هدنة غزة على وشك الانفجار... تحذيرات وزيارات ومخاوف إسرائيلية وفلسطينية
تحذيرات تهدد بنسف هدنة غزة.. وفود من حماس والجهاد في زيارات مفاجئة للقاهرة

السياق
على طريق إعادة الهدوء إلى قطاع غزة، كانت مصر صاحبة الامتياز في هذه القضية، ما أهلها لأن تكون وسيطًا موثوقًا في أي حوار من شأنه منع التصعيد، على حدودها.
إلا أن الهدوء في قطاع غزة لا يسير على وتيرة واحدة، فمع كل عملية عسكرية إسرائيلية في القطاع، تنشب اشتباكات وتصعيد مع الفلسطينيين، يهدد بانتفاضات من شأنها توتير الأوضاع في المنطقة، وصب الزيت على نار الأزمات التي تزداد يومًا تلو الآخر.
سيناريو يلوح في الأفق مع تهديدات إسرائيل المتكررة بشن عملية واسعة على قطاع غزة، ما استدعى استنفارًا من قيادات القطاع الفلسطينيين، منعًا لأي تطور، قد يؤدي إلى قطع الهدوء الحذر إلى التصعيد غير المرحب به من الطرفين.
فماذا فعلوا؟
في زيارة مفاجئة وغير معلنة، وصل وفدان من حركتي حماس والجهاد الإسلامي قطاع غزة، إلى القاهرة الخميس، للقاء مسؤولين مصريين، لبحث فرص استمرار الهدوء في القطاع والقضايا الثنائية.
وقال مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، في تصريحات صحفية، إن وفداً من أعضاء المكتب السياسي للحركة، توجه مساء الخميس، إلى العاصمة المصرية القاهرة عبر معبر رفح البري.
وأضاف، في تصريحات صحفية، أن مغادرة الوفد للقاهرة جاءت تلبية لدعوة مصرية لمناقشة الوضع الفلسطيني، خصوصًا تطورات الوضع في القطاع.
الأمر نفسه أكده القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، في تصريحات لوكالة «معًا»، قائلًا إن وفدًا من أعضاء المكتب السياسي الجديد للحركة، توجه إلى القاهرة عبر معبر رفح البري، للقاء أعضاء المكتب في الخارج لتوزيع المهام الجديدة.
وبحسب تقارير محلية، فإن المكتب السياسي الجديد لحركة الجهاد الإسلامي سيعقد اجتماعاً في العاصمة المصرية القاهرة لتوزيع الملفات والمهام التنظيمية، مشيرة إلى أن تلك الزيارة أرجئت مرتين، بسبب التصعيد الإسرائيلي الذي بدأ باغتيال ثلاثة من كبار قادة الذراع العسكرية للحركة.
تأتي زيارة وفدي حماس وحركة الجهاد الإسلامي إلى القاهرة، في أعقاب تهديدات إسرائيلية متكررة، بشن عملية واسعة على قطاع غزة.
في السياق نفسه، توجه وفد من العمل الحكومي بغزة، برئاسة عصام الدعاليس، إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء مسؤولين مصريين، وبحث سبل مساعدة غزة اقتصاديًا، بينما وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى القاهرة، على رأس وفد من الداخل والخارج، لعقد لقاءات مع المسؤولين المصريين.
زيارات تهدف إلى إجراء حوارات مع مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، المسؤول عن الملف الفلسطيني، لبحث فرص استمرار الهدوء في القطاع والقضايا الثنائية، بحسب مراقبين أكدوا أن المشاريع المصرية لإعادة إعمار القطاع، ستكون على رأس المباحثات.
تهديدات فلسطينية
تأتي زيارة تلك الوفود، بعد يوم من تهديد أطلقته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بحق إسرائيل، على لسان عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بدر جبريل قائلًا: نحن في الجبهة الشعبية نجدد العهد، أننا سنبقى على درب الشهادة والمقاومة والكفاح المسلح، حتى دحر آخر جندي إسرائيلي عن أرض فلسطين وتحريرها».
جاء ذلك خلال تشييع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أعضاء القيادة العامة، في العاصمة السورية دمشق، الذين قُتلوا جرّاء قصف جوي، استهدف أحد مواقع الجبهة في البقاع اللبناني، على مقربة من الحدود السورية.
وأوضح جبريل أن هذا «العدوان على مواقع الجبهة يدل على أن الوجود الفلسطيني المسلح على أي جغرافيا من هذا العالم يشكل هاجس رعب للعدو»، مشددًا على أن الرد سيكون دقيقًا ومدروسًا، و"سنأتيهم من حيث لا يحتسبون".
في السياق نفسه، قال مسؤول الساحة السورية في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إسماعيل السندواي (أبو مجاهد)، إن قتل «هؤلاء المقاومين على الأراضي اللبنانية، يؤكد -مرة جديدة- أن الشعب الفلسطيني مستهدف، سواء قطاع غزة أم الضفة أم الشتات وكل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، كما يدل على أن معركة ثأر الأحرار مستمرة إلى تحقيق النصر واسترجاع الحقوق».
كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة، حملت -في بيان- السلطات الإسرائيلية مسؤولية الهجوم الذي أدى إلى قتل خمسة من أعضائها وإصابة 10، بعضهم في حالة حرجة، وتوعدت بالرد القريب.
زيارة أشتية
تأتي تلك التطورات بعد يومين من انتهاء زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إلى القاهرة، التي بدأها الاثنين، التقى خلالها مسؤولين مصريين، منهم رئيس المخابرات العامة عباس كامل، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، وشيخ الأزهر أحمد الطيب.
وخلال الزيارة، وضع أشتية رئيس المخابرات المصرية في صورة الوضع بفلسطين، في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية، مناشدًا إياه الضغط على إسرائيل لوقف إجراءاتها المتعلقة بالاقتحامات المتكررة للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية وتصاعد الاستيطان وعمليات القتل ووقف الاقتطاع من أموال الضرائب الفلسطينية.
الهجوم الأخير
كانت مصر رعت -في 13 مايو الماضي- اتفاقًا لوقف إطلاق النار لإنهاء جولة توتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة استمرت خمسة أيام، بدأت بغارات قُتل فيها ثلاثة من قيادات الجهاد الإسلامي.
وشكرت إسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة مصر على دورها في التوسط لوقف إطلاق النار مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة.
وأعرب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي -آنذاك- عن امتنانه للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لجهوده بالتوسط في الاتفاق، مؤكدًا أن الرد على الهدوء سيكون بالهدوء.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن مسؤولين أمريكيين عملوا مع شركاء إقليميين للتوصل إلى التسوية، مشيدة بجهود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الدبلوماسية الحاسمة.
ووفق نص من المخابرات المصرية، فإن اتفاق وقف إطلاق النار تضمن الالتزام بوقف إطلاق النار ووقف استهداف المدنيين وهدم المنازل، بينما طالبت إسرائيل بوقف استهداف المدنيين بصواريخ حركة الجهاد.