صناعة الشائعات.. سلاح الإخوان لاستهداف الدولة المصرية
قالت عضو مجلس النواب المصري أميرة العادلي لـ السياق، إنه رغم جهود مصر في مواجهة الشائعات، من خلال مركز دعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فإنها ما زالت من الأدوات الفاعلة والأسرع انتشارًا للتنظيم الإرهابي، ما يؤكد خطورته وتأثيره.

السياق
تنظيم أسس بنيانه جهرًا على الدين، إلا أنه سِرًا يخالف كل ما أمره به الدين، أو يقتطع منه فقط ما يتماشى مع مصالحه، ويحقق رغباته وأطماعه في الاستحواذ والاستئثار والانتشار.
إنه تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي لفظه المصريون في ثورة شعبية اقتلعته من جذوره عام 2013، فأبى الخنوع والانهزام، وأطلق سهام شائعاته تجاه البلد الذي فيه نشأ وعلى أيدي أبنائه كتبت شهادة وفاته.
ماكينة شائعات لا تتوقف ولا تمل عن الادعاءات والمزاعم، رغم تحطمها على صخرة الوعي الشعبي المصري، وسرعة التفاعل الحكومي معها، بنفيها ودحض كذبها.
تلك الشائعات، التي لا تتقاطع يومًا مع الوجه الذي يحاول «الإخوان» ترويجه بأنه حامٍ للدين وحارس للعقيدة، أثبتت أن ما يتفوه به التنظيم الإرهابي لم يتجاوز حناجره، وأن ما كمن في القلوب، كان ما نضحت به الأفعال.
آخر الشائعات، تلك التي استهدفت مراكز الإصلاح والتأهيل المصرية، حيث زعم تنظيم الإخوان أن انتهاكات بحق النزلاء تجرى على أراضيها.
إلا أن وزارة الداخلية المصرية سرعان ما تصدت لتلك المزاعم و«الأكاذيب» بوجود انتهاكات بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل، قائلة -في بيان مقتضب- إنها تأتي ضمن الحملة المنظمة للجماعة الإرهابية، لمحاولة إثارة البلبلة وتزييف الحقائق، بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام.
وبحسب مصادر مقربة من المكتب الإداري للإخوان، في اسطنبول ولندن، تحدثت لـ«السياق»، فإن ترويج الشائعات كان ولا يزال آلية يبرع فيها التنظيم، متكئًا فيها على البارعين في مجال التكنولوجيا منذ بداية عصر الإنترنت.
وأوضحت المصادر، أن لجان الإخوان، التي تعد الركيزة الأساسية لصياغة الشائعة، وإرسالها إلى اللجان المختلفة إلكترونيًا، تتحرك عبر مسارين، الأول: ما سمته «الواجب التقليدي» المتعلق بتنفيذ أجندة الجماعة، في محاولة إثارة التوترات.
أما المسار الآخر فيرتبط بتنفيذ أجندة أجهزة أمنية أجنبية، تسعى من خلال الشائعات إلى الضغط على الدولة المصرية، ما يعد مدخلًا لتعزيز علاقاتها بهذه الأجهزة من جانب، وتوفير مصدر للتمويل من جانب آخر.
الأسرع انتشارًا
إلى ذلك قالت عضو مجلس النواب المصري أميرة العادلي، في تصريحات لـ«السياق»، إن ترويج الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، من آليات الحروب الجديدة، التي استخدمها تنظيم الإخوان إبان أحداث 2011 في مصر، وبعد فشلها في الحكم، ونجاح ثورة 30 يونيو 2013، لتأليب الشارع، ودعم موقفها كقوة منظمة، تحاول السيطرة على الأوضاع المضطربة وقتها.
وأوضحت البرلمانية المصرية، أن هدف هذه الآلية، اختبار وجودها على مواقع التواصل الاجتماعي، وحدود تأثيرها، بعد انهيار شعبيتها في الشارع، مشيرة إلى أن إطلاق الشائعات وسيلة تعدها الإخوان جيدة لتكدير السلم العام.
