)، وهى مقذوفات ذكية تطلق النار وتنسى من قِبل قائد الدبابة لتتوجه نحو الهدف وحدها، بينما يبلغ الحد الأقصى لمدى KSTAM الفعال 8 كيلومترات.
ويمكن للدبابة الكورية اجتياز الأراضي الوعرة بسهولة، كما جرى تجهيزها بمجموعة أدوات للخوض العميق في المياه، وعبور الأنهار وغيرها من عوائق المياه التي يصل عمقها إلى 4.2 متر.
اختبرت كوريا الجنوبية كاتمات الصوت على هذه الدبابة، حيث وضع كاتم للصوت في الجزء الخلفي من الهيكل، من أجل تقليل ضوضاء المحرك، ما يقلل فرص اكتشافها.
دبابات ليوبارد
تعد ليوبارد 2 الألمانية، أفضل دبابة في أوروبا، وجرى ترقيتها إلى أحدث إصدار 2A7V مع حماية محسّنة لـ«برجها الوتدي».
ومحرك الديزل ذو الشاحن التوربيني لديه 1500 حصان، ويمكن أن يتحرك بسرعة 42 ميلاً في الساعة مع أقصى مدى يصل إلى 341 ميلاً، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إن الدبابة قادرة على إطلاق درع قوي، يخترق القنبلة بمنظار تصوير حراري.
والإصدارات القديمة من الحرب الباردة الألمانية Leopard 2A4 واجهت مشكلات في سوريا، فعام 2016، استخدم الجيش التركي دبابات ليوبارد، إلا أن «داعش» دمر 10 منها بالألغام أو قذائف الهاون أو الصواريخ المضادة للدبابات.
ويعد خبراء دبابة ليوبارد2 الألمانية الأفضل في العالم، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي قالت إنه رغم سعرها العالي جرى تصديرها إلى 21 دولة.
ويتجاوز سعر نوع هذه الدبابات المحدث، "+A7"، أكثر من 10 ملايين دولار، بينما بيعت 2800 آلية من طراز "Leopard 2" منذ عام 1979، إلا أن المشكلة الأساسية بالنسبة لمبيعاتها تكمن في نصر صفقات جديدة.
ونسخة «ليوبارد 2إيه4» مجهزة بمدفع أملس من عيار 120 ملليمترًا من إنتاج شركة راينميتال، ورشاشين عيار 7.62 ملليمترات، ويصل المدى الفعال للدبابة إلى 5 كيلومترات، ويمكن مضاعفته إلى نحو 10 كيلومترات من خلال تركيب نظام إطلاق خاص للذخائر.
والدبابة ليوبارد بإصدارها الحديث قادرة على حمل 42 قذيفة من عيار 120 ملليمترا و4750 طلقة من عيار7.62 ملليمترات عند تحميلها.
مستقبل هذه الدبابات
تقول «بيزنس إنسايدر»: من الواضح أن الدبابات الثلاث أسلحة فتاكة من بعيد، وستكون موضع ترحيب في أي جيش حديث، إلا أنه مع ذلك، تغيرت ساحة المعركة الحديثة باستمرار، بينما تواجه الدبابات الثلاث تحديات.
وأكدت أن الدبابة أبرامز قد لا تكون جيدة، إذا كان هناك صراع بالقوة مع روسيا والصين، قد يجمع بين التضاريس الحضرية، إضافة إلى المناطق الجبلية والغابات، وليس الصحارى المنبسطة في الشرق الأوسط.
وأوضحت أن النمر الأسود لا يمتلك أي خبرة قتالية في شبه الجزيرة الكورية، لكن الذخيرة الذكية KSTAM-II هي الديناميت، فكيف يمكن أن تصمد أمام الدبابات الكورية الشمالية القديمة، لكن المتفوقة عدديًا في استئناف الحرب الكورية؟
أما ليوبارد 2 الألمانية فحقيبة مختلطة، تتمتع بسمعة طيبة، لكن «داعش» لديه بالفعل نسخة من الإصدار الأقدم.