أمريكا تصنف زعيم حراس الدين إرهابيًا عالميًا.. ماذا نعرف عن سامي العريدي؟
رصدت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات، أو يحدد مكان قائد جماعة حراس الدين، مشيرة إلى أن جماعات كـ«حراس الدين» مسؤولة عن عمليات قتل وخطف وعنف، تستهدف الأقليات الدينية.

السياق
في محاولة من الولايات المتحدة لتعزيز «قطف الرؤوس» بضم إرهابيين عالميين إليها، أملًا بتقويض الأنشطة الإرهابية وتعزيز أمنها القومي، كانت تلك الاستراتيجية على موعد مع وافد جديد قديم، يسطر اسمه على قائمة المطلوبين.
آخر هؤلاء الوافدين، الذين وضعتهم الولايات المتحدة على رادارها، زعيم جماعة «حراس الدين» سامي العريدي، الذي صنفته وزارة الخارجية الأمريكية «إرهابيًا عالميًا».
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عبر «تويتر»، إن وزارة الخارجية صنفت زعيم حراس الدين سامي العريدي «إرهابيًا عالميًا»، مشيرًا إلى أن التصنيفات الإرهابية تكشف النشاط الخبيث لمسلحي القاعدة، الذين يستغلون المناطق الخاضعة للحكم ومناطق الصراع في سوريا، وتعزلهم.
ورصدت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات، أو يحدد مكان قائد جماعة «حراس الدين»، مشيرة إلى أن جماعات كـ«حراس الدين» مسؤولة عن عمليات قتل وخطف وعنف، تستهدف الأقليات الدينية.
تتمثل مهمة برنامج مكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، بتقديم معلومات مفيدة تسهم في حماية الأمريكيين وتعزز الأمن القومي للولايات المتحدة.
ويقدم البرنامج مكافآت للحصول على معلومات متعلقة بالإرهاب، والتدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية، والأنشطة السيبرانية الخبيثة الموجهة من الخارج ضد الولايات المتحدة، إضافة الى الآليات المالية للمشاركين في أنشطة معينة لدعم نظام كوريا الشمالية.
سامي العريدي
وُلد سامي العريدي، المعروف أيضا بـ "أبو محمود الشامي" في العاصمة الأردنية عمان عام 1973.
شارك العريدي في مخططات إرهابية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.
حصل سامي على درجة البكالوريوس في الدراسات الدينية من الجامعة الأردنية.
عام 1997 حصل على درجة الماجستير من الجامعة نفسها في دراسات الحديث.
عام 2001 أكمل درجة الدكتوراه في المادة نفسها.
كتب عددًا من الكتب عن عالم القرن الرابع عشر ابن تيمية.
تأثر العريدي بتعاليم الجهادي السوري أبو مصعب السوري، الذي حارب الحكومة السورية في السبعينيات والثمانينيات.
العريدي مسؤول شرعي كبير في جماعة حراس الدين التابعة للقاعدة، وعضو في مجلس الشورى التابع لها، وهي الهيئة العليا لصنع القرار في الجماعة.
كان العريدي أيضًا المسؤول الشرعي الأول في جبهة النصرة بين عامي 2014 و2016، والرجل الثاني في المجموعة، تحت قيادة القائد العسكري السابق أبو ماريا القحطاني، إلا أنه رُقي بعد أن اجتاح تنظيم داعش مواقع جبهة النصرة شرقي سوريا عام 2014.
استخدم العريدي وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الخطب والتصريحات نيابة عن جبهة النصرة، واحتفظ بحساب على «تويتر» بعنوان sami_oride، بينما استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لمهاجمة داعش، لا سيما بعد إعلان الجماعة الخلافة في يونيو 2014.
وقال العريدي -آنذاك- إن المتحدث باسم داعش أبو محمد العدناني «لا يعرف ما يخرج من رأسه». كما أشار إلى قادة داعش بأنهم «قتلة مسلمون»، بينما أعلن الحرب على التنظيم الإرهابي بخطبة ألقاها في ديسمبر 2014.
بعد تشكيل هيئة تحرير الشام، غادر العريدي المجموعة مع قيادي بارز في جبهة النصرة، واعتقلته هيئة تحرير الشام في ما بعد مع عدد من الموالين للقاعدة من المجموعة.
وفي فبراير 2018 انضم العريدي إلى مجلس شورى تنظيم حراس الدين.
حراس الدين
حلت جماعة حراس الدين محل جبهة النصرة، بصفتها الوجود الرسمي للقاعدة بسوريا في فبراير 2018، عندما اندمج الموالون للقاعدة، المعارضون لقرار جبهة النصرة بالانفصال عن القاعدة، مع مجموعات أخرى.
تلتزم جماعة حراس الدين بأيديولوجية القاعدة السلفية الجهادية، التي تدعو إلى شن هجمات ضد الغرب وإسرائيل، لطرد الأجانب من الأراضي الإسلامية، وتسعى إلى تهيئة الظروف لتشكيل خلافة جديدة، عبر بلاد الشام والشرق الأوسط.
"حراس الدين" قادرة على الوصول إلى عديد من أعضاء القاعدة القدامى، الذين يمكنون الجماعة من تشكيل تهديد للمصالح الأمريكية والغربية خارج سوريا، رغم حالتها الضعيفة في أعقاب الخسائر البشرية المتتالية منذ عام 2019، التي أطاحت عديدًا من أعضاء القاعدة، والقادة المخضرمين للمجموعة.
علاوة على ذلك، أدت الحملة الواسعة النطاق، التي شنتها هيئة تحرير الشام لاعتقال أعضاء "حراس الدين" منذ عام 2020 إلى إعاقة قدرة حراس الدين على إجراء عمليات، ودفعت بعض الأعضاء إلى الانشقاق عن التنظيم.
مناطق عمليات "حراس الدين"
تعمل بشكل أساسي في محافظة إدلب بسوريا، رغم أنها نفذت هجمات في محافظة الرقة ودمشق عام 2021، ولديها بين ألفين و2500 مقاتل.
وتستخدم "حراس الدين" الأسلحة الصغيرة والسيارات المفخخة في هجماتها.
أهدافها الرئيسة القوات الروسية المتمركزة في سوريا، رغم أنها اختطفت أيضًا بعض أعضاء هيئة تحرير الشام.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية أدرجت «حراس الدين» وأميرها فاروق السوري بقائمة الإرهابيين العالميين في سبتمبر 2019، إلا أن «حراس الدين» لم تصنف منظمة إرهابية أجنبية.