فمن ارتفاع الأسعار، والسياسات النقدية بالتبعية، مرورًا بتقلص الدعم والتموين، إلى الحديث عن المشروعات القومية وجدواها، محاور شائعات عدة، يحاول تنظيم الإخوان اللعب على وترها، مستغلًا الأزمة الاقتصادية الراهنة في مصر، باختلاق حالة من عدم الرضا عن سياسة الحكومة، بحسب البرلمانية المصرية.
أميرة العادلي قالت إنه رغم جهود مصر في مواجهة الشائعات، من خلال مركز دعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فإنها ما زالت من الأدوات الفاعلة والأسرع انتشارًا للتنظيم الإرهابي، ما يؤكد خطورته وتأثيره.
وعن استمرار قدرة الإخوان على إدارة الشائعات، رغم معاناتها من الانقسامات الداخلية، ذكرت أميرة أن إدارة اللجان الإلكترونية والصفحات التي تروج للشائعات، لا تحتاج لتنظيم على الأرض، بل إلى تمويل ضخم.
واستدلت على رؤيتها بأن منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن يجد رواجًا أكثر من أي تحرك على الأرض، إذ يبدأ الانتشار بشكل موسع، خاصة إذا كانت الشائعة تضم جانبًا من المعلومات الحقيقية، وتمس الأوضاع الاقتصادية أو الاجتماعية.
وعن آليات المواجهة، قالت البرلمانية المصرية، إنه يجب التحلي بالشفافية والإفصاح عن المعلومات، ورفع نسبة الوعي لدي المواطنين، وتحديث الصفحات الخاصة بالوزارات والهيئات.
وسائل الضغط
من جانبه، قال الباحث في شؤون الجماعات الأصولية أحمد سلطان، في تصريحات لـ«السياق»، إن تنظيم الإخوان يسعى من خلال نشر وبث الشائعات، إلى صنع حالة من الخلط والارتباك، لتحقيق مصالحه الخاصة.
وأرجع سلطان، فكرة تكثيف الشائعات، التي يبثها الإخوان عن الانتهاكات لقيادات الجماعة المحبوسين بالسجون المصرية، إلى أهمية هؤلاء.
وأشار إلى أنه في ظل الصراع بين جبهتي الإخوان، فإن ملف السجناء يحتل أهمية بارزة، مؤكدًا أن قيادات التنظيم يدركون أنهم لا يملكون أي وسيلة لتحقيق إنجاز في ملف السجناء، وهو ما اعترف به القيادي الراحل إبراهيم منير في عدد من التصريحات، إذ قال إنه لا يملك الكثير للسجناء، كما قال قائد جبهة اسطنبول محمود حسين: «من لديه أي وسيلة في ملف السجناء فليساعدنا بها».
وأوضح الباحث في الجماعات الأصولية، أن تكثيف جماعة الإخوان لبث الشائعات، من وسائل الضغط على مصر، التي تحاول من خلالها الجماعة، حث بعض الدول الغربية على التحرك للضغط على القاهرة، للإفراج عن هؤلاء السجناء، وتخفيف الضغط على أتباعها في الداخل، ومحاولة الانتشار وكسب الزخم.
وبحسب أحمد سلطان، فإن جماعة الإخوان تعمل على نشر الشائعات بصورة ممنهجة، عبر لجان متخصصة لإنتاج وترويج الشائعات، مستفيدة من تجارب بعض الدول التي تستخدم الدعاية والأذرع الإلكترونية.
وبينما قال إن تنظيم الإخوان اقتحم مجال اللجان الإلكترونية بصورتها الحالية عام 2015 بتنسيق مع قيادات الإخوان، أكد أنها ضمت في صفوفها خبرات أجنبية، وتلقت تدريبات نوعية لكيفية نشر الشائعات، في المحيط والفئات المستهدفة، سواء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أم المواقع الإلكترونية.