وسط تأهب صيني... مدمرة أمريكية تعبر مضيق تايوان

أبحرت المدمّرة الأمريكية ميليوس عبر المياه الفاصلة بين تايوان والبر الرئيس للصين، وفق ما أعلنت البحرية الأمريكية، بعد أيام من إجراء بكين مناورات عسكرية حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي

وسط تأهب صيني... مدمرة أمريكية تعبر مضيق تايوان

السياق

توتر لا يهدأ بين واشنطن وبكين، اتهامات متبادلة بالتجسس وتهديد الأمن وحرية الملاحة، مخاوف دولية من وصول الخلاف بين القوتين العظميين حول تايبيه، إلى حرب قد تفوق في خطورتها أضعاف الدائرة في أوكرانيا.

تشير الوقائع المستمرة حول مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، إلى أن نية الطرفين تحمل في طياتها التصعيد، بين ما تسميه بكين استفزازًا أمريكيًا، وتسميه الولايات المتحدة تهديدًا صينيًا.

واليوم أبحرت المدمّرة الأمريكية "ميليوس" عبر المياه الفاصلة بين تايوان والبر الرئيس للصين، وفق ما أعلنت البحرية الأمريكية، بعد أيام من إجراء بكين مناورات عسكرية حول الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.

 

حرية الملاحة

وتجري القوات البحرية الغربية، وعلى رأسها الأمريكية، بانتظام "عمليات حرية ملاحة" لتأكيد الوضع الدولي لممرات مائية إقليمية، مثل مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.

وقال بيان الأسطول السابع في البحرية الأمريكية، إن السفينة الحربية أجرت "عبورًا تقليديًا لمضيق تايوان" الأحد، في المياه "حيث تنطبق حرية الملاحة والتحليق في أعالي البحار بموجب القانون الدولي".

وأضاف بيان البحرية: "عبرت السفينة ممرًا في المضيق، خارج المياه الإقليمية لأي دولة مطلة عليه"، مؤكدًا أن الإبحار عبر المضيق، يظهر التزام الولايات المتحدة بأن تكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ حرة ومفتوحة.

وهذه العملية الأولى من نوعها للولايات المتحدة في هذا الممر منذ يناير.

ونشر الأسطول السابع في البحرية الأمريكية على "تويتر" صورًا لأفراد من الفريق، ينظرون إلى مضيق تايوان الذي يعد أحد أهم الممرات المائية الدولية.

من جهتها، قالت الصين إنها تابعت مرور مدمرة أمريكية في مضيق تايوان، مضيفة أن قواتها تبقى جاهزة.

 

تأهب عال

قال الناطق باسم الجيش الصيني الكولونيل شي يي: "تبقى قواتنا في مستوى تأهب عال على الدوام، وستدافع بعزم عن السيادة الوطنية والأمن، فضلًا عن السلام والاستقرار الإقليميين".

وتعد الصين تايوان جزءًا من أراضيها، وقد تعهدت بإعادة الجزيرة ذات الحكم الذاتي إلى سيادتها، بالقوة إن لزم الأمر.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنه أثناء عبور المدمّرة "راقب الجيش النشاط في محيطنا البحري والجوي، وكان الوضع طبيعيًا".

 

مناورات عسكرية

أجرت بكين في 8 أبريل مناورات عسكرية استمرت ثلاثة أيام حول تايوان، شملت محاكاة لضربات بأهداف محددة وفرض حصار على الجزيرة.

وكانت مناورات بكين العسكرية حول تايوان قد أجريت ردًا على زيارة الرئيسة التايوانية تساي إنغ-وين الأخيرة للولايات المتحدة، حيث استقبلها رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي.

 

استياء الصين

وتبدي بكين استياءها من أي اتصال رسمي بين تايبيه والحكومات الأجنبية.

وفي اليوم الأخير من التدريبات التي أجريت الأسبوع الماضي، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن 54 طائرة صينية عبرت جنوبي غرب وجنوبي شرق منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي (أديز)، في أعلى معدل مسجل في يوم واحد منذ أكتوبر 2021.

وفي اليوم نفسه، أبحرت "ميليوس" عبر المياه التي تطالب بكين بالسيادة عليها في بحر الصين الجنوبي، وقد وصفت بكين هذه العملية بأنها توغل غير مشروع "من دون موافقة الحكومة الصينية".

ومنذ انتهاء المناورات، تواصل السفن الحربية والطائرات الصينية الانتشار في محيط تايوان.

والاثنين، أعلنت وزارة الدفاع في تايبيه أنها رصدت أربع مدمّرات و18 طائرة، عبرت أربع منها جنوبي غرب منطقة أديز.

وأبحرت المدمرة تشونغ-هون الأمريكية عبر مضيق تايوان في 5 يناير بعد أشهر من زيارة نانسي بيلوسي للجزيرة، عندما كانت رئيسة مجلس النواب الأميركي.

وأدت رحلة بيلوسي إلى إطلاق أكبر مناورات عسكرية صينية على الإطلاق حول تايوان.

وأثارت تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون حلقة واسعة من الجدل، أثناء وبعد زيارته الأخيرة للصين قبل أيام.

 

تصريحات ماكرون

ووصفت تصريحات صاحب الإليزيه بالصادمة، أثناء لقائه شي جين بينغ، ومطالبته بضرورة أن تأخذ أوروبا موقفًا مستقلًا عن الولايات المتحدة، في ما يتعلق بالتورات بين بكين وتايوان.

ودعا ماكرون الاتحاد الأوروبي ألا يكون "تابعاً" لواشنطن ولا بكين في قضية تايوان. وفُسّر تصريحه بأنّه ابتعاد عن الولايات المتّحدة، في وقت دخلت واشنطن بقوة في دعم كييف، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وشدّد ماكرون على أنّ "موقف فرنسا والأوروبيين هو نفسه بالنسبة لتايوان: نحن مع الوضع القائم، هذه السياسة ثابتة ولم تتغيّر"،

وهو ما عاد عليه برد حاد من الجانبين الأوروبي والأمريكي.