بين اتهامات روسيا وأوكرانيا... مَنْ فجَّر نورد ستريم؟

تقرير نشرته صحيفة ذا تايمز البريطانية، كشف أن وجود السفن الروسية كان  قبل 5 أيام من حادث التخريب.

بين اتهامات روسيا وأوكرانيا... مَنْ فجَّر نورد ستريم؟

السياق

معلومات متخبطة وأحيانًا مغلوطة، بيانات تتلوها أخرى، تحقيقات صحفية وتقارير استخباراتية، واتهامات متبادلة، والفاعل حتى الآن مجهول.

تفجيرات أنابيب نوردستريم، التي وقت العام الماضي، بعد اشتعال الحرب الأوكرانية وقطع إمدادات الغاز لأوروبا، قالت المخابرات الغربية إن روسيا هي التي دبرتها، أزاحت موسكو الاتهام -من ناحيتها- لتلقيه على خصومها الغربيين، قبل أيام، بنشر تحقيق ألماني ومعلومات استخباراتية أمريكية، تفيد باحتمال تورط "مجموعات أوكرانية" في تفجير خط الغاز الاستراتيجي، الذي يربط روسيا بألمانيا، وهو ما عُد مفاجأة للرأي العام العالمي، وتعاملت موسكو معه بجدية.

لكن جاء تقرير بريطاني جديد بما قد يزعج روسيا، إذ كشف أن قافلة من 6 سفن للبحرية الروسية، كانت حول موقع التفجير في "نورد ستريم".

تحقيق شفاف

ورغم أن التقارير الغربية، التي مالت نحو خط تبرئة موسكو، وأدانت أوكرانيا أو "موالين لها" لم ترق إلى روسيا، التي شككت في النيات والتصريحات الأمريكية بالقضية، وهو ما عبَّر عنه المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، الذي تساءل: "كيف يمكن للمسؤولين الأمريكيين أن يفترضوا أي شيء بلا تحقيق؟".

كذلك رأى ديميتري بيسكوف أن التقارير الغربية بقضية تفجيرات "نورد ستريم" تهدف إلى صرف الأنظار والانتباه عن الفاعل الحقيقي -الذي لم يسمه- ورأى بيسكوف أن ما يحدث حملة منسقة، داعيًا الدول المساهمة في خطوط الغاز "نورد ستريم" إلى التمسك بتحقيق عاجل وشفاف.

قبل التفجير

من جانب أخر فإن التقرير الذي نشرته صحيفة ذا تايمز البريطانية، بين أن وجود السفن الروسية كان  قبل 5 أيام من حادث التخريب.

وأكدت الصحيفة تعطيل 3 من القنوات الأربع، التي تحمل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا، على طول قاع بحر البلطيق، بسبب انفجارات بالقرب من جزيرة بورنهولم الدنماركية، التي وقعت آخر ديسمبر 2022.

وبين التقرير رصد تحركات غير اعتيادية في المكان ذاته وتوقيت الانفجار، حيث وقعت مناورات غير عادية من سفينة دورية دنماركية وأخرى حربية سويدية، مشيرًا إلى أنهم ربما رصدوا نشاطًا مشبوهًا في هذا المربع المائي، قبل الانفجار بثلاثة أو أربعة أيام، وتعقبوا فرقة روسية "ابتعدت" عن تدريب كانوا يجرونه ضمن قواتهم البحرية.

الدنمارك

هذا التلميح الذي جاء على لسان الصحيفة البريطانية، قد يثير حفيظة روسيا، التي لاتزال تنفي ضلوعها في هذه التفجيرات، وكذلك لا تكف عن انتقاد الدنمارك، التي رفضت مشاركتها في التحقيقات، حيث وقع تفجيران من أصل أربعة في منطقتها الاقتصادية الخالصة، كما أعلنت موسكو أنها ليس لها مصلحة في مهاجمة مياهها الإقليمية.

ووقع تفجيران آخران في المياه الاقتصادية السويدية.

واتفق البلدان -الدنمارك السويد- على أن تفجيرات خطي أنابيب نورد ستريم كانت عمدًا، لكنهما لم يحددا المسؤول أو يتهما طرفًا بعينه.

قارب التفخيخ

الصحافة الغربية كانت قد نقلت عن مسؤول أمني غربي كبير قوله إن الحكومات التي تحقق في التفجير، توصلت إلى أدلة تفيد بأن أفرادًا أو كيانات موالية لأوكرانيا، ناقشوا -قبل الانفجار- إمكانية تنفيذ هجوم على خطوط أنابيب نورد ستريم.

وأكد المسؤول -الذي فضل عدم كشف هويته- أن الاتصالات التي رصدتها أجهزة المخابرات الغربية، لم تكتشف إلا بعد تنفيذ الهجمات، التي جرت في عمق البحر.

 صحيفة دي تزايت الألمانية، كشفت -في تحقيق استقصائي بالتعاون مع القناة الألمانية الأولى- أن محققين ألمانًا عثروا على القارب الذي استخدم لتفخيخ خط أنابيب نورد ستريم أسفل بحر البلطيق، مؤكدة أن القارب استأجره أوكرانيان من شركة في بولندا، غير أن المحققين لم يعثروا على الجهة التي أمرت بتنفيذ عملية التفخيخ.

كوماندوس أوكرانية

وأشار التحقيق إلى أن منفذي التفجير فريق من 5 رجال وسيدة، قُسموا إلى قائد السفينة وغطاسين ومساعدي غطاسين وطبيب، وأن السفينة المستخدمة في العملية أبحرت من ميناء روستوك الألماني، ونقلت الأسلحة إلى المرفأ بشاحنة قبل ذلك، مشيرة إلى أنه بعد تنفيذ العملية، أعيدت السفينة لكن من دون تنظيفها بالشكل الكافي، ما ساعد المحققين في العثور على آثار المتفجرات فيها.

 التحقيق الصحفي الألماني، ذكر أيضًا أن أجهزة مخابرات غربية كشفت ضلوع فريق كوماندوس أوكراني في عملية التفجير، وبينت أن محققين من الولايات المتحدة وهولندا والدنمارك والسويد وألمانيا، يشاركون في التحقيقات.

بينما نقلت الصحيفة عن المحققين، فرضية أنهم لا يستبعدون زرع أدلة بعينها، من شانها توريط أوكرانيا.

بينما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "ما زلنا ممنوعين من التحقيق. أليس الأمر غريبًا... ليس غريباً فحسب بل تفوح منه رائحة جريمة وحشية".

كييف من ناحيتها نفت أي دور لها في تفجير خط أنابيب نورد ستريم، وقال ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري زيلينسكي، إن الحكومة الأوكرانية "غير متورطة على الإطلاق" في التخريب.