أوكرانيا تتسلم دبابات ثقيلة من الغرب... فهل تحسم الحرب؟
وصلت الدبابات القتالية من طراز تشالنجر وليوبارد، التي وُعدت بها كييف منذ مطلع السنة، في الوقت المناسب تزامنًا مع هجوم الربيع، الذي تخطط القوات الأوكرانية لشنه.

السياق
بعد مرور أكثر من عام، على الحرب الروسية في أوكرانيا، وسط انعدام أي أفق للحل، تأمل واشنطن وحلفاؤها الغربيون أن يؤدي الهجوم الأوكراني المضاد، المدعوم بالدبابات الغربية والأسلحة الجديدة، إلى إحداث فجوة في سيطرة روسيا على الأراضي الأوكرانية، خلال الربيع.
وفي تطور لافت، تسلمت أوكرانيا أولى الدبابات الثقيلة من بريطانيا وألمانيا، وهو ما تطالب به كييف منذ فترة طويلة، لمواجهة الغزو الروسي، لكن هل تحدث فرقاً على الأرض؟
تأتي هذه الدبابات القتالية من طراز تشالنجر وليوبارد، التي وُعدت بها كييف منذ مطلع السنة، في الوقت المناسب تزامنًا مع هجوم الربيع، الذي تخطط القوات الأوكرانية لشنه.
في المقابل، أكدت روسيا نيتها نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس -حليفتها الكبيرة المجاورة لأوكرانيا- رغم الاحتجاجات الغربية.
وفي رسالة عبر فيسبوك، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أن دبابات "تشالنجر البريطانية وسترايكر وكوغار الأمريكية وماردر الألمانية انضمت إلى الوحدات الأوكرانية".
ونشر كذلك صورة لهذه الآليات، من دون أن يحدد التاريخ الذي تسلمت فيه كييف هذه الدبابات.
بدورها، أكدت الناطقة باسم الوزارة الأوكرانية إيرينا زولوتار -لوكالة فرانس برس- أن دبابات تشالنجر "أصبحت في أوكرانيا" من دون أن تحدد عددها.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس من جهته، أن برلين سلمت دبابات قتالية من طراز ليوبارد "متطورة جدًا" لكييف، في حين أوضحت وزارة الدفاع أن عددها 18.
وأخيراً منحت #برلين الضوء الأخضر لتسليم دبابات #ليوبارد إلى #أوكرانيا .. رد الفعل الروسي جاء سريعا على لسان السفير الروسي في #ألمانيا الذي وصف القرار بـ "الخطير للغاية".. سياق ما حدث في الفيديو أدناه.#السياق pic.twitter.com/cS9ACKvG4N
— السياق (@alsyaaq) January 26, 2023
إحداث فرق
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، في بيان: "وصلت دباباتنا كما هو موعود وفي الوقت المحدد، إلى أصدقائنا الأوكرانيين. أنا واثق بأنها قادرة على إحداث الفرق على الأرض".
كانت المملكة المتحدة أعلنت -مطلع فبراير- أنها ستدرب طيارين حربيين أوكرانيين، فاتحة الباب أمام تسليم كييف طائرات تتمتع بمعايير حلف شمال الأطلسي.
وترى الدول الغربية أن أوكرانيا تملك حق الدفاع عن نفسها، لكن بعضها يتردد في تسليمها أسلحة، قد تتسبب بتصعيد النزاع، من خلال منح أوكرانيا القدرة على ضرب الأراضي الروسية.
وسلمت سلوفاكيا -قبل فترة قصيرة- أربع طائرات ميغ-29 لأوكرانيا، بينما وعدت بولندا بذلك.
صواريخ مضادة للسفن
بالمقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء إن البحرية الروسية أطلقت صواريخ مضادة للسفن وأسرع من الصوت على هدف وهمي في بحر اليابان.
وأضافت عبر حسابها على تيليغرام: «في مياه بحر اليابان، أطلقت سفن أسطول المحيط الهادي صواريخ كروز من طراز موسكيت على هدف وهمي بحري للعدو».
وتابعت: «أصيب الهدف الذي كان على مسافة نحو مائة كيلومتر إصابة مباشرة ناجحة بصاروخين كروز من طراز موسكيت».
والصاروخ بي - 270 موسكيت صاروخ كروز أسرع من الصوت ومتوسط المدى وله أصل سوفياتي ويمكنه تدمير سفينة من مدى يصل إلى 120 كيلومترا.
يأتي إطلاق الصواريخ بعد أسبوع من تحليق قاذفتين استراتيجيتين روسيتين قادرتين على حمل رؤوس نووية فوق بحر اليابان لأكثر من سبع ساعات في رحلة قالت موسكو إنها كانت «مقررة».
أسلحة نووية
في موسكو، أكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف –الاثنين- أن روسيا لن تغير مشروعها لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلارو،س رغم الانتقادات الغربية.
وأضاف أمام صحفيين: "بطبيعة الحال، ردود فعل كهذه لا يمكن أن يكون لها تأثير في خطط روسيا".
وأعادت الولايات المتحدة تأكيد أن ما من سبب يدفعها إلى الظن أن روسيا تستعد لاستخدام السلاح النووي، منددة في الوقت ذاته بالإعلان الروسي.
خطاب غير مسؤول
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل "إنّه أحدث مثال على الخطاب التهديدي النووي غير المسؤول" من جانب روسيا.
وتابع: "لم يشر أي بلد آخر إلى احتمال استخدام السلاح النووي في هذا النزاع"، مذكّراً بأنّ "ما من بلد هدّد روسيا" ولا "الرئيس بوتين".
على الأرض، سقطت صواريخ روسية –الاثنين- في مدينة سلوفيانسك شرقي أوكرانيا ما أدى إلى قتل شخصين في سيارتهما وإصابة أكثر من ثلاثين، وأدى الهجوم إلى تدمير أبنية، حسب الشرطة والسلطات.
والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي –الاثنين- المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، الذي يزور -الأسبوع الحالي- محطة زابوريجيا النووية المحتلة من القوات الروسية.
وقال زيلينسكي لغروسي، كما جاء في بيان للرئاسة الأوكرانية: "من دون الانسحاب الفوري للقوات والموظفين الروس من محطة زابوريجيا النووية والأراضي المجاورة، فإن أي مبادرة تهدف إلى إعادة السلامة والأمن النوويين مصيرها الفشل".
وفي تغريدة كتب غروسي أنه أجرى "تبادلًا مثمرًا لحماية محطة زابوريجيا النووية وموظفيها، وجددتُ دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشآت النووية الأوكرانية".